ياسر حمزة
تصدرّ في الأشهر الأخيرة حي جوبر الدمشقي واجهة الأحداث في دمشق وريفها، على وسائل الإعلام، لا سيما أنه يعتبر إدارياً من أحياء العاصمة دمشق، والذي يسيطر عليه الثوار بشكل كامل.
الحملة التي يحشد نظام الأسد لاقتحام الحي مستمرة من التاسع من شهر فبراير/شباط من عام 2012، ولكنها اشتدت بعد اقتحام بلدة المليحة في أول نيسان من العام الفائت وبدأت وسائل إعلام النظام بذكر الحشود التي تتوجه لاقتحام الحي بشكل مستمر.
وشهدت الأيام الأولى من عام 2015، ولادة تشكيل عسكري من أبناء حي جوبر، تحت مسمى "جند العاصمة"، والذي يضم أبناء الحي من عدة ألوية إضافة إلى كتيبة مدفعية، حيث أعلن عن التشكيل الجديد تزامناً مع زيارة بشار الأسد المزعومة لحي جوبر، والذي تبين أنها لحي الزبلطاني الذي يبعد 2 كيلومتر عن الحي المقصود.
"أبو الخير الشامي" مدير المكتب الإعلامي لتشكيل "جند العاصمة"، وهو من أبناء الحي، تحدث لـ"أخبار الآن" عن الغاية الأساسية من الإعلان عن هذا التوحد، وقال: "تعزيز جبهات حي جوبر هو أولى اهتماماتنا، وأصحاب الأرض في الغالب يحملون على عاتقهم المسؤولية الأكبر في الدفاع عن ممتلكاتهم، وعلى مدى ثمانية أشهر شهد الحي العديد من محاولات التقدم، ولكن وجود عسكريين من أبناء الحي هو ما جعل جميع محاولات النظام تبوء بالفشل".
أهل مكة أدرى بشعابها
وينطبق هذا المثل على جبهة جوبر، والذي تدافع عنها الفصائل العسكرية الكبرى في الغوطة الشرقية بالتنسيق مع أبناء الحي وأصحاب الأرض، الذين كبدوا قوات النظام والميليشيات الطائفية خسائر بشرية جمة، مع كل محاولة اقتحام يعلنوها للسيطرة على الحي.
المعارك التي يشهدها حي جوبر، باتت متنوعة بعضها فوق الأرض، والآخر تحت الأرض، وتلك هي السياسة التي باتت سائدة في المعارك من قبل الطرفين، وأكد الشامي خلال حديثه لـ"أخبار الآن" على تخوف قوات الأسد من الأنفاق التي يحفرها الثوار باتجاه العاصمة دمشق.
انتهى عام 2014 وأحصى نشطاء 1300 قتيل من العناصر الذين شاركوا في اقتحام الحي من شتى الطوائف والجنسيات، منهم ضباط وصف ضباط، أربعمئة منهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة موثقين بالاسم الثلاثي، وفقاً لمدير المكتب الإعلامي لـ "جند العاصمة".
ونوه الشامي إلى تدمير ما يزيد عن 12 آلية ثقيلة لنظام الأسد، بينها دبابة من طراز T90 وكاسحة ألغام خلال الشهر الماضي، حيث تعد هاتين الآليتين فخر الصناعة الروسية.
جبهات الحي الأربع المطلة على العاصمة دمشق، وهي (معمل كراش- المناشر- عارفة- طيبة) تتعرض للقضف المدفعي والجوي بشكل مكثف، حيث يعد متوسط الغارات التي شهدها الحي قرابة عشرة غارات يوميا، وأكثر من عشرة صواريخ أرض – أرض بشتى أنواعه، بحسب المكتب الإعلامي لحي جوبر، والذي أشار إلى أن نسبة كبيرة من مرافق الحي تدمرت بسبب القصف العنيف الذي يطال المنطقة.