وثائقيات | الحمولة المحظورة تصدير الفوضى
عرض “تلفزيون الآن” الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي “الحمولة المحظورة تصدير الفوضى”، الذي قدم والخبراء أدلة واضحة على تصدير الحرس الثوري الإيراني السلاح إلى جماعة الحوثي في اليمن، وكيف ازداد هذا الدعم منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في الـ 18 من آب/أغسطس 2014 وحتى يومنا هذا.
الفيلم الذي أنتجه “تلفزيون الآن”، التقى فيه خبراء عسكريين واستراتيجيين وشاهدين على عمليات التهريب التي تم ضبطها في المياه الإقليمية من قبل بوارج وسفن غربية وأخرى سعودية وإماراتية، وضبط الأسلحة أيضا داخل اليمن من قبل الجيش اليمني وقوات التحالف العربي.
ركز الجزء الثاني من “الحمولة المحظورة تصدير الفوضى” على التصعيد الأخير الذي تمثل في إطلاق الحوثيين صواريخ باليستية باتجاه المملكة العربية السعودية، تحمل خصائص مختلفة عن الصواريخ التي كانت موجودة في ترسانة الجيش اليمني قبل أن ينهبها الحوثي عند انقلابه على الشرعية، وصولا إلى مدى الخطر الذي قد يسببه إطلاق تلك الصواريخ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
في الجزء الثاني ينتقل الفيلم إلى مسرح العمليات داخل اليمن، فيستعرض الخطوات بطريقة جذابة وسلسة، بداية من وصول الأسلحة بأنواعها إلى سواحل اليمن، وكيف تم نقلها إلى مخابئ ومستودعات خاصة، يصعب معرفتها والوصول إليها أو استهدافها من قبل طائرات التحالف، وصولا إلى عمليات التشغيل والإطلاق والتوجيه.
ويطرح الفيلم العديد من التساؤلات، أبرزها هو قدرة الحوثيين على تشغيل الصواريخ الباليستية بأنفسهم؟ أو امتلاكهم لهذه التقنية العالية؟
أبرز المعلومات التي كشف عنها الفيلم على لسان الخبراء، أن القدرات الصاروخية للجيش اليمني معروفة وموثقة في عقود الشراء، وهي تحمل أرقاما وخصائص مسجلة حول أبعادها ومداها وقدرتها التدميرية، بينما الصواريخ التي يطلقها الحوثيون وتعترضها قوات الدفاع السعودية، وبالنظر إلى بقايا أجزائها المدمرة، فإنها تحمل أرقاما وخصائص غير مثبتة في عقود الشراء، ويرد فيها أسماء وأرقام بلغة فارسية.
وشكك الخبراء في قدرة الحوثيين على توجيه تلك الصواريخ وإدارتها وتشغيلها وإطلاقها، وأجمعوا على أنها تدار من قبل خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله اللبناني، وفي هذا الشأن تحدث صحفي إيراني لفيلم الحمولة المحظورة تصدير الفوضى، أن الحوثيين قبائل فقيرة لا يمكن أن تصنع السلاح، ولا تملك المال لشرائها، وأضاف أنه من السهل أن ترى في طهران شباب يمني حوثي يتلقون التعليم ويسعون للحصول على شهادات جامعية في إيران.
وجرى الحديث أيضا وبشكل مفصل عن التقنيات التي تم تهريبها للإنقلابين الحوثيين، والتي هي عبارة عن “حشوات التفجير وحشوات المسير وجسم الصاروخ والجنيحات الأساسية والخلفية، ومن ثم تركيب أجهزة الإطلاق”، وشدد الفيلم على ذكر تلك التفاصيل وتبيانها للعيان، ليتأكد لهم بأن عملية إطلاق الصواريخ الباليستية ليست بالأمر السهل، وهو أمر معقد للغاية ويحتاج إلى يد ماهرة وكفاءة عالية.
وخلص الفيلم الوثائقي إلى أن دعم الحرس الثوري الإيراني لجماعة الحوثي في اليمن، يضع المنطقة برمتها أمام خطر كبير، نتيجة التصرفات غير المسؤولة من قبل الإنقلابيين المتمردين، ويهدد الممرات المائية الدولية والأمن القومي لمنطقة الخليج.