هيفاء وهبي تزداد جمالا بينما تتهاوى فتيات الأحلام
هبت نسائم الزمن لدي معظم نجمات الأجيال السابقة..التهبت الشعيرات الجانبية الصغيرة، أصابها الشيب أو الملل، ربما لم تعد تحتمل ثقل ما مضى واستسلمت للمسكنات وأحداث الحاضر، فهي بالفعل خاضت معهن الكثير ولا يستطيع أحد أن يلومها ولا حتى مجادلتها لأن الملامح ترتبط غالبا بشبكات عصبية أمتلأت بالأحداث والمفارقات والضغوط و لم يعد بها مكان للأهداف الخاطفة.
هكذا يصبح حال معظم النجمات بعد زواجهن والاستسلام للخروج من قائمة فتيات الأحلام .. يعلن معظمهن التزام الكسل والتراخي ماعدا من تملك منهن قلب جرئ يمكنه أن يهرول نحو كل فكرة مجنونة..يشعرنا جميعا أنه حديث البلوغ وشديد التعافي وقاهر الأزمات،قلب يدق طبول العودة ويصيغ كلماته بأفعال الأمر والأغرب أن الجمهور مازال يستجيب.
قلب بستطيع أن ينتعش ويتلقف مشروبات الطاقة ليعود، ليهتف له الجميع ويتغنى باسمه فى مظاهرات لا سلمية ولا عنيفة ليرفرف بينهم ويحلق في سماء النجومية ويبتسم ويكاد أن يمسك بالقمر.
نموذج هذا القلب لم الحظه كثيرا سوى في نجمة ذهبية اسمها هيفاء وهبي.. تزوجت وانجبت وربما عانت كثيرا في حياتها الخاصة لكنها بعد كل رحلة تنجح في العودة بقوة لأفيش فتاة الأحلام رغم فشل الكثيرات في المحافظة على هذا المكان.. قارنوا ببساطة بينها وبين غادة عادل أو منى ذكي أو حنان ترك أو نوال الزغبي وغيرهن من الاسماء التي تربعت طويلا في غرف الشباب كبوسترات لفتيات الأحلام وبعد الفرح والزفاف والولادة أو الأزمات تمزقت البوسترات وتحولت النجمات إلى مدامات وأمهات يبحثن عن أدوار تناسب طموحاتهن الجديدة ومراحلهن العمرية التي اخترن اختزال مواهبهن فيها.
لا علاقة لبوستر منى ذكي الخاص بمسلسلها الرمضاني القادم “تحت الوصاية” بهذا الكلام ولا أعرف حتى الآن لماذا أثار الجدل لمجرد اختيار منى ذكي لهذا الدور الذي يبرز مواهبها التمثيلية الفريدة لكنه في نفس الوقت يؤكد ابتعادها بالكامل عن قائمة فتيات الأحلام بجدارة، ورغم أني أزعم أن منى ذكي لا تكبر كثيرا في العمر عن هيفاء وهبي أو ربما العكس لكن بمجرد متابعة ظهور منى وهيفاء سوف نقترب كثيرا من الفكرة التي أحاول استعراضها بكل بساطة.
ليس العمر ولا الزواج ولا الأمومة ولا حتي الطلاق والمشكلات هي من تحارب أنوثة وجاذبية النجمات والدليل أن معظم نجمات هوليوود اللاتي مررن بكل التجارب الاجتماعية سواء الناجحة أو الفاشلة كما تخطي بعضهن الخمسينات من العمر ورغم ذلك يحتفظن بكل علامات ومتطلبات فتيات أحلام الشباب وهنا لن أحاول المقارنة بين نجماتنا ونجمات هوليوود مثل كاترين زيتا جونز وكاميرون دياز ومونيكا بيلوتشي جينفر انستون لكني سوف اكتفي بذكر اسمائهن واترك للقارئ المقارنة شكلا ومضمونا وأنوثة!
اعود لهيفاء وهبي التي غنى لها النجم حكيم أغنية حلاوة روح في فيلم يحمل نفس الاسم وقال فيها مقولة الشاعر الكبير حسين السيد التي غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تحت اسم “عاشق الروح” واقتبس منها حكيم كلمات قال فيها “ده مهما كان الجمال مسيره بكرا يروح.. ده عشق الجسد مش دايم لكن اللى دايم حلاوة روح”
وكأن هيفاء وقتها لمست مشاعر تلك الكلمات واقسمت على تحدي الأيام والظروف وقررت أن تظل لأطول فترة ممكنة بحلاوة روحها وملامحها ونجوميتها ونجحت في هذا التحدي رغم فشل الكثيرات فيه.
السبب وراء كل ما يجول بخاطري والسر في طرح هذه الفكرة أنني تابعت عن قرب احتفال عشاق هيفاء وهبي مؤخرا بعيد ميلادها وشاهدت وقرأت معظم الرسائل الرومانسية وربما الغزلية التي انتشرت عبر منصات السوشيال ميديا الخاصة بها وتأكدت وقتها أن هيفاء وهبي ما زالت على الطريق الصحيح وأنها تحافظ بذكاء وبراعة على كل ما صنعته عبر تاريخها من جماهيرية ربما نختلف أو نتفق عليها لكننا لا نستطيع أن ننكر تأثيرها على المجتمع والجماهير العربية العريضة التي مازالت تتعامل مع هيفاء وهبي كمحطمة للقلوب وحلم للمراهقين وايقونة للجمال وسط العديد من النجمات مع كل الاعتذار والاحترام لمعظم بنات جيلها اللاتي اخترن الانسحاب في صمت من مواجهتها.