أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)
أم هاني امراة كردية، قضت أربع ساعات تحت أنقاض منزلها، بينما كانت فرق الدفاع المدني لريف دمشق، تعمل على إنقاذها وسط خوف من غارات أخرى أصابت نفس المكان، تمكن ابو فراس احد أفراد الدفاع المدني من انقاذها بأعجوبة، ليحكيا لنا قصتها وقصة إنقاذها
يقول "أبو فراس" :كنا بزيارة لمركز عربين ومازلنا بلباسنا الرسمي فحدثت غارة، من خلال جهاز اللاسلكي عرفنا مكانها.
تقول "ام هاني": كانت المعلقة بيدي قمت بتحريكها ولم اشعر الا وكأن عشرين شخصا قامو بحصرنا انا وطفلتي للخلف ودفعنا للامام، ثم هبطنا للأسفل، تسكر كل مافي حولنا لم يكن هناك اوكسجين وكنا نعاني كثيرا في التنفس بسبب هبوط ثلاثة اسقف فوقنا، رفعت راسي لفوق فشعرت بشيء ثقيل على ظهري، عندها شعرت بعدم وجود أمل للخروج.
يتابع "ابو فراس": دخلت الى البناء المهدم وبدأت بالبحث السمعي فلم احصل على اي اجابة، وبعد تلاشي الغبار بدأت بالبحث البصري فسمعت بعض الانين من تحت سقف نازل، وبعد البحث وجدنا امرأة مردومة بشكل كامل فكشفت عن وجهها وبعدها كشفت يدها.
تتابع "ام هاني": مسكت يده وقلت له:" مشان الله لاتتركني "فتح فتحة صغيرة فقلت له:" طالعولي بنتي اولا لأنها مازالت عايشة ".
يتابع "ابو فراس": كانت تقول لي:" مشان الله لاتتركوني" فقلت لها :"لن اتركك حتى لو اضطريت ان ابقى معك هنا حتى الغد" واثناء هذا الحديث غارت الطائرة مرة اخرى عند نفس المكان
تتابع "ام هاني": بعد ذلك جاء صاروخ اخر فوقنا حصرنا اكثر، فقلت في نفسي :"من المستحيل النجاة "كنت اعلم ان ابني قد مات خارجا وابنتي جانبي قد قتلت، هنا للحظة شعرت بأنني قد مت مع اطفالي.
يتابع "ابو فراس": كانت تسأل عن اطفالها فحاولنا اجابتها بأن اطفالها بخير وقد خرجو ولم يبقى الا انت، كما ان زوجك بخير ينتظرك بعد ان خرج بسلام، لكن في الواقع كان الأطفال مستشهدين، بدأنا نحرر فيها أول بأول لكن الوضع خطر لأن اي حركة خاطئة ستؤدي لسقوط كمية الأنقاض علينا او قد يسقط السقف كاملا علينا.
تتابع "ام هاني": لم اشعر بشيء كتفي انكسر ومنذ الحادثة اتلقى العلاج ومازال اتوجع.