بدأت السلطات اللبنانية بتطبيق القرار القاضي بمنع دخول السوريين إلى أرضيها دون سمة دخول (فيزا) لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، في خطوة هي الأولى من نوعها تاريخيا بين سوريا ولبنان.
اختلال علاقات
ينظر إلى هذا القرار المستحدث، الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين الموافق لـ 5/1/2015 على أنه اختلال بعلاقات القوى بين سوريا ولبنان، كما يعتبر واحداً من أبرز الدلائل على انحلال القبضة السورية عن لبنان لأول مرة منذ دخول القوات السورية لبنان عام 1978، بذريعة وقف الحرب الأهلية، قبل أن تصبح هذه القوات جزءا من الحرب، فتاريخ البلدين يمتلك من التداخل السياسي والاجتماعي والثقافي والجغرافي الكثير، مما يجعل موضوع الفيزة غير وارد على الإطلاق، لأن لبنان كان دائما منطقة للهيمنة التي يفرضها نظام الأسدين "الأب والابن"، اليوم وفي ظل الدوامة التي تشهدها الساحة السورية سياسيا، باتت السلطات اللبنانية أكثر حرية من تمكين حدودها وفي الطريقة التي تراها مناسبة.
لبنان لا يتحمل
مليون وستمئة ألف لاجئ، هو العدد المسجل للاجئين السوريين في لبنان، رقم إن استمر اللجوء بشكله السابق سيقارب نصف تعداد السكان الأصليين، في بلد تتقاذفه الطوائف ولا يتحمل أي خلل اجتماعي خارجي في تركيبته الطائفية والسياسية، ولا حتى الخدمية، هذه الحجج وغيرها، تتفاقم في المجتمع اللبناني، وعدم وجود أثر لحل قريب لما يجري في سورية يزيد من تعقيد الموقف، وتزايد المطالبات بالداخل اللبناني بطرد السوريين، فتكون استجابة الحكومة اللبنانية بعدم إدخال الفارين من الحرب إلا بواسطة فيزا شروطها صعبة وتكاد تكون تعجيزية، خصوصا على الفارين من بيوتهم دون أن يحملوا معهم شيئا.
هكذا يتسبب الدمار الذي يتوسع به الأسد بالضرر على المنطقة وليس على سوريا وحدها، فلولا تعنت الأسد، ولولا بطشه المستمر والهمجي لكان السوريون واللبنانيون خارج هذه المعادلات جميعها.
شروط الفيزا
يوجد 6 أنواع للفيزا إلى لبنان، حسب تصريحات الأمن العام اللبناني:
– (الأولى) سمة دخول سياحية، وتتطلب حجزاً فندقياً خطياً، ومبلغاً يوازي ألف دولار أميركي، وهوية سليمة، وجواز سفر، إضافة الى دفتر العائلة إذا كانت عائلته برفقته.
– (الثانية) سمة دخول من أجل الدراسة، وهي تتطلب هوية سليمة وجواز سفر وصورة فوتوغرافية إضافة الى الشهادات التي استحصل عليها والمطلوبة لانتسابه الى جامعة. فيُمنح حامل هذه الشروط سمة لمدة سبعة أيام وبعد إثبات التسجيل يمنح إقامة دراسية.
– (الثالثة) هم القادمون للسفر عبر المطار أو عبر أحد الموانىء البحرية وعليهم تأمين جواز سفر وتذكرة سفر غير قابلة للاسترداد وتأشيرة دخول الى البلد المنوي السفر إليه، فيُمنح سمة لمدة ثمانية وأربعين ساعة مع إفادة بالمغادرة. كما يُسمح بدخول السوريين المسافرين عبر أحد الموانىء اللبنانية بموجب تعّهد بالمسؤولية يتقدّم به الوكيل البحري للباخرة الى مركز أمن عام المرفأ مكان انطلاق الباخرة قبل ثمانية وأربعين ساعة من موعد انطلاقها، يتعهّد بموجبه بنقل المسافرين من الحدود الى المرفأ ويكون مسؤولاً عنهم طيلة فترة تواجدهم على الأراضي اللبنانية، وتُفاد الدائرة الأمنية عن الوضع، ويُصار الى منحهم "إذنًا بالعبور" لمدة أربعة وعشرين ساعة كحد أقصى.
– (الرابعة) القادمون للعلاج الطبي مرغمين، على أن يؤمّنوا تقارير طبية أو إفادة متابعة علاج لدى أحد المستشفيات في لبنان أو لدى أحد الأطباء، بعد التأكد من صحة ادعائه، ويحصل على سمة لمدة أربعة وعشرين ساعة قابلة للتجديد لمرة واحدة ولمدة مماثلة.
– (الخامسة) هم القادمين لمراجعة سفارة أجنبية، وهؤلاء عليهم ضّم ما يثبت ادّعائه لجهة الموعد ليمنح سمة لمدة ثمانية وأربعين ساعة.
– (السادسة) وهي فئة القادمين للدخول بموجب تعهّد مسبق بالمسؤولية، حيث جاء في القرار أنه لا يُسمح بدخول السوري الذي لا يمكن تصنيف سبب زيارته ضمن الفئات الواردة إلا في حال وجود مواطن لبناني يضمن ويكفل دخوله وإقامته وسكنه ونشاطه، وذلك بموجب "تعّهد بالمسؤولية"، وكل سوري قادم للدخول بموجب "تعّهد بالمسؤولية" يمنح سمة دخول لمدة ثمانية أيام وتُجدّد مرتين لمدة ستة أشهر.