توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا.. تبون يعيد مقطعًا محذوفًا من النشيد الجزائري
عادت العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى التوتر من جديد بعد عدة أزمات متتالية أدت إلى تجميد قنوات الاتصال السياسي والدبلوماسي.
تفجرت الأزمة بين البلدين في سبتمبر 2021، إثر تقليص باريس حصة تأشيرات السفر الممنوحة للجزائريين، بذريعة عدم تعاون الجزائر في إعادة مهاجريها غير النظاميين.
وفي خطوة تصعيدية أخرى، شكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، كما اتهم النظام الجزائري باستغلال ملف الذاكرة لأغراض سياسية.
وزادت الاضطرابات في العلاقة بين البلدين بعد إعلان الجزائر استدعاء سفيرها من باريس للتشاور، عقب أزمة ترحيل الناشطة الجزائرية أميرة بوراوي من تونس إلى فرنسا، بتدخل فرنسي، الأمر الذي وصفته الحكومة الجزائرية بانتهاك للسيادة الوطنية.
وفي أزمة جديدة لا تبدو نهايتها قريبة، كما لا تبدو إمكانية تجاوز تداعياتها ممكنة إذ وقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤخرا مرسوما يفرض الأداء الكامل للنشيد الوطني بمقاطعه الخمسة، ليشمل مقطعًا يتضمن كلمات تحمل وعيدًا لفرنسا، وكان هذا المقطع قد أثار غضب باريس في وقت سابق.
وقد انتزعت الجزائر استقلالها من فرنسا عام 1962 بعد 132 عامًا من النضال ضد الاستعمار الفرنسي، حيث اعتبرت تلك الفترة دامية في تاريخ البلد العربي.
والنشيد الوطني الجزائري يعد الوحيد الذي يذكر دولة أخرى في كلماته، يتوعد فيه فرنسا بالانتقام والقصاص لما اقترفته في الجزائر من “جرائم ضد الإنسانية”
وكان هذا المقطع يُغنى أحيانًا، وأحيانًا أخرى تكتفي الجهات الجزائرية بعرض جزء من النشيد فقط لاختصاره، لكن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقّع المرسوم الذي يفرض الأداء الكامل للنشيد بمقاطعه الخمسة.
ويمكن أداء الصيغة المختصرة في مناسبات معينة كاستقبال رؤساء الدول خلال الزيارات الرسمية، أو الخطابات التي يوجهها الرئيس إلى الأمة، والمراسيم العسكرية بوزارة الدفاع وغيرها.
مقطع الموجه لفرنسا في النشيد الوطني الجزائري كان قد أثار “غضب فرنسا”، واعترض عليه الوفد الفرنسي المفاوض قبيل توقيع معاهدة “إيفيان” مع الحكومة الجزائرية المؤقتة حينها التي اعترفت باستقلال الجزائر، لكن طلبها رُفض.
وقد حُذف المقطع في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد خلال الثمانينيات من القرن الماضي، بعد ذلك قرر الرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال إعادته بشكل نهائي عام 1995.
وفي عام 2007، حُذف المقطع من النشيد الوطني الجزائري من الكتب المدرسية، مما أثار استياء كبيرا في الجزائر حينها.
ليعود بأمر رئاسي في عام 2023 ليؤجج فتيل الخصام بين البلدين والذي قد يؤدي إلى قطيعة.