سجن لوكاشكس الروسي (Lukiškės Prison) معلم تاريخي في قلب عاصمة ليتوانيا فيلنيوس، حيث تمّ بناؤه العام 1904 واحتجز فيه السجناء لأكثر من قرن، ليتمّ نقل آخر السجناء العام 2019. بعد ذلك، تمّ تحويل السجن إلى مركز ثقافي كبير يشهد فعاليات ثقافية واجتماعية وتعليمية وفنية، خصوصاً أنّه يوفّر مساحات شاسعة للفنانين كذلك.
العام 1904، كانت فيلنيوس تابعة للإمبراطورية الروسية، وتمّ بناء سجن لوكاشكس في عهد القيصر نيقولا الثاني. أدخلت مراجعة القانون الجنائي في عام 1874 مفهوم قضاء الوقت في السجن. في السابق، كان السجناء يُحتجزون لفترة انتقالية ثم يُطلق سراحهم، أو يُرسلون لتنفيذ عقوبة الإعدام بحقّهم، أو يُنقلون إلى معسكرات العمل. ومع إصلاح القانون الجنائي، أصبح من الممكن الحكم على مرتكبي الجنح بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وست سنوات، وهو التغيير الذي أدّى إلى اكتظاظ مجمع السجون الحالي في فيلنيوس.
اليوم وبعد أكثر من 100 عام، تمّ الحفاظ على مبنى السجن نفسه بشكل جيّد، إذ يعتبر تراثاً ثقافياً من زمن الإمبراطورية الروسية. يمكن من خلال الجولات النهارية استكشاف الهندسة المعمارية والمرافق التاريخية، فيما تحتاج إلى مصباح يدوي ليلاً لتشعر أكثر ربّما بحكايات “الأرواح العالقة”.
“أخبار الآن“، وخلال زيارة إلى العاصمة فيلنيوس، دخلت إلى ذلك السجن لتستكشف واحداً من أغرب السجون، حيث شرحت لنا المسؤولة عن الجولات فيه مارتينا غروجوسكايته (Martyna Gruzauskaite) التي تنقلت بنا بين أقسام السجن الذي تروي زواياه قصصاً لا تنتهي.