رحلة إلى الجحيم يمضيها سائقو الشاحنات على الطريق البري بين الأردن و العراق

 
رحلة إلى الجحيم … هكذا يصف سائقو الشاحات الطريق البرية بين الاردن والعراق بعد اشهر من سيطرة داعش على مناطق  شمال وغرب العراق .. فمقارنة بالعقود الثلاثة الماضية، بات طريق عمّان بغداد البري، شبه متوقف اليوم، جراء اشتعال الساحة العراقية بأحداث ساخنة، حيث انخفض عدد الشاحنات المتنقلة إلى نحو ثلاثين شاحنة

رحلة الموت كما يسميها اصحابها هي رحلة عبر المجهول في المناطق التي يسيطر عليها داعش في شمال وغرب العراق في العقود الخالية كان السائقون الاردنيون يتسابقون لنقل الخضار والفواكه الى العراق وكانت الشاحنات تدخل وتخرج بالمئات يوميا ولا يتوقف اصحابها الا للراحة او تفريغ الحمولة اما اليوم فالوضع لم يعد كالسابق والرحلة التي كانت ميسرة اصبحت كالقفز في قلب الموت كما يصفها سائقوا الشاحنات الاردنية 

سائق شاحنة اردني  يقول " نواجه اخطار الطريق واخطار داعش الذين يطلبون الكثير من المال لكي نمرالطريق بدون امان منذ استلام داعش العراق كان الوضع فيها هادئ لكن بعد استلام داعش اصبحنا نخاف على انفسنا واولادنا والذ ي يذهب لا يرجع "

في شهر تموز يوليو من 2014 سيطر داعش على مناطق واسعة واصبح الداخل والخارج يخضع لقوانينهم التي تطبق بالنار والحديد. غير ابهين بعابر سبيل او تاجر او اي يكن حتى بات طريق عمان بغداد الدولي البري الذي طالما شهد حركة لا تتوقف شبه متوقف اليوم

مسلحو داعش يأخذون 300 دولار من كل شاحنة تريد المرور ويسلمون بدل منها وصلا مختوما بختم داعش
سائق اردني يقول "  

الواحد فينا يحمل البضاعة ويذهب ولا يدري  ان كان سيعود ام لا ويحمل روحه على كفه طول الطريق نسمع اصوات ضرب النار والقذائف الرحل من عمان الى بغداد اصبحت تستغرق 12 يوما . صحيح ان الرواتب زادت من 250 الى 600 دينار لكن الموضوع مخيف ونحن نودع اطفالنا قبل اي خروج . نتمنى عودة الامور الى السابق لان قطع الرزق حرام ".

الفا شاحنة كانت تتحرك ذهابا وايابا في الماضي واليوم لم يعد هناك سوى 30 شاحنة والعدد في تناقص مستمر