ردود الفعل الدولية “حذرة” بشأن التقارب “السعودي الإيراني”
- على مدار تاريخها.. الصين لا تفعل أي شيء مجاني
- ما هو موقف بكين من قادة القاعدة في طهران؟
- هل تتوقف إيران عن التدخل في شؤون الدول العربية؟
لا شك أن الخطوة الدبلوماسية التي تم الإعلان عنها بين السعودية وإيران -والمتعلقة بعودة العلاقات بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما- وكذلك تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية، خطوة مهمة على الصعيد الدولي، وهو ما انعكس على ردود الفعل الدولية، التي أثنت على هذا الاتفاق، في وقت تشتعل عواصم عربية عدة بفعل تدخلات طهران المستمرة، وهو ما دعا إلى اتخاذ موقف حاسم منها على مدار سنوات، حيث يأتي بالاتفاق بعد قطيعة دبلوماسية استمرت سبع سنوات، هددت الاستقرار والأمن في منطقة الخليج وساعدت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
بالتأكيد، الاتفاق خطوة أولى مهمة نحو التهدئة، لكن تعتمد النتائج الحقيقية على وقف طهران لتدخلها المدمّر من سوريا إلى اليمن.
4 عواصم عربية
لا أحد في إيران -وأقصد هنا السلطات الإيرانية- إلا وتفاخر بسيطرتها على 4 عواصم عربية، وذلك على مدار السنوات الماضية، وحتى لا تُجهد نفسك في التفكير، فالعواصم العربية التي كان يقصدها المسؤولون الإيرانيون هي (العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان)- وعودتنا في هذا المقال إلى هذه التصريحات ليس إلا لتسليط الضوء على “الأحلام الإيرانية”، وصاحب كل عين بصيرة يمكنه أن يعرف ما تحقق منها.
البيان الثلاثي الذي صدر عن السعودية وإيران والصين، وجاء تتويجاً لمحادثات جرت في بكين واستمرت 4 أيام من 6 إلى 10 مارس، جاء فيه أنه يتم استئناف العلاقات في غضون مدة لا تتجاوز شهرين، وتتضمن الاتفاقية تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”- وهو ما تتمناه كل الدول التي أعلنت عن موقفها بعد الإعلان عن الاتفاقية.
فمصر على سبيل المثال، أعربت عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ علي مقدرات الأمن القومى العربى، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار.
ومن ناحيتها أعلنت واشنطن أن السعودية أبقتها على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران. وأنها تؤيد هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن وما والعدوان الإيراني.
اليمن الذي يُعاني جراء التدخلات الإيرانية، أعربت حكومته عن إيمانها الصادق بالحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية، وكذلك على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وقالت الحكومة إنه على هذا الأساس “نأمل أن يشكل اتفاق السعودية وإيران، مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءًا بكف طهران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها على هذا الاتفاق نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية التي تواجه النظام الإيراني”.
إذن نحن نتحدث عن اتفاق، وترحيب عربي ودولي، على اعتبار أن هذه الاتفاق سيساهم بشكل كبير، في عودة الهدوء إلى المنطقة العربية، خاصة بعد سنوات من الحروب والتدمير، وهو الأمر الذي يدفع ثمنه الشعوب، وهذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع المقبلة، عن إذا كانت طهران جادة في تنفيذ بنود الاتفاقية التي تم الإعلان عنها من بكين.. وبالعودة إلى بكين- الطرف الذي رعا هذا الاتفاق، ويجبرنا على طرح سؤال “هل الصين تمتلك النفوذ والرغبة لحث إيران على وقف زعزعة الأمن في المنطقة؟”.
الصين.. لا شيء مجاني
على مدار سنوات، لم تأخذ الصين أي موقف، تجاه الهجمات الإيرانية المدمرة في بعض الدول العربية، وكذا دعمها للميليشيات في دول أخرى تسعى للسيطرة على الحكم، وقلب الأنظمة، وحملات التشييع المستمرة في دول عربية -حتى تلك البعيدة عن الصراع- بالإضافة إلى مواقفها “السلبية” من تدخلات إيران المستمرة، وكذلك صمتها إزاء قادة تنظيم القاعدة الإرهابي في طهران، حيث يسعى أبرزهم والزعيم الفعلي -وهو سيف العدل- إلى قيادة التنظيم بشكل خلفًا لأيمن الظواهري الذي قتل في كابول في أغسطس الماضي، وهو ما يثبت موقف الصين.
لكن تدخلها -الآن- والذي يبدو أنه مجرد رسالة للولايات المتحدة أكثر من أي شيء آخر. بالإضافة إلى “مواقفها السلبية” في وقت سابق، كل هذا يكشف أن التدخل الصيني له جوانب عديدة، ولا يكاد يكون متسقًا مع نفسه. بادعاء السعي إلى نظام دولي قائم على القانون ومعارضة “القوة حق”، حيث انحازت الصين إلى المعتدي الظالم الواضح عندما غزت روسيا أوكرانيا. ولن تتردد للانحياز إلى أي طرف مهما مارس من بطش على الآخرين، طالما أن هذه المواقف تصب في مصالحها.