لم تتغير استراتيجية سعد المجرد الدفاعية
- الخطوات المتبعة في القضايا تتشابه حد التطابق
- في حال وجود افتراض بالبراءة فهناك أيضًا ضحايا محتملون
بعد سبع سنوات من حدوث الوقائع الإجرامية، بدأ المطرب المغربي سعد المجرد بالمثول أمام محكمة جنايات باريس، يوم الاثنين، بتهمة ارتكاب أعمال اغتصاب خطيرة وعنف متعمد.
في سنة 2010، كان المتهم قد أُجبر بالفعل على مغادرة الولايات المتحدة بعد اتهام أول بالاغتصاب تم إسقاطه بسرعة مقابل مبلغ من المال عُرض على الضحية.
بعد خمس سنوات، في وسط مدينة الدار البيضاء، اتُّهِمَ مرة أخرى بالاغتصاب من قبل “مغربية- فرنسية”، قررت أيضًا سحب شكواها بعد ضغوط عديدة.
وفي سنة 2016، عاد إلى ممارسة نفس الأفاعيل في باريس، وهو حاليًا يُدافع عن نفسه أمام القضاء ضد هذه التهم الموجهة ضده، والتي قد تصل إلى عقوبة السجن لعشرين عاما.
وحسب الاتهامات المختلفة التي قامت الضحايا بوصفها، فإن الخطوات المتبعة تتشابه حد التطابق: “الاغتصاب والعنف الجسدي ثم عرض مبلغ من المال مقابل الصمت”.
بالنسبة للوقائع التي وصفتها صاحبة الشكوى في باريس فأقل ما يُقال عنها أنها مروعة: “استهلاك الكحول والكوكايين، والاغتصاب، والعنف” الذي أدى إلى كدمات، ثم عر ض مبلغ 150 يورو مع سوار من الفضة لإخفاء الفضيحة. لكن هذه المرة، حصلت الواقعة في فندق “ماريوت Marriott”، وشهد العديد من الموظفين الحالة المُزرية التي كانت فيها الفتاة.
رغم تراكم الحقائق الدامغة ضد المغني المغربي، يبدو أن العديد من وسائل الإعلام العربية تغض الطرف عن حجم المشكلة، وتفضل التواري خلف قرينة البراءة التي كما هو الحال دائمًا، لا يتمتع بها إلا مرتكبي الجرائم الجنسية.
ففي حال وجود افتراض بالبراءة، فهناك أيضًا ضحايا محتملون، ومن المستبعد جدًا أن تكون كل هذه القضايا سلسلة من المؤامرات المحبوكة.
لقد تم استخدام هذه الحجة منذ فجر التاريخ لحماية المغتصبين، ولا تصمد كقرينة دفاع إذا علمنا أن 3% فقط من اتهامات الاغتصاب خاطئة على المستوى الإحصائي. فماذا لو كانت هناك عدة شكاوى متراكمة ضد نفس الشخص؟
ولكن هناك سؤال واحد لا يزال يخطر على بالي، وهو سؤال مزعج ومرعب: من يهتم بضحايا العنف الجنسي من النساء في منطقتنا العربية؟ ومن يُدين مرتكبي العنف الجنسي من الرجال؟
على الرغم من تراكم الاتهامات الخطيرة، فإن المغني المغربي تتم دعوته باستمرار إلى مختلف المنابر، فضلا عن مشاركته في إنتاج أغنية مع إليسا، التي تحب أن تقدم نفسها على أنها صوت الاستقلال النسوي (التي لم تخف من أي ردة فعل فضلا عن أن الأغنية تم قبولها بحفاوة في أوساط الإعلام العربي”.
يبدو أنه سواء بالنسبة إلى النجوم أو حتى الرجال الأقل شهرة، فإن الحجة غير المُجدية التي تتكرر دائمًا مفادها أن: “سعد ليس مغتصبًا، فنحن نعرفه جيدًا”.
يدافعون عنهم وكأنهم يحملون عنهم السماء أن تقع!
في المخيلة الشعبية، يُصَوَّر المغتصبون على أنهم وحوش كاسرة تتجول بين الشوارع المقفرة والمظلمة. ولكن الواقع مختلف تمامًا: إذ إن الغالبية العظمى من ضحايا الاغتصاب يعرفون بالفعل من هاجمهم: إنهم الأصدقاء أو الأقارب أو الآباء أو الأعمام أو الأزواج، ونادرًا ما يكونون غرباء يعيشون على هامش المجتمع.
يرتدي المغتصبون بدلات وربطات عنق، ويحيونك صباحًا في العمل وأحيانًا يغنون بشكل رائع، وبصوت ناعم.
ولهذا السبب قررت إنشاء بودكاست “شرف Sharaf” في فبراير/ فيفري 2021، والذي سلط الضوء على النساء العربيات ضحايا العنف الجنسي.
ستساعد عشرات الشهادات من الناجيات على إزالة النقاب عن وجوه الذئاب: الوجوه التي كنا نألفها، الوجوه التي تظهر غير مؤذية تمامًا أو حتى تلك التي تعلوها السذاجة، فالمغتصب بعد كل شيء قد يكون أي واحد فينا.
في أول يوم له أمام محكمة الجنايات، لم تتغير استراتيجية سعد المجرد الدفاعية، ألا وهي الإصرار على البراءة التامة، والنفي القاطع لكل الاتهامات الموجهة ضده.