أخبار الآن | دوما – ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)
في سوريا تكثر القصص حول رجال الدفاع المدني الذين يبذلون المستحيل لإنقاذ المدنيين من قصف النظام. الطفلة رهف .. إحدى تلك القصص، تعيش حياة اليتم وتعاني من حالة نفسية كلما سمعت صوت طائرة في الجو، رهف عاشت لتكون شاهدة على إجرام الغارات ومنفذيها، وعلى بطولات وتضحيات رجال الدفاع المدني العاملين في سوريا.
يرتسم الفرح على وجهي رهف وشقيقتها غفران وهما تلعبان أثناء تصوير والدهما لهما قبل ستة أشهر، أسابيع قليلة تمضي وتتحول سعادة هذه الاسرة الى حزن عميق بفعل صاروخ حول المبنى الذي كانوا يقطنونه الى أنقاض في مدينة دوما.
الأب والام قتلا على الفور والطفلة الكبرى غفران أمضت عدة أسابيع على هذا السرير تصارع الموت قبل أن يتغلب عليها … أما الطفلة الصغرى رهف فكانت الناجية الوحيدة.
يقول جد الطفلة رهف كانت رهف دائما تلعب مع والدها وتختبئ في مكان معين وفي يوم الغارة وقبل دقائق مت مجيء والدها ذهبت وتخبئت تحت كرسي وعند وصول والدها ذهبت امها وشقيقتها غفران لتفتح الباب له ليأتي صاروخ ويقتل الثلاثة وتبقى رهف وحيدة.
مؤلمة ذكريات إنتشال رهف وأسرتها من تحت الأنقاض، لتبقى حاضرة في ذاكرة أبي عبد الله، احد أفراد الدفاع المدني في ريف دمشق.
يقول ابو عبد الله احد عناصر الدفاع المدني مما انقذوا رهف عندما كنا ننادي وكانت رهف تبكي استجابة لنا تشعر وكأنها مدربة كما يتدرب رجال الدفاع المدني حيث كانت تبكي لتغير لنا الى مكانها عند ندائنا ثم تصمت لتحافظ على كمية الاوكسجين القليلة تحت الانقاض وبالفعل وصلنا لها حيث كانت رأسها في ماكينة قديمة تتنفس منه بينما كان باقي جسدها مغطى كاملا بالانقاض.
اليوم وبعد مضي خمسة أشهر تتأرجح رهف وتلعب مجددا، ولكن لوحدها. يحاول الجد ان يكون الأب والأم لحفيدته لكن حتى وإن استطاع ذلك، فمن يخفي صوت الطائرة الذي يتسبب بانهيار عصبي لرهف كلما سمعته، فهو كما تعرفه، شبح يريد إغتيالها مجددا بعدما اخفق في المرة الاولى.