مافيا تامبوف.. أخطر شبكة إجرامية في روسيا
في 18 أكتوبر عام 2018 برأت المحكمة الوطنية الإسبانية في مدريد 17 متهماً في قضية عصابة “تامبوفسكو-ماليشيفسكايا” الروسية المعروفة بـ “مافيا تامبوف” من جميع تهم غسل الأموال والجريمة المنظمة.
هذا الحكم أصاب المدعون الإسبان بالذهول عندما “صدقت” المحكمة تقارير خدمة الأمن الفيدرالية الروسية التي قدمها الدفاع، وتجاهلت حقيقة أن اثنين من المتهمين أقروا بالذنب.
هذه المحاكمة، رغم أنها برأت المتهمين إلا أنها سلطت الضوء على روابط فلاديمير بوتين التي لا تنفصم مع العالم الغامض للمافيا الروسية خصوصاً بسبب تعاملاته مع فلاديمير بارسوكوف الملقب بـ آل كابوني الروسي، الذي كان متهماً بتأسيس عصابة تامبوف الإجرامية ومصادرة أصول وطنية بقيمة 100 مليون دولار.
تداخل بوتين وبارسوكوف
تداخل عرّاب المافيا وبوتين في سان بطرسبورغ في الثمانينيات والتسعينيات وقيل إنهما كانا قريبان جداً لدرجة أنه بينما كان بوتين نائباً لرئيس البلدية، كان بارسوكوف “الحاكم الليلي” للمدينة.
يقال أن بوتين غض الطرف عن بارسوكوف الذي رشى المسؤولين وأزال أعداءه بجرائم قتل تعاقدية شبه يوميه وحتى أنه منح امتيازات بنزين مربحة لشركته النفطية.
تم الكشف عن حجم التعاملات والروابط بين بوتين وبارسوكوف في كتاب للبروفيسور البريطاني مارك جالوتي حيث تتبع الروابط الأخوّة الإجرامية السوفيتية القديمة وحكام روسيا في العصر الحديث.
وبحسب كتاب لصحفية بريطانية تدعى كاثرين بيلتون تحت عنوان “كيف استولى الـ KGB على روسيا؟” كشفت أن بوتين تقاسم فوائد إحدى الشركات المحلية الرئيسية مع مافيا تامبوف وشرحت لصحيفة إل بيريوديكو الإسبانية أن بوتين ورئيس مافيا تامبوف “أقاموا علاقة وثيقة للغاية”.
جينادي بيتروف
خلال المحاكمة التي جذبت انتباه العالم إلى علاقات بوتين بالمافيا الروسيا، برز اسم آخر لأحد قادة مافيا تامبوف وهو جينادي بيتروف.
بيتروف هو أحد قادة جماعة تامبوف الإجرامية التي كانت تربطها علاقات وثيقة بفلاديمير بوتين ورفاقه في التسعينيات. وُلد في لينينغراد، وكان متورطًا في أنشطة إجرامية في العهد السوفييتي ويُزعم أنه كان مخبرًا في المخابرات السوفيتية.
عصابة تامبوف حافظت على روابط مع السلطات الاقتصادية والسياسية والقضائية والشرطية في روسيا وأيضاً مع أعضاء آخرين في المنظمات الإجرامية الدولية.
كشف التحقيق الأصلي في المحكمة الإسبانية، الذي قاده المدعي الإسباني خوسيه غريندا غونزاليس في عام 2008، عن شبكة إجرامية مرتبطة ظاهرياً بأعلى درجات الحكومة الروسية، وفقًا لتقرير من 500 صفحة من قبل المدعين الإسبان.
وقال أمر المحكمة إنه منذ وصوله إلى إسبانيا في عام 1998، جمع بتروف والشركات التي تشكلت باسمه أصولاً غير مشروعة تزيد قيمتها عن 50 مليون يورو (57.4 مليون دولار) لكن لم يكن للشركات أي أنشطة تجارية باستثناء الحصول على العقارات أو توفير إخفاء الهوية للمستفيدين النهائيين.
وتضمن التحقيق التنصت على مكالمات هاتفية بين بتروف وعدد من المسؤولين الروس، بما في ذلك رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، حسبما أفادت بلومبرج.
وذكر تقرير الادعاء أن من بين أولئك المرتبطين بتروف نائب رئيس الوزراء دميتري كوزاك ورئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الوزراء لاحقًا في عهد بوتين فيكتور زوبكوف.
كما قال المدعون الإسبان في مايو 2016 أن بنك “باركس”، الذي يحتفظ في الغالب بدائع خارجية لأشخاص من روسيا، هو البنك اللاتفي المفضل لغسيل الأموال لفلاديمير بوتين والمافيا الروسية.
هذا وتم غسيل مبالغ كبيرة لهم من خلال الشركات اللاتفية والألمانية المرتبطة ببنك “باركس” والخدمات الخارجية له.