رنا عفيفي
في جولة حصرية لأخبار الآن في مخيم خارمنلي للاجئين في بلغاريا. نتعرف على خطوات عملية اللجوء في بلغاريا. وكيف تبدو المخيمات هناك. نأخذكم في جولة الى رحلة اللاجئين السوريين.
يقع مجمع خارمنلي بالقرب من الحدود البلغارية التركية في مدينة خارمنلي البلغارية وهو مركز ايواء اللاجئين في بلغاريا ويعد أكبر مركز في بلغاريا واكثرها إزدحاماً.
يتألف المجمع من ستة مباني مكونة من ثلاثة مباني قديمة إسمنتيه وثلاثة مباني مسبقة الصنع للسكن الجماعي. ويوجد ايضاً غرف مسبقة الصنع للسكن العائلي المنفرد ويبلغ عدد اللاجئين المتواجدين حاليا في المركز حوالي 3000 لاجئ أغلبهم من سوريا. كما يوجد بعض اللاجئين من العراق وأفغانستان وباكستان. تجمعهم كلهم صفة الهروب من الموت الذي يهدد حياتهم في بلادهم.
يقيم اللاجئ في هذا المجمع مدة خمسة أشهر كحد أقصى للحصول على الإقامة التي تتراوح مدتها بين الثلاث والخمس سنوات. وبعد حصوله على الإقامة ينتقل للسكن في منزل خارجي او يسافر إلى ألمانيا لتقديم اللجوء هناك حيث يطمح أغلب اللاجئين بالسفر إلى ألمانيا للحصول على اللجوء والمساعدات.
قال لنا ابو محمد لاجئ سوري مقيم في بلغاريا: " انا انتظر ان احصل على الإقامة البلغارية لكي اسافر إلى ألمانيا وأحصل على اللجوء والإقامة الألمانية ﻷن الإمتيازات والمساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية أفضل بكثير من المساعدات التي تقدمه الحكومة البلغارية".
تحتوي المباني على ممر طويل والكثير من الغرف وكل غرفة تحوي على 8 او 12 سريرا رغم صغر مساحتها وذلك نتيجة الإزدحام والضغط الشديد على المجمع .
يقوم بعض الشباب بإقامة دورة ألعاب رياضية تضم فرق للعب كرة القدم وفرق للعب الكرة الطائرة وذلك للتسلية وتمضية الوقت. التقينا مع الشاب خالد الذي يشارك في الدورة مع فريقه في كرة القدم :"نحن نلعب بشكل شبه يومي ونتنافس على الفوز بالدورة ولكن همنا الأول هو الحماس والتسلية وروح المشاركة وليس الفوز".
يوجد عيادة طبية لتوفير العناية الصحية لعلاج للاجئين وتقديم الدواء المطلوب. يعمل بها طبيب وطبيبة. وفي الحالات الخاصة يتم تحويل المرضى للمشافي الحكومية لتقلي العلاج اللازم والعناية الصحية المطلوبة .
يعاني اللاجئين من قلة المعونات المقدمة إليهم وقلة الراتب الشهري الذي يتقاضوه كما يعانون من الإزدحام في المسكن.
يقول اللاجئ جوان العيسى الذي هرب من جرائم داعش ومجازرها في سوريا: "نحن هربنا من مجازر داعش وملاحقتها للأكراد وتهجيرهم من بعض المناطق في سوريا وجئنا إلى بلغاريا للبحث عن الحياة الآمنة، لكننا نواجه صعوبات في التأقلم والعيش داخل المركز بسبب البرد وقلة المعونات والمساعدات وعدم توافر العمل لكسب المال والإذحام الشديد في المباني حيث أنني اسكن في غرفة صغيرة انا وزوجتي واطفالي الأربعة ولا يكفينا الطعام الذي يقدمونه لنا".
في العام الماضي كان يعتبر مركز خارمنلي أسوء مركز للاجئين في بلغاريا بسبب عدم توفر الكهرباء وقلة الماء وحدوث فيضانات، لكن بعد تأمين الكهرباء والماء وتأهيل مباني جديدة اصبح المركز افضل و تعد الحكومة البلغارية بتأمين كافة احتياجات اللاجئين وتوفير مستلزماتهم حسب المقدرة المتوفرة. و لكن لا يمكنها ذلك في الوقت الحالي بسبب عدم توافر القدرات المالية .