هل يفشل محمد سعد من الخروج من عباءة “اللمبي”؟
رغم امتلاكه موهبة مختلفة شهدت عليها بداياته القوية إلا أنه من وجهة نظري الشخصية اختصر تلك الموهبة في ”عقدة“ اللمبي”.
ربما لا أجد له مبرر سوي محاولة مقارنة نفسه بالنجم الراحل إسماعيل يس عندما كان بطلا لسلسلة أفلام إسماعيل يس في الطيران والبوليس السري ومتحف الشمع وغيرها من الأفلام التي نجح فيها واندمج معه الجمهور، وبسبب هذا النجاح تمادي ليقدم ١٥ فيلما تحمل اسمه خلال ٨ سنوات تقريبا ورغم اختلاف الزمن والموهبة والإمكانات إلا أن محمد سعد الذي يملك الكثير من الموهبة التي يصعب اختصارها في الكوميديا فقط إلا أنه اختار حبس نفسه داخل اللمبي وأخواته متجاهلا بداياته التي أكدت علي حبه الشديد للفن والمسرح والتمثيل.
وتخرج محمد سعد من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ بتجسيد الأدوار الصغيرة التي أوصلته لدوره المشهور في فيلم الطريق إلى إيلات عام ٩٣ ثم مسلسل من الذى لا يحب فاطمة عام ٩٦ وفيلم الجنتل وفيلم امرأة وخمس رجال ثم كانت البداية الأكثر قوة وخطرا عندما قدم شخصية اللمبي عام ٢٠٠٠ وبعدها وقف أمام النجم علاء ولى الدين في فيلمه الناظر مع المخرج شريف عرفة بنفس الشخصية التي سيطرت علي حياته ونجوميته وموهبته ليكرس مجهوداته ويستكمل طريقه كنجم كوميدي يرفض التغيير ولا يمل من ترقيع قماشة اللمبي وقصها وصياغتها بأكثر من طريقة ليظهر اللمبي وأخواته الذين لا يختلفون كثيرا عنه ومنهم عوكل وكركر وبوحة وبوشكاش وتتح وأطاطا والحناوي ثم اللمبي ٨ جيجا الذي عاد إليه من جديد عام ٢٠١٠ ثم مسرحية اللمبي في الجاهلية التي قدمها سعد في ٢٠٢١ بموسم الرياض.
ورغم تحقيق محمد سعد إيرادات كبيرة من خلال سلسلة اللمبي إلا أن الملايين لم تكن مطلقا هي الدليل علي موهبته ونجاحه وأكبر دليل علي ذلك النجاح الكبير الذي حققه بالشخصية التي قدمها في فيلم الكنز عام ٢٠١٧ وكانت بعيدة كل البعد عن الكوميديا ونالت استحسان الجمهور والنقاد الذين لم يتوقعوا مشاهدة محمد سعد بدون كرامات ”اللمبي“ لكنه فاجأهم جميعا وأثبت استمرار موهبة الفنان الذي يعيش داخله ولا يقهره سوي سحر اللمبي وملايين إيراداته التي لم تتكرر كثيرا بعد استهلاك الشخصية أكثر من مرة.
ورغم أننا تنفسنا الصعداء عندما خرج سعد أخيرا من عباءة اللمبي إلا أنه سقط في فخ مختلف بعيد كل البعد عن الموهبة والكوميديا واللمبي، فخ ظهور شخصية لا يعرفها الكثيرون عن سعد في كواليس أعماله وهذه الشخصية ربما تكون أخطر علي نجوميته من سجن اللمبي وسبب من أسباب تعطيل اسمه وتراجع إيراداته واهتزازها واختلافها عن بداية نجاحه.
هذه الشخصية يبدو للمتابع جيدا أنها لا تسمع صوت يمكن أن يعلو علي صوت محمد سعد حتي لو كان ذلك الصوت هو صوت مخرج العمل والدليل خبر انسحاب المخرج محمود كامل من مسلسل الحاج إكسلانس، الذي من المفترض تقديمه في موسم رمضان ٢٠٢٣ بعد تصوير أسبوع واحد والسبب حسب ما ذكره المخرج هو أنه وجد مقاومة لكل مجهوداته وحدوث مشكلات لا حل لها، فقرر الانسحاب حفاظا على اسمه حتى لا يقدم عملاً يفتقر للعوامل التي تعجب الجمهور.
ربما لا نستطيع التكهن عن نوع المشكلات التي حدثت ولا تلك المقاومة التي وجدها المخرج لكننا في نفس الوقت نستطيع أن نستعيد خبر اعتذار ٥ مخرجين عن فيلم محمد سعد الأخير ”محمد حسين“ عام ٢٠١٨ كان في مقدمتهم المخرج كريم السبكي الذي اعتذر عن تصوير الفيلم لارتباطه بعمل آخر آنذاك، وأيضاً المخرج وليد الحلفاوي الذي رفض العمل من البداية، وكذلك أكرم فريد، وأحمد خالد أمين، وإسماعيل فاروق، الذين اختلفوا مع سعد أثناء تحضيرات الفيلم، ليتولى محمد علي إخراجه بالنهاية.
يمكننا أيضا أن نتذكر اعتذر المخرج شريف عابدين عن إخراج اللمبي ٨ جيجا وأخرجه أشرف فائق، وكذلك الواقعة الشهيرة لفيلم «بوشكاش» مع المخرج عمرو عرفة، الذي صور ما يقرب من نصف ساعة من الفيلم، ولكن سرعان ما حدث خلاف انسحب بسببه عرفة وأخرج الفيلم أحمد يسري.
بالعودة للأرشيف أيضا سوف نكتشف خلاف المخرج جمال عبد الحميد مع محمد سعد خلال تصوير مسلسل شمس الأنصاري عام ٢٠١٢ وقال حرفيا في لقاء تليفزيوني : ” سعد موهبة فنية كبيرة، ولكن يجب أن يكتفي بكونه ممثلا ولا يتدخل في عمل غيره، وأن يبتعد عن التعامل مع المخرجين بشكل خاص في تفاصيل العمل“!
بعيدا عن كل ذلك سوف نكتشف في النهاية أن محمد سعد اختار العودة بعد ٩ سنوات من الغياب عن الدراما بشخصية ”الحناوي“ التي قدمها سعد من قبل في فيلمه ”كركر“ بالإضافة لبعض الشخصيات الأخرى وهي الشخصيات التي سوف يشاهدها جمهور دراما رمضان في مسلسل الحاج إكسلانس في حالة الاتفاق مع مخرج آخر بعد انسحاب محمود كامل.