أخبار الآن | كفرنبل – ريف إدلب (معاذ الشامي)
في سجن تدمر سيء السمعة، قضى خالد عبد المنعم، أحد أهالي ريف إدلب، معظم حياته، بين تعذيب وتنكيل وحبس إنفرادي، ليخرج بعدها شاهدا على ظلم نظام الأسد، ويحكي قصة خمس وعشرين سنة قضاها دون محاكمة أو إتهام. قصة أبو عبدو وتفاصيل لقائه بعائلته الذي بدا كأنه لأول مرة في التقرير التالي.
خالد عبد المنعم العبيدوا " أبو عبدو " أحد سكان مدينة كفر نبل بريف ادلب كان أبرز شاهد على ظلم الأسد الأب والإبن
من عهد حافظ الاسد الى عهد بشار الاسد
دخل سجون النظام وفروعه الأمنية ليخرج بعد 25 عاما قضاها تحت التعذيب والقهر والاستبداد ..
يروي أبو عبدوا لأخبار الآن عن ما عاشه من لحظة اعتقاله حتى خروجه عاجزا مقعدا من أساليب التعذيب والانتهاكات التي كانت تمارس
داخل سجن صيدنايا وسجن تدمر الذي مكث فيه أبو عبدوا 20 عاما فضلا عن 5 سنوات قضاها في صيدنايا بعد وفاة حافظ الأسد ..
يقول أبو عبدوا
" كنت مساعد أول في الجيش العربي السوري عام 1980 م وكانت وظيفتي فني طيران داخل مطار حماه العسكري وعندما تمت محاولة اغتيال حافظ الأسد في أحداث حماه في عام 1982
وجهت الي اصابع الاتهام في اغتيال حافظ الاسد لأني كنت أرفض ترديد شعارات البعث خلال خدمتي العسكرية في مطار حماه اعتقلت في تلك الأيام
وبهذه التهمة التي كنت بريئا منها تماما وبعد اعتقالي بأيام داهمت قوات النظام والشبيحة منزلي واعتقلت زوجتي وأمي وأخوتي
ليمكث أخوتي الأربعة في سجون النظام أيضا أكثر من 10 أعوام دون أي توجيه أي تهمة لهم "
وكما يروي أبو عبدوا أنه مكث ثلاثة أعوام في زنزانة لا يبلغ محيطها الأربعة أمتار مما تسبب له في تقلص بعظامه ومفاصله لتجعل منه رجلا مقعدا دون اعطائه ولو جرعة بسيطة
من الأدوية او عرضه على أي طبيب بل زادوه ضربا عند خروجه من "الزنزانة "الى الغرفة المشتركة كما يسميها سجناء تدمر ..
يقول أبو عبدوا مستاءا " بعد كل هذا الظلم والقتل والقهر والحرمان وابعاد عن اهلي خرجت براءة ودون ان يعرضوني على أية محكمة عسكرية او مدنية وصلت الى الحي الذي أقطن به
في مدينتي كفر نبل ولكني أقول في نفسي الى اين وكيف أجد أولادي وأخوتي وكيف اتعرف عليهم دخلت الحي فأذا بأحدهم يقبلني ويقول هذا فلان وهذا فلان وهذه ابنتك وهذا ابنك الصغير
الذي تركته طفلا رضيعا وهذه ابنتك التي تركتها في طفولتها .. فانغمرت عيناي بالبكاء وقلت للذي يقتادني ويعرفني على اولادي " من أنت هل تعرفني بنفسك " فقال لي أنا اخوك ؟
وأخذتاعانقه عناقا طويلا حتى قابلت أمي وجميع أبنائي واخوتي الذين لم اراهم منذ 25 عاما مضت علي في سجون الظلم الاسدية ..
ويختم أبو عبدوا قائلا " لم نتخلص من أجرام الاب حتى لاحقنا الابن الذي قتل اثنين من اولاد اخوتي وابني في زهوة شبابه في مظاهرة سلمية مع بداية الثورة في آذار مارس عام 2011 م
ولم بنته فينا المطاف هنا ليصل عدد القتلى من عائلتنا الى 9 اشخاص ولكن الأسى يبقى في قلوبنا فمن يشعر بظلمنا وقهرنا
من اربعين عاما مضت علينا تحت حكم ظالم خلفه طاغيةأكبر منه يحكم على شعبه بالاعدام"