أخبار الآن | حلب – سوريا (عمر عرب)
لم تمنع الظروف المادية القاسية العامل في المجلس المحلي لمدينة حلب محمود النعيمي من بيع مصاغ زوجته، وتأجيل زواج نجله لدفع رواتب زملاءه في المجلس، في ظل عجز الحكومة السورية المؤقتة عن دفع رواتب الموظفين.
يقول النعيمي لـ"أخبار الآن": "أنا العبد الفقير لله محمود النعيمي أبو محمد عامل من عمال قطاع المجلس المحلي، وقائم بعمل الصرف الصحي كونه اختصاصي؛ في الشهر الماضي، قام مدير القطاع ببيع قطعة ذهب من زوجته لتوزيع المال على العمال الذين يعجزون عن شراء ربطة الخبز لإطعام أطفالهم، ومن وقتها خطرت ببالي الفكرة، بسبب عدم وصول رواتبنا إلى المجلس المحلي من قبل الحكومة السورية المؤقتة".
ويضيف: "وعند وصول العمال إلى بيتي، طلبت من زوجتي مصاغها، وقلت لها إني سوف أبيعه لإعطاء رواتب عمال الخدمات، رفضت زوجتي في البداية، وقالت لي أنها سوف تزوج ابني بثروة حياتي وما جنيناه كما يقال، اتفاقنا على بيع الذهب وتأجيل موضوع زواج ابني".
ويردف أبو محمد، بالقول: "قمت ببيع المصاغ بمبلغ 120 ألف ليرة سورية، 600 دولار أمريكي، وسلمته للمحاسب التابع لنا بالقطاع وبوجود مدير القطاع".
ودعا في مناشدة للمسؤولين في الحكومة المؤقتة إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الموظفين والأهالي في المناطق المحررة، قائلاً: "اتقوا الله تعالى عز وجل في العباد الموجودة على الأرض، والذين يعملون بصدق وصبر، فنحن العمال صابرون على البراميل، وصابرون على الجوع، وبالنهاية نحن نأخذ آجرنا من الله، وسوف نستمر بعلمنا بالمجلس المحلي حتى آخر نفس من عمرنا".
يقول محاسب مجلس القطاع المحلي في مدينة حلب أبو عمار الحلبي: "منذ الشهر العاشر لم يتقاضى عمال المجلس المحلي للمدينة أي مستحقات"، مشيراً إلى عدم وجود مصاريف تشغيلية عن كامل المجلس المحلي من بداية الشهر العاشر حتى اليوم.
وأكد الحلبي ازدياد شكاوى العمال بسبب الحاجة الماسة لرواتبهم، بسبب ارتفاع الأسعار في فصل الشتاء، ويقول: "بعض العمال قام ببيع أغراضه وأثاث بيته الأساسية مثل البرد أو الغسالة، حتى وصلت بأحدهم الحالة لبيع سترة الصوف التي يرتديها لتأمين الطعام والدواء لابنه وعائلته، وعمال أخرون استدانوا من أقاربهم أو أصدقائهم، فالحال أصبح قاسي جداً عند العمال".
وعن مبادرة العامل في قطاع الصرف الصحي بالمجلس محمود النعيمي، يقول الحلبي: "بدون أي تنسيق مع أحد باع محمود النعيمي ذهب زوجته، وأتى إلى المكتب، وقام بتقديم المال لي، ووضعه أمامي، بداية استعربت من فعله، فقال لي: بعت صيغة زوجتي وأتيت بالمال لأجل تقديمه للعمال من أجل دفع رواتبهم، وأنا أثنيت عليه وتشكرته على ما قام به".