ياسمينة خضرا: كان أمامي طريقين أما أن أصبح كاتبًا أو عسكريًا
ابنة عمي راسلتني الأسبوع الماضي، قالت إن الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا في المدينة، هل تودين مقابلته؟ بدا الأمر سرياليًا بعض الشيء، لكن بالطبع كان السؤال بلاغيًا. الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا هو واحد من الكتّاب الذين رافقوني طوال فترة مراهقتي، وقد سحرتني روايته “فضل الليل على النهار”. يمكن وصف الكثير من كتب ياسمينة خضرا بأنها حكايات فلسفية تحمل رسالة إنسانية. إنها روايات واقعية غالبًا ما تتناول الظلال والأضواء العظيمة لحالتنا البشرية وتجعلك تسافر في جميع أنحاء العالم لاستكشاف عالمية إنسانيتنا. بالنسبة للكتاب كما بالنسبة للممثلين، هناك دائمًا فضول في غير محله يريدنا أن نعرف ما إذا كان المؤلف قريبًا من شخصياته، أو ما إذا كانت القصص تكشف عمق روحه أم أنه مجرد راوي لامع.
معظم المقابلات التي شاهدتها مع الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء كانت باللغة الفرنسية وأقل ما يمكنني قوله هو أن المناقشة التي أجريتها معه في بهو فندق في دبي كانت مفاجئة وقد كانت غنية وصادقة بشكل لا يصدق.
لدهشتي الكبيرة اكتشفت شخصية محمد مولسهول التي تختبئ خلف شخصية الكاتب ياسمينة خضرا لأول مرة. محمد الذي لا يخاف من ترك عاطفته أن تأخذ بزمام المبادرة. إنه عاطفي وفخور وغاضب في بعض الأحيان. أعتقد أن الغضب بقدر ما هو الحب أو الحزن وقود رائع للإبداع. إنه ضيفي على بودكاست “مجهول“ الذي يعطي صوتًا للأشخاص أو المجتمعات التي عادة ما لا تسمعها وسائل الإعلام الرئيسية، لذا فقد أردت أن أبدأ المناقشة.
الأمم المتحدة تعتبر الهويات الأمازيغية مهددة. ما رأيك في ذلك؟
“هناك الكثير من التدخل الخارجي عندما يتعلق الأمر بالهويات في مناطق شمال إفريقيا والكثير من المؤامرات ضد وحدتنا الوطنية. ذهبت إلى منطقة القبائل والناس فخورون بهويتهم. لكن صحيح أن نصف حكامنا ليسوا من الثقافة الأمازيغية وهم أعداء لبلدهم الجزائر. كل جزائري، ترجوي، وهراني ، شاوي، صحراوي، قبايل معاق بسبب هؤلاء الحكام. أرفض الخوض في السياسة، وسيظل صوتي دائمًا إنسانيًا والسياسة تعني الخضوع لكن الثقافة تهرب من كل هذا “.
أنت دائما ما تكتب كثيرا، ما الذي يجعل كاتبًا شغوفًا ينضم إلى الجيش وما الذي دفعك لإنهاء مسيرتك العسكرية؟
كتبت رواياتي الأولى عندما كنت في المدرسة الثانوية. في مرحلة ما بعد قضاء 25 سنوات في الجيش، كان أمامي طريقان: أن أصبح كاتبًا محترفًا أو البقاء في الجيش ولكني أصبحت مؤلفًا “.