أعلن المشفى الميداني في مدينة معضمية الشام بريف دمشق عن وفاة الطفل محمد عمر بعد ولادته بساعات، جراء تشوهات خلقية ناتجة عن تعرض والديه للغاز الكيماوي في أحداث 21 أغسطس عام 2013.
وأكد المشفى أن الطفل لم يكمل الثلاثين أسبوعاً من الحمل في رحم أمه، حتى لزم الأمر عملاً جراحياً بولادة قيصرية.
وتأتي هذه الحالة بعد يومين من وفاة طفلة مشوّهة بعد ولادتها مباشرة، جراء تعرض والديها لغاز السارين السام بعد استهداف المدينة بالسلاح الكيماوي قبل أكثر من عام.
وفي بيان صادر عن مشفى الغوطة التخصصي في معضمية الشام, أكد مدير المشفى أن حالة الولادة الجديدة هي السابعة لأطفال ولدوا مشوهين, والخامسة التي يكون فيها الجنين ميت داخل الرحم في الأسبوع الثلاثين للحمل.
وأضاف مدير المشفى أن الجنين الذي توفي اليوم، لديه حالات تشوه في كل من الأطراف والعمود الفقري والرأس, وانسلاخ الجلد في أماكن متعددة من الجسم, وتخثر الحبل السري, وعدم اكتمال نمو العظام المشكلة للجمجمة.
ونوه إلى أن هناك حالات إجهاض مبكرة وأحيانا متأخرة, مع وجود قاسم مشترك بين جميع الحالات أن معظم أبائهم تعرضوا للغاز الكيماوي في أحداث مجزرة 21-8-2013.
وتعليقاً على الموضوع، قال الدكتور ماجد أبو علي من المكتب الطبي في الغوطة لـ"أخبار الآن: "لا يمكن إثبات وجود تشوهات ومعرفة سببها, بسبب عدم توفر القدرة على إجراء دراسات عن الموضوع, كما لا يمكن معرفة إن كان هناك زيادة بمعدل التشوهات أم لا".
وأضاف: "إذا تأثرت الأم جراء استنشاق غاز السارين من الممكن أن يؤثر على الجنين حتى اليوم وكذلك مستقبلاً, ولكن لا يمكن إثبات ذلك بالقدرات الحالية للفرق الطبية".
بدوره، أفاد الدكتور عمر الحكيم رئيس الفريق الطبي الذي أجرى دراسات عن حالات الولادة في المعضمية أنه وبحسب المرجع الطبي الموحد لمنظمة الصحة العالمية WHO فإن نسبة الإجهاض لدى النساء تبلغ 10% من مجموع الحوامل, وقال: "بما أن لدينا 211 امرأة حامل في المعضمية, أجهض منهن 75 امرأة، وأنجب منهن 7 ولادات مشوهة, فإن النسبة المئوية للإجهاض تبلغ حوالي 40%, منوهاً أن هذه النسبة تعتبر كارثة إنسانية تودي بحياة عشرات الأجنة شهرياً".
وأضاف الحكيم: "كما هو معلوم، وحسب المراجع الطبية العالمية، فإن الأسباب البيئية كالتعرض للغاز الكيماوي مثل الزرنيخ والسارين والكلور وغيرها, يسبب إجهاضات وحيدة أو متكررة, وإن هجوم 21-8-2013 هو الذي خلّف المزيد من حالات الإجهاض لدى الحوامل، والتشوهات في الولادة، وموت الأجنة داخل الرحم، بنسبة تفوق بكثير النسبة المئوية الطبيعية من مجموع الحمول في مجتمع ما".
واستغرب أطباء من حالات تشوه الولادات في المعضمية وعدم تشوهها في مناطق وبلدات الغوطة الشرقية التي تعرضت أيضاً لغاز السارين، الأمر الذي برره الدكتور الحكيم، بالقول: "إن نسبة ضحايا مجزرة الغوطة من الذين تعرضوا للإصابة 65%, أما في المعضمية كانت 13%, وهذه النسبة تدل على أن الغاز الذي استخدم بالمعضمية غير نوع الغاز الذي استخدم في الغوطة"، مضيفاً: "بحسب الدراسات السابقة بأن المعلومات الوراثية تتجدد كل فترة لدى الجنس البشري, وبالتالي احتمال تلاشي التعديل بسبب الغاز على المورثات كبير جداً، ولكن يبقى السبب غامضاً في ظل الإمكانيات الطبية الضعيفة, دون تدخل فرق الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان".