أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)
في هذه الخيام المنتشرة على الحدود مع تركيا، تعيش آلاف الأسر السورية النازحة، جمعتها مأساة النزوح، في مخيمات لا يختلف حال بعضها عن الآخر إلا في التسمية، فالتأقلم على قساوة الحياة هنا، ليس سهلا، غير أنهم على هذا الواقع مكرهون.
ومع قدوم شهر رمضان, أضحت الأسر عاجزةً عن تأمين قوت عيشها من طعام و ماء، يزيد من حدة معاناتها، غياب لافت لدور المؤسسات الخيرية في الشهر الفضيل.
يقول أبو وجيه وهو نازح سوري: "إلى هذه اللحظة لم نرى أية منظمة, لتسألنا ما هي حوائجكم في رمضان، لم يأتي أحد على الإطلاق".
من جانبه يقول معن النازح من ريف حماه: "نحن الكبار نحتمل جو الصيام وقساوته، لكن هؤلاء أطفال، كيف سيصومون؟
أين المنظمات و أين أهل الخير؟ وفي ظل الغلاء بأسعار الغذاء والمحروقات, والذي ينعكس على النازحين بالدرجة الأولى, يكون الصيام أمراً بالغ الصعوبة لسكان الخيم، ليبقى الأمل معقوداً على تدخل المنظمات والهيئات والداعمة، لإنتشالهم من واقع التشرد والحاجة، فكثير من الأسر تفتقد حتى لرغيف خبز".
يقول أبو محمد النازح السوري: "رمضان الماضي كان أفضل, وغداً أفضل من اليوم, والذي بعده سيكون أسوأ, فاليوم بلغ ثمن برميل المازوت 60 ألف ليرة, من الذي سيتمكن من شرائه بهذا السعر؟, وكيف سنتمكن من توليد الكهرباء في ظل غلاء المحروقات؟, كنا فيما سبق ندفع 2000 ليرة للشهر كله مقابل الحصول على الكهرباء".
يضيف أبو صالح وهو نازح سوري بالنسبة لحوائج الصيام, ماء غير متوفرة, وكذلك الأمر الكهرباء و الخبز، نحن نشرب المياه من الصهاريج المعدة لنقل مياه غير الصالحة للشرب، لا يوجد أي من شروط الحياة فكيف سنصوم؟ حتى الخبز غير موجود.
وفي لحظات عابرة تفصل بين واقع مرير، ومستقبل يبدو ضبابياً, يستمر هؤلاء بالبحث عن لقمة يتناولونها على وجبة الإفطار حتى وإن لم تكن كافية، وهنا يتضح الفرق جلياً بين وضعهم الحالي, و طقوسهم الرمضانية التي إشتهر بها السوريون، قبل أن يهجرهم النظام من ديارهم.
الإستماع لقصص كثيرة من النازحين هنا, حول معاناتهم في شهر رمضان، قد يجسد لك صورة سطحية عن مصارعتهم لواقعهم القاسي، لكنه في الوقت نفسه لن يريك أدق التفاصيل في حياتهم، من نقص بالغذاء والماء, حتى تعيش يوماً واحداً على الأقل تحت سقف الخيمة، حيث لا يفصل بينك وبين حرارة الطقس سوى عازل بلاستيكي رقيق.