“أخبار الآن” ترصد جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا خلال عام من العدوان
- عام مر على الغزو الروسي لأوكرانيا تعددت به جرائم حرب روسيا في شتى الأقاليم الأوكرانية
- قتل الفارين، الاغتصاب، التعذيب و ضرب البنى التحتية في موسم الصقيع من أهم جرائم الروس في أوكرانيا
في ظل اشتداد المعارك في جنوب وشرقي أوكرانيا، وزيادة وتيرة استهداف البنى التحتية كشف عن ملامح الخطة المنطلقة من عدة نقاط، أهمها إيجاد حل سلمي للنزاع، وإطلاق مفاوضات للسلام في أسرع وقت ممكن، ووقف إطلاق النار والتهدئة من الجانبين الروسي والأوكراني.
بحث وفد الوساطة الأفريقي بقيادة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا مقترحاته، السبت، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ.
وأنهى الوفد المكون من رؤساء أربع دول وممثلين عن رؤساء أوغندا والكونغو ومصر، مباحثات الجمعة في كييف مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بدا أنها لم تخرج بنتائج مشجعة، إذ جدد زيلينسكي تأكيد ضرورة انسحاب القوات الروسية من أراضي بلاده قبل إطلاق أي عملية تفاوض.
كما تقوم الخطة على أن الحل يجب أن يكون على أساس ضمان سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وأنه توجد حاجة لتقديم ضمانات أمنية لجميع البلدان.
ومن ملامحها أيضاً ضمان حركة شحن الحبوب والأسمدة من كلا البلدين: روسيا وأوكرانيا، وتقديم الدعم الإنساني للضحايا، وتسوية مسألة تبادل الأسرى وعودة الأطفال، وأخيراً، ضمان “إعادة الإعمار بعد الحرب”.
جرائم روسيا في أوكرانيا
على مدار عام كامل ارتكب الروس جرائم حرب عديدة في أوكرانيا، حيث استباح مقاتلو بوتين كل ما وطأت أقدامهم في أوكرانيا فتركت تلك الأقدام آثارا على أرواح الأوكران لن ينجح شئ في محوها حتى بعد أعوام قادمة.
وعلى مدار 5 أشهر كنا في أخبار الآن نتقصى ذلك الأثر لـ جرائم حرب الروس، فعلى مدار رحلتين لتغطية الحرب في أوكرانيا غطيت فيها الحرب وآثارها في أكثر الأقاليم التي تمثل جبهات قتال أو مناطق كانت محتلة من الروس أو مناطق أخرى تحت القصف اليومي
وفي كل الأقاليم من كييف إلى خيرسون مرورا بخاركيف ونيكولايف وأوديسا كان الأثر واضحا ، أثر الدب الروسي الذي خلف وراءه العديد من جرائم حرب ضد المدنيين العزل.
عمدة إربين: الروس ضربوا الممرات الآمنة وزرعوا الألغام في ملاعب الأطفال
إربين هي المدينة الأقرب لكييف العاصمة، وأيضا الأقرب لبوتشا صاحبة المجزرة الروسية الشهيرة، يحكي ألكسندر ماركوشين عمدة مدينة إربين والقائد العسكري بها في لقائها مع “أخبار الآن” عما حدث في بوتشا وإربين من جرائم حرب روسية فيقول” كانت بوتشا المدينة المجاورة لمدينتنا محتلة تماما من الروس وأعدم الروس أعدموا كثيرا من مواطنيها بينم اقبل بوتشا، قام الروس باحتلال مساحة ٣٠٪ من أرض إربين و ٧٠٪ كانت ظلت تحت السيطرة الاوكرانية وفي هذه المساحة المحتلة من إربين قتل الروس ٣٠٠ مواطن أعزل رجالا و نساء و أطفالا وعندما تم الانتصار عليهم وطردهم من إربين فذهبوا إلى بوتشا للثأر و ببساطة أطلقوا النار على المواطنين.”
ويضيف ماركوشبين “في إربين ١٠٠ الف مواطن، وقد قمنا بإخلاء ٩٥٪ من السكان إلى المناطق الآمنة و في بوتشا عدد السكان ٤٠ الف و لم يتمكن احد من ترحيل السكان إلى مناطق آمنة. في اربين قتل ٣٠٠ مدني بالاضافه الي ٣٩ من الدفاع المدني و ٥٠ من القوات المسلحة الاوكرانية وذلك أثناء الدفاع عن إربين وإربين مدينة استراتيجية لأنها على بعد ٥ كيلومترات من كييف بالطريق الجديد ولكن في إربين كانت القاصمة للروس لأننا انتصرنا ولهذا أحدثوا دمارا شديدا بالمدينة، تضمن المدارس و رياض الأطفال، ما يقرب من٧٠٪ من المدينة تم تدميره. ولو لم نخرج الكثير من الناس لصار لدينا عشرات الآلاف من القتلى”
ويكمل ماركوشين حديثه عن اهم جرائم الحرب التي ارتكبها الروس في مدينتي إيربين وبوتشا فيقول” لقد كنت دائما متواجد و مع الرفاق دافعنا عن مدينتنا وأكثر الفظائع التي رأيتها و تراودني حتى بمنامي هم جريمتين
الأولى عندما أخرجنا المواطنين عبر الممرات الآمنة. وانا انظر الى امرأة وطفلين و متطوع فإذا بقذيفة تقصفهم و تقتلهم تحت انظاري. لأن روسيا لم توفي قط بما تعهدت به فهذا الذي قصفته كان ممرا آمنا متفق عليه
والثاني في المناطق التي احتلتها روسيا في إربين أطلقوا النار على امرأة ورجلين وتركوهم على أسفلت الطريق أسبوعين حيث كانت تمر الدبابات مرارا و تكرارا على أجسادهم حتى التصقت أجسادهم أسفلت الطريق وبهذا أوضحوا كراهيتهم للاوكران، وأنا لا أدري لأي سبب يكرهونا هكذا وكانت كل ملاعب الأطفال ملغومة ووجدنا بداخل ألعاب الأطفال قنابل وبداخل أكواب الأطفال متفجرات حتى اذا لمس الطفل شئ من هذا تفجر، إنها حقا بربرية”.
جريمة قتل الفارين
مثًل قتلُ الفارين جريمة حرب من نوع جديد حيث لم يكتف الروس باحتلال المدن وإساءة معاملة المواطينين أصحاب الأرض، فكثيرون من أهالى المدن لم يستطيعوا تحمل الحياة في ظل حكم الروس المحتلين فخرجوا إلى الشوارع في قوافل بالسيارات قاصدين المدن الخالية من الروس فإذا بهم يلاحقون ويقتلون داخل سياراتهم
تريشينكا أم وزوجة في مقتبل العمر مازالت في انتظار نتيجة تحاليل الدي ان ايه لتسطيع جمع رفاة زوجها وطفلها بعد ان تم قتلهم واحراق سيارتهم مع 36 آخرين من جيرانهم في مدينة كوبيانسك بإقليم خاركيف.
تقول تريشينكا أولا من ميدنة كوبيانسك بإقليم خاركيف في حديثها مع “أخبار اللآن” ” زوجي اسمه إيغر و طفلي كان اسمه ماتفي، كنا نعيش في كوبيانسك و نعمل في مؤسسة السكك الحديدية، كان الوضع في غاية الصعوبة عندما بدأت الحرب في 24 فبراير حينما جاءنا الروس،قبعنا في المنازل بدون عمل وفي 22 سبتمبر قصف منزلنا كنت أنا و زوجي نعد الطعام بالمطبخ وكان صغيري في غرفة صغيرة نائية، خاف طفلي و لكنه بالطبع لم يفهم شئ فهو في الخامسة من عمره”
عندها قررت تريشينكا وزوجها السفر إلى بولندا حيث تقيم والدة زوجها وأخته فققررا اللحاق بهما والفرار من وجه الروس ، وتحكي تريشينكا عن ذلك فتقول “في اليوم التالي كنا مع الجيران في منزلهم و هو محصن، وقررنا الرحيل، كنت بالمنزل حين ذهب هو إلى سوق كوبيانسك وقابل شخص يستطيع ترحيلنا،طلب علي كل شخص 6 الاف غريفن و لم يكن معنا هذا المبلغ ولكن أم زوجي ارسلت لنا مبلغا ماليا و دفعنا له 18 الف غريفن لنا نحن الثلاثة، زوجي كان عمره 42 وابنى 5 سنوات، أنا و زوجي لم نكن نرغب في مغادرة البلاد ولكن زوجي قال لي لابد من إنقاذ طفلنا، كنا نأمل في المغادرة و في 24 سبتمبر غادرنا و كنا في قافلة سيارات و نحن في السيارة الأولي و في ذاك الوقت كان الروس موجودون في المدينة وتعدينا نقطة التفتيش و أشاروا لنا مع السلامة ولكن تم إرجاعنا أدراجنا فرجعنا و بتنا ليلتنا في فناء بيت كان زوجي يبنيه و في اليوم التالي 25 سبتمبر بدأنا رحلتنا و سمح لنا الروس بالخروج و من ثم حدث ما حدث”.
وعن ذلك اليوم وأحداثه تحكي تريشينكا كيف غدر الروس بها وبزوجها وجيرانهم رغم منحهم الأمان للخروج فتقول باكية وهي تتذكر ذلك اليوم التعيس”عند مغادرتنا لوحوا لنا بأياديهم بمعني كل شئ سوف يكون علي ما يرام ولكن فيما بعد بدأ لقصف، لم يكن هناك انذار فبعد ان ابتعدنا قليلا قال لنا قائد السيارة و قد كنا في اول سيارة ان ننحني داخلها لان هنالك قصف وقال ان هذا يحدث للمرة الأولى فقد اخرج الكثيرون من قبلنا ولم يحدث هذا من قبل، كنا في أول سيارة و كنت أجلس بالمقعد الخلفي على اليمين و ابني في الوسط و زوجي علي اليسار و ما هي إلا ثواني لا أستطيع أن أقدرها حيث أنني أصبت بارتجاج في رأسي ونظرت إلي زوجي وكان هو وابني مصابين بطلقات نارية، لبرهة حاولت جس نبضهم ولكن لم يكن هناك نبض، و كانت يدي اليسري تنزف والشظايا بداخلها”
وتضيف تريشينكا: “أنقذني أحد السكان وحاول إخراج ابني وزوجي ولكن السيارة كانت تحترق وبها الكثير من الوقود كانت تتعالى أصوات الصراخ من السيارات الاخري و أمام عيني رأيتهم يطلقون النار علي الأطفال وصرخ الجميع أن لا ألمس شئ و زحفت عبر طريق السكة الحديدية للناحية الأخرى، وساعدني رجل من منطقتي حتى اختفيت في الغابة المجاورة كنت أنزف ولم آخذ معي شئ كل شئ احترق مع السيرة واحترق معها 30 قتيلا كثير منهم أطفال كانت بالقافلة حوالي 6 أو 7 سيارات و ميكروباص ولم يكن هناك إنذار بالضرب بل تم القصف وقال السائق لنا أن نختفي تحت المقاعد وما هي إلا ثواني و القصف و من ثم لا أذكر شيئا”
7 ساعات قضتها تريشينكا في الغابة وهي تنزف حتى عادت لمنزلها مخلفة وراءها رماد ابنها وزوجها، اللذان لم تستطع دفنهما حتتىا الآن حيث تقول “أنا في انتظار نتائج المعمل الجنائي للحمض النووي حتى يتم التعرف على الجثث و أستطيع دفنهما، أود بالطبع الرجوع إلى بيتي ولكن ليس لدي إمكانيات ومازال القصف مستمرا هناك والآن أنا بخاركيف أعيش مؤقتا مع أقاربي، والدة زوجي ببولندا و قد جاءت إلي أوكرانيا لتقديم الفحوصات حتي نستطيع التعرف علي رفاة زوجي وقدمت أنا ايضا الحمض النووي للتعرف على رفاة ابني”.
استهداف المستشفيات المدنية بالصواريخ
تعمد ضرب البنى التحتية في موسم الصقيع هو جريمة حرب أخرى ابتكرها الدب الروسي لقتل الشعب الأوكراني بردا إن لم تصبه صواريخه، حيث تعمد بوتين وقيادته العسكرية ضرب البنى التحتية مع دخول فصل الشتاء الذي تقل فيه درجة الحرارة عن 25 درجة تحت الصفر في بعض مناطق أوكرانيا، في هذه المناطق تم ضرب مراكز التدفئة والكهرباء والغاز، ففي بلدة بيتروبافلوفكا الحدودية انقطع عن السكان كل شئ إلا أصوات الصواريخ والمدفعيات التي يعيشون تحت قصفها يوميا وفي كل الأوقات.
ومن هذه البنى التحتية كانت المستشفيات المدينة حيث قام الروس بضرب مستشفى كوبياننسك العام بصاروخ بعد تحرير المدينة منهم ، ويقول بومير يوري الكسيفيتش. دكتور تخدير، يعمل بمستشفي كوبيانسك المدني “أعمل طبيب تخدير بمستشفى كوبيانسك المدني لأكثر من ٢٣ عاما، في يوم ٣ أكتوبر الماضي تواجدت ولمدة شهر بالمستشفى مع زميلي سان، سانوفيش كاروتكي والذي عمل بالمستشفى أكثر من ٣٠ عاما، سانوفيتش كان علي المعاش لقرب إتمامه سن ال ٦٣ عاما، ولكنه أصر أن يبقى معنا و يعمل بالمستشفي حتي النصر، ماذا اقول لكم؟ لقد عملنا سويا شهرا متواصلا لم نغادر فيه المستشفى لحظة، فقد بقيت أنا و دكتور سان الذي قتل ومعنا ممرضة واحدة ، كنا ثلاث اشخاص في نفس الدور، و كان بالمستشفى ٨ أطباء و ١٥ أو ممرضة، كل طاقم المستشفى كان متواجدا على مدار شهر بدون خروج نعيش ونعمل سويا منذ ٦ سبتمبر الذي تم فيه تحرير المدينة من الروس، عملنا في استقبال المرضى، تخدير، عمل الاسعافات الطبية، عندما نجد قليل من الراحة نذهب للغداء سويا . يوم ٣ حوالي الساعة الثانية ونصف ظهرا كان اول قصف على المستشفى، ذهبت مع زميل لنرى ما حدث في الفناء الخلفي للمستشفى. في تلك الأثناء وقع قصف آخر بالمستشفى وعندما توقفت الشظايا هرعنا إلى المستشفى. لعلكم رأيتم ما حدث بها. شظايا و دمار و دخان.
سان سانوفيتش الذي قتل كان بالطابق الأول عندما هرعنا إلى داخل المستشفى اسرعنا الى القسم. كانت ممرضتنا موجودة و قد نجت بأعجوبة من الانفجار
يوري ألكسيفيتش: الروس قصفوا المستشفى وهم يعلمون أنه مدني وليس عسكري
ثم يكمل يوري روايته لما حدث يوم قصف المستشفى فيقول” القذيفة التي فجرت المستشفي و قتلت رفيقنا كانت عارة عن صاروخ قمعي أحدث حفرة بطول الإنسان و عرضها عدة أمتار
أرجح أن الصاروخ استهدف المستشفى، وجدنا الممرضة مصابة و ذهبنا للبحث عن الطبيب، ضربته موجة الانفجار بالحائط و كان بالقبو، توقف قلبه و ساعد الأطباء في إنعاشه لكن دون فائدة في تلك الاثناء احترق الطابق الثالث، فهرعنا لاطفائه، بعد أن أخمدنا الحريق و نزلنا كان سان سانوفيتش قد فارق الحياة، إنها مستشفي مدني متكامل بقسم الولادة و العلاجات و قسم طب القلب والعناية المركزه والجراحة وامراض النساء. انها مستشفي مدني وليس عسكري، وهناك طبيب قتل و بعض الممرضات أصيبوا بجروح من الشظايا، من 3 إلى 4 إصابات إلى جانب حالات الذهول و عدم السمع و لكن هذه تعتبر بسيطة بالنسبة للانفجارات ،عندي الكثير لأتساءل عنه ولكنني سأوجه رسالة واحدة لبوتين ولشعبه الذي بادر بهذه الحرب، لا يمكنك أن تحقق شيئا بهذه الطريقة.”
أبرز جرائم حرب روسيا: ضرب البنى التحتية في موسم الصقيع
إلينا ليشينكا هي زوجة وأم عمرها 42 سنة من قرية بتروبافلوفكا الحدودية التابعة لإقليم خاركيف، تعيش هي وزوجها تحت القصف اليومي في ظل انقطاع الكهرباء والماء والغاز وضرب محطات التدفئة وفي درجة حرارة تقل عن 10 تحت الصفر في موسم الشتاء شديد البرودة بمناطق شرق أوكرانيا، تقول إلينا في حديثها لـ”أخبار الآن “في الواقع يستطيع الإنسان أن يتأقلم مع أي وضع لقد تأقلمنا و تعودنا على عدم وجود كهرباء و غاز تعودنا على القصف اليومي ففي أي لحظة يمكن أن نقصف ولكن لو فكرت بعمق فهنالك نوع من التكاسل وعدم الرغبة في فعل أي شئ ويتملكني الذعر حين استمع الى الاقاويل بان في آخر فبراير سوف يقتحم الروس من جديد كوبيانسك و من جديد سنكون تحت رحمة الروس”.
وتكمل إلينا “أحاول أن أطرد هذه الأفكار من رأسي من أجل ابنتي فاريا و آمل في وضع أحسن وأن تسير الأمور في حياتنا علي ما يرام، فابنتي عمرها 15 عاما، والطفل في هذا العمر يريد صحبة أقرانه، يود الذهاب إلى المدرسة ويريد أن يختار مهنته المستقبلية، أن يتنزه ويذهب إلي الرحلات وهي الآن تجلس بالمنزل وتاخرت عام دراسي كامل”.
تتحدث إلينا عن حياتهم على أمل انتهاء الحرب فتقول “لا يهم كل هذا الدمار فقد دمرت المدرسة و كثير من المنازل ولكن كل هذا يمكننا بناءه مرة اخرى فقط فلتنتهي هذه الحرب و سنعيش بطريقة أخرى، فقبل الحرب كانت هناك مشاكل عائلية أو مهنية نتصورها مشاكل كبيره والآن نراها بطريقة أخرى أصبحت كل مشكلاتنا فقط أن تنتهي الحرب”
وعن الحياة تحت القصف تشرح إلينا “هذا منزل قديم بناه جد زوجي وبه موقد يعمل بالحطب للتدفئة ولدي جارنا بئر للماء نحصل منه على احتياجاتنا، كانت الحياة بدون الكهرباء صعبة جدا و لكن في نوفمبر أحضر لنا المتطوعون مولد للكهرباء نشتري البنزين و كل يومين نستعمله لشحن الحاسوب و نستمتع برؤيةبعض أفلام الكرتون، كانت الحياة في ظل الاحتلال الروسي مرعبة و أخلاقيا غير طبيعية لأنه عندما كانت كوبيانسك محتلة اعتبر الأوكران أننا خونة ولكن لم يكن بأيدينا “
وعن تفاصيل تلك الحياة ومقارنتها بحياتهم الآن تقول إلينا “في الظاهر كان هناك هدوء ولم يكن هنالك قصف ولكن انتشار كبير للجنود و نوع من الرهبة يغمرنا طوال الوقت، والآن يقصف شارعنا على وجه الخصوص بصورة دورية نحاول أن نحمي أنفسنا ولكن ليس بأيدينا فعل شئ، أود الحديث عن فاريا ابنتي، إنها متماسكة اكثر مني و لكني أعتقد أن الوضع بالنسبة لها صعب جدا حيث جميع رفاقها قد هاجروا وهي تريد أن تدرس، هي الآن تقرأ الكتب بنهم و ترسم كثيرا تحاول أن تعوض و تلهي نفسها ، لا أستطيع أن أترك القرية حيث في وسطها يعيش أبي وأمي حيث ليس هناك كهرباء ولا غاز و لا تدفئه ورفض أبي أن يذهب إلى أي مكان آخر وكذلك أمي وقال إذا مت سوف أموت هنا لذا لا أستطيع تركهما وحيدين فأخي يعيش في مدينة بعيدة، كان لابد أن أختار بين ابنتي و والداي فاخترت أبي و أمي و طلبت من ابنتي ان تصبر الى العام القادم وهي بالطبع كانت غاضبة مني لانها تود أن تواصل دراستها.”
فارفارا طفلة أوكرانية تواجه الحياة تحت القصف اليومي بالرسم والألوان
فارفارا ليشينكا هي ابنة إلينا وهي طفلة تبلغ من العمر و عمري 15 سنه تعيش في قرية بتروبافلوفكا الحدودية تحت القصف اليومي بالمدفعية ولاصواريخ الروسية في ظل ضرب كل مظاهر الحياة في القرية التي تبعد 5 كيلومترات عن الحدود الروسية، فارفارا تقاوم بالرسم إحساس الخوف من قصف اليوم والغد ذو المستقبل المجهول بسبب تعطلها عن الدراسة لعام كامل لضرب مدرستها وأبراج الاتصالات والكهرباء في قريتها، وتقول فارفارا”في بعض الأحيان أشعر أنني أتوق إلى الرسم ولابد أن أمسك أقلام تلويني فإذا تخيلت شيئا أو أعجبت بشئ فلابد لي من أن أرسم، وفي البداية كانت حياتي في ظل القصف مخيفة فكل يوم هزات و انفجارات كانت مخيفة و قاسية ولكن مع مرور الوقت صارت عادية و تأقلمنا مع الوضع و صرت لا أهتم وفي الواقع لابد أن نخاف و نهلع ولكن الإنسان بمرور الوقت يتأقلم”
وتروي فارفارا تفاصيل الحياة تحت القصف فتقول “عندما بدأت الحرب تم تحويلنا الى الدراسة عن بعد اي بواسطة الكمبيوتر و الانترنت ولكن تم قطع الأنترنت و لم يعيدوه مرة اخري و من بعد تم قطع تغطية الاتصالات و الكهرباء، و يوم 10 مايو ذهبنا للدراسة في المدرسة الاوكرانية للحصول علي شهادة إتمام الصف التاسع ثم جاء الصيف ولا استطيع القول اننا نعيش كسابق عهدنا لانه و باستمرار كانت تجول بالقرية الآليات العسكرية الروسية و تحدث ضوضاء وكذلك قوانين جديدة وقيادة جديدة ايضا عندما انقضى الصيف و لابد من الذهاب الى المدرسة للدراسة بالصف العاشر تحولت بالطبع المدرسة الي مدرسة روسية والكتب روسية و المدرسين.
وتضيف فارفارا وهي تقلب في كراسة الرسم الخاصة بها “لا يمكن أن نقول أن الحرب جميلة و زاهية بل على العكس إنها فظيعة و قاسية فرؤية الآليات الحربية والاسلحة و حتي الاليات المدمرة ليست بالشئ المحبب لذا دائما ما كانت لدي رغبة في رسم شئ مغاير للاوضاع الراهنة حتى أستطيع أن أتأمله و اشعر بالدفء والايجابية لذلك تجدون رسوماتي صارخة الألوان و زاهية.”
ماريا اختبأت من القصف في قبو منزلها وصعدت لتجده كومة من تراب
ماريا إيفانفنا سيدة عمرها 80 عاما تعيش في قرية بتروبافلوفكا الحدودية منذ 23، في مطبخ صغير أصبح هو منرلها الجديد استقبلتنا ماريا لتحكي كيف قام الروس بضرب منزلها فجأة وكيف تعيش دون كهرباء وتدفئة في هذا البرد القارص فتقول” لدي ابن يعيش هنا أتيت إليه و اشترينا هذا المنزل من 23 عاما، عند بدء القصف نزلت الى القبو كان هناك قصف عنيف وأصوات السيارات المدرعة و الجموع، سمعت جاري يهتف المنزل يحترق فخرجت ورأيت أن منزلي يحترق و سقف المنزل قد احترق بالكامل وكانت تقف جوار المنزل سيارة ابني وبها 50 لترا من البنزين دمرت بالكامل قد حدث هذا في 28 سبتمبر عندما تم طرد الروس من كوبيانسك، وعندما خرجت من القبو و رأيت منزلي يحترق كان هناك جنديا بملابس الجيش الاوكراني و لكنه كان يتحدث معي ويشير بيده ولكني لم افهمه فلقد كنت في حالة صدمة و ظللت في هذه الحالة لمدة أسبوع أخذت أوراقي الثبوتية والقطة و ذهبت إلي منزل ابني الذي يسكن علي بعد كيلومترا من هنا و كل صباح كنت آتي إلي هنا لإطعام الدجاج و الكلاب”
وتضيف ماريا” لم يتبق لي من المنزل إلا هذا المطبخ الصيفي و معه حظيرة امتدادا له، باقي المنزل كله قد دمر حتى المرحاض دمروه و كل الأسوار ،وابني بني لي هذا الموقد بالحطب و لأول مرة في حياته يبني موقدا كهذا و أطبخ عليه و أستخدمه للتدفئة كان لدي القليل من من الحطب من قبل و الحكومة تعطينا و ابني كذلك يحضر لي، لقد تعودت علي سماع هذا القصف كل يوم، في البداية كان سماعها قاسيا لكني تعودت و انا كبيرة في العمر فصرت لا أهتم إلي الأمر، أخاف فقط علي ابني وحفيدي فحفيدي مجند في الجيش الأوكراني ويخدم في الجيش 5 سنين و قد كان بدنيتسك 3 مرات والآن في الحدود مع روسيا البيضاء”
تم تختم ماريا حديثها برسالة للعالم فتقول “أود أن أقول للعالم عيشوا بسلام وقولوا لا للحروب و لا يحسد أحدكم الآخر على العيش برفاهية و كونوا أصدقاء، فما هذا الذي يحدث الآن؟ لم يكنأحد يتوقع ان تحارب روسيا أوكرانيا”
الاغتصاب والاعتداءات الجنسية
الاغتصاب والاعتداءات الجنسية ضد السيدات والفتيات القاصرات كنت من من أهم جرائم الحرب، العديد من سكان المدن التي وقعت تحت احتلال الروس تعرضوا لمضايقات جنسية وصلت حد الاغتصاب في مناطق كان أبرزها خيرسون وبوتشا ، فبوتشا كانت النموذج الذي أراد الروس أن يبثوا به الرعب في نفوس أهالي كييف القريبة من بوتشا لتنهار قبل محاولة اجتياحها وخيرسون أوقعها حظها العثر جارة يفصلها عن الروس نهر دنيبرو
آلا تورشانسكا هي مواطنة أوكرانية من إقليم خيرسون الذي وقع تحت الاحتلال الروسي على مدار 8 أشهر، تعرضت آلا لماحوات اعتداء جنسي من قائد روسي في منطقتها، وتحكي آلا التي تعمل الآن كنائب عام للإدارة العسكرية الريفية في مدينة نوفوفرانتسوفكا عن تجربتها فتقول” أثناء الاحتلال الروسي كنت أعمل كرئيس لقرية دوشاني على بعد حوالي 35 كم من هذه المنطقة وكذلك بالقرب كانت قرية دوبروسلافا حيث تم احتلالهما في 13 مايو الماضي، إن قصص الاغتصاب كثيرة ولكن هذا ما حدث معي فقد كان قائد كتيبة الدونباس الروسي ، هو قائد الاحتلال بالأراضي التي تقع بها بلدتنا، كان شخصا عدوانيا وقاسيا للغاية في البداية حاول أن يضع القرية تحت سيطرته الكاملة،جمع المزارعين وحاول إجبارهم على البدء في زراعة شئ ما في الحقول ثم أرهب السكان وأجبرهم على تنظيف الشوارع ، كان يجبر الجميع أن يفعلوا ما يحلو له، ثم تحول إليَ بعد ذلك ، حيث بدأت لديه رغبة جنسية أي أنه حاول ممارسة العنف الجنسي معي بطرق مختلفة حاول الضغط علي نفسيًا ، بداية حاول إجباري على الاتصال الجنسي معه طواعية وعندما رفضت هذا مرارا قال إنه سيعتقل زوجي ويأخذ أطفالي إلى مكان مجهول، لدي طفلان صغيران وبعد أن استمريت في الرفض أصبح أكثر عدوانية.”
وعن محاولة الاعتداء عليها تقول آلا”ذات يوم ركض إلى مكتبي ، صف جنوده بالقرب من الباب، وقاموا بحراستي حتى لا أتمكن من الهروب وحاول اغتصابي والقيام بما يريد، عندما أدركت أنه سيكون من الصعب جدًا علي مقاومة الاغتصاب، قلت إن معي حبة مسمومة وإذا نجح في اغتصابي فسوف أشربها وبالتالي سوف يكمل هذه العملية مع جثة هامدة، ربما تخوف من هذا وربما لعبت حقيقة أنني كنت موظفة حكومية دورًا و كان من وقت لآخر يأتي المحققين للتحقق و التفتيش وربما كان يخشى أن أشكو من مثل هذا السلوك لممثلي الأمن الوطني من الشرطة الروسية، وإذا تمكن من اغتصابي فعندئذ كان بإمكاني أن أشتكي وربما كان ذلك قد أوقفه كنت محظوظًة جدًا لكن في 11 مايو اعتقله المحتلون الروس التابعون له وعلى حد علمي اتهموه باغتصاب نساء وفتيات أخريات يعشن في مستوطنات مجاورة لذلك حقيقة أنني تمكنت من تجنب الاغتصاب هي حظ كبير لقد أنقذني الله من كل هذا.”
العديد من قصص الاغتصاب يتم تداولها ولكن الشعب الأوكراني يتعامل معها على أنها عار يجب الصمت وعدم الحديث عنه وعن ذلك تقول آلا” الحقيقة هي أن الناس في بلدنا يتحدثون عن موضوع الاغتصاب بصعوبة شديدة وعندما ترتكب هذه الجريمة حتى لو كان ذلك وقت السلم وحتى لو كان العنف منزلي او اغتصابًا داخلي في العائلة أو في الشارع أو في شركة في الغالب في بلدنا فإنهم يقولون إنه أمر مخز و من غير المقبول قول ذلك، وعليه فإن الجرائم التي ارتكبها المحتلون الروس على أراضي وطننا كثيرة وأنا أعرف امرأة اغتصبها نفس القائد فغادرت وتركت البلاد ولا تريد الحديث عنها وترفض إجراء مقابلة إذا كان قد تمكن من اغتصابي في ذلك الوقت لا أعرف ما إذا كنت سأستطيع التحدث إليكم الآن أم لا.”
غرف التعذيب في خيرسون
من خلف نهر دنيبرو أتى الروس ذات ليلة فماذا فعلوا بسكان خيرسون الذين توقعوا أن يقابلوهم بالرياحين والورود فقط لمجرد أنهم أقرب لهم جغرافيا، فهل يمكن أن يحل الولاء للجار المحتل مكان حب الوطن، على جدران تلك الزنزانة في سجن خيرسون كتب الروس أغانيهم الوطنية واسم بوتين على جدران الزنازين ليحفظها المعتقلون بتهمة حب أوكرانيا
يقول أندري كوفاني رئيس قسم الاتصالات ومدير القسم الرئيسي للشرطة الوطنية في منطقة خيرسون الذي رافق “أخبار الآن” في جولتها داخهل غرف التعذيب بمدينة خيرسون “نحن الآن في مبنى الاحتجازات المؤقتة الذي كان يستخدم قبل الحرب للاحتفاظ بالمواطنين المشتبه بهم في ارتكابهم أيا من الجرائم، ولكن منذ بداية الاحتلال و دخول الجنود الروس إلي خيرسون تم إجلاء كل المحتجزين وبدأوا في استخدام هذه الغرف لاحتجاز السكان المحليين بسبب حبهم لأوكرانيا والانحياز لها، و لدينا الآن أكثر من 300 حالة تعذيب مؤكدة تم التعرف عليها لأشخاص تم احتجازهم هنا وقد شهدوا جميعًا ويؤكد الجميع أنهم تعرضوا للتعذيب هنا، والتعذيب بطرق مختلفة فقد استخدموا الكهرباء كتعذيب واستخدموا الضرب الجسدي في أماكن مختلفة من الجسم كان هناك ضغطا نفسيا أجبروا المعتقلين على الهتاف عند فتح أبواب الزنزانة المجد لبوتين المجد لروسيا المجد لشويغو أجبروا المعتقلين على تعلم النشيد الروسي وغنائه.”
كان العقاب على رفض غناء النشيد الوطني الروسي أو عدم تمجيد بوتين هو التعذيب، وعن ذلك يضيف أندري”يمكننا القول إن الروس رتبوا مثل هذه المساخر لأنفسهم على حساب المعتقلين إذا تصرف أحدهم بشكل سيء في رأيهم او إذا لم يغني أحدهم النشيد الروسي بصوت عالٍ أو هتف على تمجيد بوتين بصوت غير عالي ، فيمكنهم معاقبته مع الضرب المبرح أو منعه من النوم او منعه من الطعام وهذا لا يتم للشخص المذنب فقط ولكن لمجمل من يكون معه في الزنزانة بمعني أنه لو أذنب واحد عوقب الجميع، وتواجدت هنا مجموعات مختلفة من الروس بما في ذلك القديريون و ممثلي الأمن الوطني الروسي والجيش الروسي، في الوقت الحالي يتم التحقيق مع الجميع لمعرفة الذين ارتكبوا هذه الجرائم وبمجرد أن نعرف من فعل ذلك سنبذل قصارى جهدنا لضمان معاقبتهم”
وعن طرق التعذيب من واقع إفادات المعذبين الأوكران يقول أندريه”كان لديهم طرق مختلفة للتعذيب، أولاً وقبل كل شيء الضرب المبرح على أجزاء مختلفة من الجسم وتعرض الشخص للضرب على أبسط الأشياء وكانت هناك حالات توفي فيها المعتقلون ولا يزال من الصعب الحديث عن تفاصيل ذلك حيث أن المعلومات و القضية لا تزال قيد التحقيق كانت هناك أيضًا استعمال الصدمات الكهربائية حيث يوصلون هذا الجهاز الكهربائي بأجزاء مختلفة من الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية، كان الأمر مؤلما وقد تسبب في الكثير من المعاناة للمعتقلين كما كان من أنواع التعذيب أيضا الحرمان من الطعام و النوم ومن حيث المبدأ كان يمكنهم فعل كل ما يريدون مع المعتقلين”
ويضيف أندريه وهو يشير إلى الجمل المكتوبة على الحائط فيقول”هنا مكتوب المجد لروسيا المجد لبوتين المجد لشويغو هذا ما أجبروا على الهتاف به عند فتح الأبواب و هنا مكتوب النشيد الوطني الروسي كما أجبروا الجميع على حفظه وغنائه عند الطلب، هنا مخطوطة عن إشكيريا أو نادي من نواديهم وهنا بالخلف نشاهد أغنية السادة الضباط إذا جاز التعبير نشيد الضباط الروس، و بغض النظر عن مدى التناقض الذي قد يبدو عليه.” الأمر، فإن شعبنا لم يكن يعرف النشيد الروسي لذا كان لابد من طريقة حتى لو بالتعذيب ليتمكنوا من تعليمه للمعتقلين .”
رئيس المكتب الصحفي بخيرسون: الروس خطفوا أطفال من دور الأيتام وعبروا بهم الحدود
يقول تولكونيفكا الكساندر رئيس المكتب الصحفي للادارة العسكرية الاقليمية لخيرسون “في منطقة خيرسون و بعد ان حررت المدينة وجدت الكثير من اماكن التعذيب والاستجواب حيث تعرض للتعذيب ممثلوا ادارة المدينة و ممثلو ادارة الشرطة والاشخاص الذين شاركوا في عملية مكافحة الارهاب في 2014 في دونباس و لوغانسك، عذبوهم و قتلوا البعض منهم والآن تعمل الشرطة لتقصي الحقائق عن هذا التعذيب، كذلك في أكتوبر حين قرر الروس الانسحاب قاموا بإخراج اطفال اثنين من دور الأيتام اجلوا من إحدى الدور حوالي 38 طفلا ومن الدار الثانية حوالي أربعين ونيف من الأطفال من الواضح أنهم سرقوا هؤلاء الأطفال وأخذوهم الى الأراضي الروسية حيث يحتجزونهم الآن في ظروف و اماكن غير معروفة وقد تم فتح قضايا جنائية وكذلك فتح مكتب المدعي العام قضايا جنائية بخصوص سرقة الاطفال وهذا هو الموقف
و للأسف ليست هناك معلومة توجد فقط معلومة اكيدة انهم اخذوها الي القرم ولكن لا نستطيع الاتفاق معهم على شيئ فهم لا يلتزمون بالاتفاقات لا يعطونا معلومة عن مكان وجودهم
وتواصلنا مع منظمات مختلفة كان هناك حادث إيجابي الي حد ما مؤخرا عندما أخذ متطوعون اطفالا الى أراضي جورجيا لكنهم لم يكونوا أطفالنا من منطقتنا كانوا من دار أيتام أخرى من منطقة نيكولايف وهذا كان من اوائل الاحداث الايجابية حيث تمكن المتطوعون من اخراج الاطفال الى جورجيا”
الروس أحرقوا قرى كاملة لحظة مغادرتهم لها
إذا كانت خيرسون هي عاصمة الإقليم الوحيدة التي وقعت في يد الاحتلال الروسي قبل تحريرها مؤخرا، فقد جعل ذلك الروس يعتبرونها انتصارهم الأكبر في أوكرانيا لذا فقد جعلهم ذلك يتمسكون بها حتى الحرق، نعم لقد قام الروس في بعض القرى التابعة لخيرسون باعتقال جميع الرجال في القرية على مدار 3 أشهر ثم حرق القرى بالكامل حين اضطرارهم للخروج منها، أبادوا كل شئ حتى الحجر والشجر أحرقوا المنازل والغابات
فيكتور سيرغيفيتش رئيس بلدة ستاروسيتينسكي من مقاطعه خيرسون في منطقه ياروسلافي التابعة لنوفوفرانتسوفكا وقعت بلدته تحت احتلال الروس لمدة 8 أشهر قضى منهم ثلاثة أشهر معتقلا في قبو منزله، وعن وقائع حبسه وتعذيبه يقول سيرغيفيتش”كنا تحت الاحتلال لمدة 8 شهور وكل هذه الشهور الثمانية كانوا يعيشون في منازلنا وفي المدرسة ايضا حدث هذا عندما دخلوا في يوم 10 مارس الي قريتنا خيرشينوفكا
في البداية وقفوا بالقرب من القرية من ثم دخلوا القرية وأعلنوا أنهم لن يمسوا المدنيين بسوء ولكن فهمنا بعد ذلك أن هذا كان كذبا، و بمرور الوقت كان عملي في المساعدات الانسانية كنت اعمل على اجلاء السكان المسنين و المعاقين الي المناطق غير المحتلة و الخبز إلى القرية وفي يوم سئ جئت الي القرية لاخراج مسنين و إحضار الخبز، فرأيت باب المنزل مخلوع و من الناحية الأخرى من الطريق يجلس الجنود هرعوا إلي بسرعة وأمروني أن أفتح حقيبة السيارة بخفة ودون ان اراه اخرج من كمه قبعة حربية ووضعها في السيارة ثم قالوا لي ماهذا واتهموني باني اعمل في ترحيل الجنود الأوكران”
ثم يضيف سيرغيفيتش مكملا حديثه عن واقعة تعذيبه فيقول” أخذوني وربطوني، غطوا عيوني واقتادوني إلى بيتي ورموني على الأرض قالوا لي أنني نازي،وكانت زوجتي وضعت لاصق اصفر اللون على النوافذ حتي لا يتطاير زجاجها عند القصف فقالوا انني اعطي اشارات الي الجيش الاوكراني بهذا، كنت ملقى على الأرض عندما أتوا بشخص اعرفه من الجيران وسألوه هل هو من حرضك على فعل القنابل اليدوية المولوتوف؟
فأجابهم:نعم، سألته لماذا تكذب فضربوني و قالوا لي اصمت اخرجوه ثم جاءوا به مرة اخري و سألوه هل هو من قال لك ان تصنع شباك التمويه فقال نعم ، وأنا لا استطيع فعل شئ فقد القوني علي الارض و داسوني و من ثم أتوا به مرة ثالثة وسألوه هل ارغمك على إرسال احداثيات مواقعنا،فقط بعد شهر من هذه الواقعة بعد أن ذهب جنود المقدمة و أتي في مكانهم جنود من الدونباس استطعت التحدث الى ذلك الشخص جاري، بعد شهر تحدثت إلي الشخص الذي شهد علي زورا وأخبرني أنهم اخذوه و ضربوه وعذبوه حتي يعترف علي ليصير لديهم سببا لقتلي وقد قال لي في المرة الثالثة أنهم قالوا له ان يشهد باني ارغمته على ارسال احداثيات مواقعهم و بذا سوف يقتلوني و يرموني في الأرض الزراعية و يطلقوا سراحه فلماذا لم يقتلوني السبب هو انه لم يشهد وقال لهم انهم ارغموه على الشهادة الزور لم يكن يريد حمل وزري اذا قتلوني و ان لا يكون هو السبب فقالوا له سوف نقتلك فأجابهم اقتلوني فاخرجوه و ضربوه”
ويصف سيرغيفيتش المحتلين الروس في بلدته فيقول”كان الجنودالروس من جنسيات مختلفة فقد كان بعضهم من الوريات المنغولية وآخرين ذوي بشرة غامقة وذوي أعين ضيقة كانوا متعددين، لقد حبسوني في القبو ليلا حتى لا أهرب ضربوني ضربا مبرحا كانوا يسكبون البنزين على اقدامي وهددوا بإشعاله كما كانوا يقومون بسخين قطعة حديد و يسألوني اتعلم اين توجد في جسمك ارق موضع من الجلد و أقرب إلى العظام
فأقول لهم : لا يقولون لي الآن سوف نريك مكانها ولدي أثار هذا على أقدامي وكعب رجلي ، نعم لقد حرقوا أرجلي فصرت لا أشعر بعد ذلك بالضرب المبرحكانوا جنود روسيا كانوا ساديين ومن بينهم واحد سادي يعشق التعذيب هذا ليس طبيعيا،رموني في القبو مربوطا الي قنبلة يدوية حتى لا اتحرك ولا يفتحوا لي حدث ان لا ياتي الى احد طوال اليوم واقف انا بالباب اقرعه و اهزه ولكن بدون فائدة انه سئ يدعو إلى الجنون
كهذه الساعة إنها موجودة ولكنها لا تعمل إنها مكسورة كما أنا الآن مكسور، أنا كنت لا ادري كم من الوقت ستستمر هذه الحالة وفي اوقات فكرت في الانتحار فكرت في شنق نفسي لان حالتي النفسية كانت سيئة
في بلدتي دمروا كل شئ بالدبابات، أخذوا كل رجال البلدة إلى بلدة مجاورة و احتجزوهم 3 شهور بلا طعام ولا ماء وبالطبع هناك روسي سادي قيل انه قطع أصابع البعض وكان معهم دواء يشبه السحر يقومون بحقن أحدهم به وفي خلال يومين من الألم يموت الشخص وبعد هذا يأتون ويخبرون البقية أنكم أنتم من قتلتموه حتى تقتسموا نصيبه من الأكل
سيرغي كونيتس ضحية تعذيب آخر من إقليم خيرسون أيضا يروي قصة تعذيبه فيقول “أمضيت ثلاثة أيام جالسا لا أدري أين علي كرسي أطفال صغير مقيد بنوع من الأصفاد القديمة وضعوا كمامتين علي وجهي لقد كنت مقنع الوجهه 3 ايام لا ادري النهار من الليل أول استجواب خلعوا قناع واحد عن وجهي حتى أتمكن من رؤية صورهم الظلية لكنني لم أر وجوههم ، الأسئلة كانت هل أنت وطني؟ اجيب بنعم فيأخذ ساق كرسي ويضرب ركبتي بشدة، ثم سألني هل تعرف لعبة الروليت الروسية ؟ لابد أنك قد شاهدتها على التلفزيونيخرج مسدسه ويضع فيه رصاصة واحدة ثم يجري الخزنة ويضع فوهة المسدس علي ركبتي ويطلق ثم يقول :إنك محظوظ ومرة أخرى يفعلها ويطلق ثم يقول لي إنك محظوظ، أعتقد أنهم لو أرادوا قتلي لقتلوني.”
تفخيخ القرى.. روسيا على خطى داعش
في مناطق أخرى قام الروس بعمل نفس تقليد تنظيم داعش قبل ان يغادر المدن التي كان يحتلها كان يضع بها المفخخات لتنفجر مع أول قدم تدخلها، هكذا فعل بوتين بالعديد من المدن الأوكرانية التي كانت تحت الاحتلال
بوخ جندي أوكراني شارك في تحرير مدينة كامينكا في مقاطعة دونيتسك بإقليم الدونباس يذكر لنا كيف دخلوا المدين ة فوجدوها مفخخة بالكامل فيقول”كنا مجموعة من مقاتلي القوات الأوكرانية حررنا هذه المنطقة عند دخولنا لهذه المدينة كانت كلها ألغام ولم يكن ها غلا 2 او 3 مواطنين كانوا من كبار السن، لم يكن هنا منزل قائم على حاله، كل المنازل وكل المرافق كانت مدمرة تدميرا كاملا
كان هناك الكثير من الألغام المزروعة، كانت تنفجر عند الوطء عليها فتتسبب في القتل أو الإعاقة،المحتلون الروس زرعوا هذه الألغام ولم يهتموا من سيقوم بالوطء عليها ، لم يهمهم إن كان عسكريا أو مدنيا
الروس لا يهتمون لأمر الأوكران حياتهم أو موتهم بل يهمهم فقط أرض الأوكران إما احتلال الأراضي الأوكرانية أو تدميرها،كل المناطق كانت مزروعة بالألغام، الشوارع ، الأرصفة والمنازل كل شيئ كان مفخخا وعلى وشك الانفجار”
إتخاذ محطة زابوريجيا النووية كدرع يقصفون الصواريخ من خلفها
جريمة جديدة يرتكبها الروس في إقليم زابوريجيا المحتل ألا وهي الاختباء خلف المحطة النووية الأكبر في أوروبا وقصف بلدة أوكرانية مسالمة ليس بها قوات ترد هذا القصف اليومي ، إنها بلدة نيكوبول المواجهة لمدينة إنيغودار التي بنيت خصيصا لتحمل على ظهرها محطة زابروجيا النووية .
يصف يفجن يفتوشينكو رئيس منطقة نيكوبول بالادارة العسكرية الوضع في البلدة المواجهة لمحطة زابوريجيا النووية فيقول”الوضع في مدينة نيكوبول سئ للغاية فلدينا قصف مستمر على بعد 5 كيلومترات من هذا المكان الذي نجلس فيه الآن هناك غزاة روس يقصفونا وحتى هذا المبنى تعرض للقصف، ها هي الشظايا التي جمعناها هنا مؤخرًا عندما تم اطلاق الصواريخ على المبنى والمنطقة المحيطة به، لدينا قصف كل ليلة وكل يوم لدينا حوالي 40 قتيل، وحوالي 1.5 ألف منزل خاص ، دُمر أكثر من ألف مبنى سكني منهم ، وهناك دمار كبير ورعب للسكان المدنيين وهناك الكثير من الرعب أحضره معه الجيش الروسي.”
ويضيف يفتوشينكو “القصف من خلف المحطة النووية ليس مجرد استفزاز لنا بل إرهاب فهم ييقومون باستفزازنا وبعده خلق حالة طوارئ في محطة الطاقة النووية والتسبب في كارثة إنسانية و اتهام الجيش الاوكراني بذلك وعلاوة على هذا فهم من خلف المحطة النووية يرهبون السكان المحليين، وعدم ردنا على القصف اليومي ليس ضعفا بل هو تفهم للواقع فنحن لا يمكننا إطلاق النار على الجانب الآخر لأنهم يحتمون خلف تلك المحطة بأرواح المدنيين وهذا يعقد مهمة تحرير المنطقة بشكل كبير”
جرائم حرب كثيرة ارتكبها الروس مع كل انتصار لهم ومع كل هزيمة أيضا فهم يحتفلون باحتلال المدن بارتكابهم جرائم حرب تجاه اهلها ويودعونها مجبرين إثر هزائمهم بجرائم حرب أخرى رغبة في إبادة الجميع. إنه أثر الدب متمثلا في جريمة حرب.