أطفال مخيم الهول.. “الجيل القادم المنتظر لتنظيم داعش”
منذ أوائل كانون الأول/ديسمبر، كثف تنظيم داعش بشكل كبير عدد الهجمات الإرهابية في سوريا، وخاصة ضد الأكراد، فقد هاجم بشكل مطّرد مقرات قوات سوريا الديمقراطية في الرقة، مما أسفر عن مقتل ستة عناصر.
كما استهدف التنظيم موظفين في حقل نفطي، راح ضحيته 12 شخصًا وردا على ذلك، قاد الأكراد حملة ضد تنظيم داعش أسفرت عن اعتقال 102 إرهابي، وفي حين أن عودة ظهور داعش هي قضية إرهاب كبيرة، إلا أنها أيضا قضية جيوسياسية ساخنة، تشمل تركيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران.
بالعودة إلى عام 2017، ارتكب التحالف المناهض لتنظيم داعش خطأ كبيرًا بالسماح لآلاف الإرهابيين بمغادرة المدينة سالمين بأسلحتهم في الرقة، عاصمة التنظيم.
كان تنظيم داعش يسيطر على الكثير من القرى في البلاد، ويبتز السكان ليلاً ويبعث الخوف في قلوبهم، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة حذرت مؤخرا، في تقييم “نزيه” من أن التنظيم لديه “جيش في الانتظار” في السجون (20 ألفا في العراق و 10 آلاف في سوريا) إلى جانب مخيمات النزوح في جميع أنحاء العراق وسوريا، حيث يوجد ما لا يقل عن 25 ألف طفل في مخيمات مثل مخيم الهول في شمال شرق سوريا وهم “الجيل القادم المنتظر لداعش”.
علاوة على ذلك، في العام 2022، قتل الجيش الأمريكي إلى جانب القوات المحلية في العراق وسوريا، ما يقرب من 700 شخص يشتبه بانتمائهم إلى داعش خلال 108 عمليات في سوريا و 191 في العراق.
هذا ليس كل شيء، فقد قامت القوات الأمريكية بـ 14 مهمة أخرى من تلقاء نفسها داخل سوريا، حيث نفذت خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات مروحية وبرية محفوفة بالمخاطر لقتل أو القبض على نشطاء جهاديين بارزين في تنظيم داعش.
وعلاوة على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر أنها تستعد لاستئناف عملياتها البرية الكاملة إلى جانب الشركاء الأكراد في سوريا، في خطوة تهدد بزيادة تأجيج العلاقات مع تركيا، حليفة حلف شمال الأطلسي، التي تلقي باللوم على الأكراد في التفجير الدامي الذي وقع في إسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهددت بشن هجوم بري ردا على ذلك.
في الواقع، منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، يخوض الجيش التركي حربًا شبه جوية، حيث يمطر مدنًا كردية في شمال سوريا بالقنابل، مما أسفر عن مقتل مدنيين، وتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية. ويستهدف قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة التي تقاتل ضد داعش منذ العام 2014.
ومن المفارقات أن روسيا والولايات المتحدة تحثان تركيا على عدم شن هجوم بري في شمال سوريا وفي الوقت الراهن، تمكنت موسكو من إقناع الرئيس أردوغان بالتوقف.
في غضون ذلك، ساعد الرئيس الروسي بوتين على إحياء العلاقات السورية-التركية. وهذا ليس بالإنجاز الهين لأن زعماء البلدين يكرهون بعضهم البعض بدافع الانتقام، حيث وصف الرئيس التركي أردوغان بانتظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”القاتل”.
وعلاوة على ذلك، دعمت تركيا على مر السنين تغيير النظام في سوريا، ودعمت المعارضة المدنية والمسلحة ضد نظام الأسد، ويبدو أن روسيا نجحت في إقامة حوار بين العدوين بعد لقاء وزيري الدفاع مؤخراً.
ومع ذلك، أوضح الأسد أن الهدف هو إخراج تركيا من الأراضي السورية تماما. ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن هذا التقارب لا يبشر بالخير للأكراد.
والواقع أن أردوغان يستخدم هذه الحملة ضد الأكراد كدعامة محلية في التحضير للانتخابات في حزيران/يونيو.
ليس فقط من خلال اللعب بورقة الوطنية، بل أيضا من خلال التلميح إلى أنه سيسعى إلى نقل بعض اللاجئين السوريين البالغ عددهم أربعة ملايين والذين يعيشون حاليا في تركيا إلى شمال سوريا.
وعلى الجانب الآخر، حذر الأكراد المجتمع الدولي من أنهم لن يتمكنوا منطقيا من محاربة تنظيم داعش وتركيا في الوقت نفسه، وإذا كان عليهم الاختيار، فسوف يركزون على الدفاع عن أنفسهم ضد أنقرة.
وتسببت عودة ظهور داعش في سوريا في أزمة كبيرة، وخلاصة القول خلاصة القول تدعم الولايات المتحدة الأكراد في سوريا بينما تهاجم تركيا حليفتها في الناتو، الأكراد.
ورغم أن الخلاف قائم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن كل شيء آخر، إلا أنهما يتفقان على ضرورة تجنب الغزو البري التركي بأي ثمن.
تتفق روسيا والولايات المتحدة، في حين أنهما على خلاف بشأن كل شيء آخر، على أنه ينبغي تجنب غزو بري تركي بأي ثمن.
وأخيرا، دعونا لا ننسى إيران، الحليف القوي الآخر للأسد الذي يستخدم سوريا كمستودع أسلحة له. فمن قال أن الجغرافيا السياسية ليست معقدة؟