قٌتل زعيم داعش السابق على يد عناصر محلية سورية
- قُتل العراقي بتفجير المنزل الذي كان يتحصن فيه
- العناصر المحلية لم تتعرف على هوية زعيم داعش فور مقتله
أكدت مصادر خاصة صحة ما تناقلته وكالات أنباء ووسائل إعلامية عن تسلم القوات الأمريكية في الأردن جثة القيادي في تنظيم داعش الإرهابي أبو عبدالرحمن العراقي، والي جنوب سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.
وذكر مصدر ميداني من بلدة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، رفض الكشف عن هويته، أن جهات تابعة للواء الثامن أقدمت في التاسع من هذا الشهر، على إخراج جثة “العراقي” من مقبرة “العالية” في غرب بلدة جاسم، ونقلها عبر الحدود السورية إلى الأردن.
وقال المصدر إن قياديا في اللواء الثامن تحدث إليه صباح اليوم، أكد صحة ما تناقلته وكالات أنباء أجنبية عن تسلم القوات الأمريكية في الأردن جثة القيادي في التنظيم.
ولم يفصح الجانب الأمريكي عن الغاية من طلب تسليم أو نقل جثة القيادي في تنظيم داعش من سوريا إلى الأردن، وفق نفس المصدر الذي يرى عدم وجود ما يبرر ذلك بعد أن حصلت القوات الأمريكية في قاعدة التنف على عينات من الجثة بعد مقتله منتصف أكتوبر الماضي.
وأكد القيادي في اللواء الثامن أن الجانب الأمريكي الذي سبق أن تسلم عينة من جثث قتلى التنظيم منتصف أكتوبر الماضي في قاعدته بمنطقة التنف في المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، هو من أكد هوية القتيل أنه “أبو عبد الرحمن العراقي” بعد فحص الحمض النووي، ما يؤكد أن “العراقي” كان معتقلا لدى الأمريكيين في العراق.
ويُعتقد أن القوى المحلية التي قتلت “العراقي” لم تتعرف على هوية القتيل بأنه “أبو الحسن الهاشمي القرشي الذي هو أبو عبد الرحمن العراقي”، إلا بعد نتائج فحص الأمريكيين الحمض النووي لقتلى التنظيم، وهو ما يؤكد أن الأمريكيين لم يشاركوا في العملية، ولم يكونوا على علم مسبق بها كما أنها لم تنفذ من شركاء أو حلفاء لها.
ووفق المصدر فإن اللواء الثامن المدعوم من القوات الروسية، والذي يرتبط عمليا بجهاز الأمن العسكري للنظام، وهو الأكثر نفوذا في الجنوب السوري يرتبط بعلاقة تنسيق مع جيش مغاوير الثورة الذي بات يعرف باسم “جيش سوريا الحرة” ومقره قاعدة التنف السورية، وأن مثل هذه الطلبات الأمريكية من المحتمل أنها جاءت عبر “الجيش الحر السوري”، وليس بشكل مباشر أو عبر الفيلق الخامس.
ومنذ الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الماضي، شهدت بلدة جاسم وحي طريق السد بدرعا اشتباكات بين عناصر من تنظيم داعش مع مجموعات محلية بعضها على صلة ببرنامج “المصالحات” التي رعتها روسيا عام 2018، وأخرى لا تزال “شبه متمردة” على النظام لكنها لا تصنف على أنها جزء من المعارضة السورية المسلحة، مثل تجمع أحرار حوران وثوار بلدة جاسم واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من القوات الروسية والذي بات منذ أكثر من عام يرفض أي تكليف بأي مهمة خارج محافظة درعا بعد أن أصبح ارتباطه مباشرة بشعبة الأمن العسكري في محافظة السويداء بدلا من قاعدة حميميم الروسية.
وقُتل العراقي بتفجير المنزل الذي كان يتحصن فيه في مزرعة بالبلدة برفقة آخرين.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية أعلنت مقتل “أبو الحسن الهاشمي القرشي” بعد نحو ساعة من إعلان المتحدث باسم تنظيم داعش في 30 نوفمبر مقتل القرشي وتعيين أبو الحسين الحسيني القرشي خليفة له.
وجاء في البيان الأمريكي أن العراقي قُتل على يد فصائل “الجيش السوري الحر”. بحسب تعبيرهم.
وكان المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش أبو عمر المهاجر، أعلن في كلمة صوتية بثتها مؤسسة الفرقان الإعلامية في 30 نوفمبر الماضي، نبأ مقتل مَنْ سماه “الخليفة أبي الحسن الهاشمي القرشي” واختيار “أهل الحل والعقد” في التنظيم “أبي الحُسين الحُسيني القرشي” “أميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين”.
ومنتصف أكتوبر الماضي نقلت وسائل إعلام سورية حكومية عن مصدر أمني قوله أن العملية الأمنية تدور مواجهاتها في الحي الشمالي من مدينة جاسم حيث استهدف أحد المقرات التي يتواجد فيه عدد من إرهابيي التنظيم ويعرفون بـ “أمراء التنظيم” أحدهم عراقي الجنسية، دون أن يكشف عن هويته.
ويقول المصدر الخاص، إن خلايا تنظيم داعش لا تزال تنشط في الجنوب السوري بنسب متفاوتة حتى بعد القضاء على ولايتهم وطردهم من مناطق سيطرتهم في حوض وادي اليرموك غرب درعا في العام 2018.