أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (معاذ الشامي)
بعد أن عجز جيشه وشبيحته عن قمع ثورة شعب إنتفض في تظاهرات سلمية تحولت لاحقا إلى حراك مسلح في مواجهة عنجهية الإستبداد،
لجأ نظام الأسد إلى إستقدام مرتزقة من شتى اصقاع الدنيا، للدفاع عن بقائه، فغزت إيرانُ سوريا بالمليشيات الطائفية، بدعوى حماية المقدسات والمراقد الدينية، ولما لم تُجْدِ أفواج المرتزقة، ألقت روسيا بثقلها العسكري في مواجهة مدنيين يحملون السلاح، لتضرب به مدنيين عزل.
مزيد من التفاصيل عن الدورين الإيراني والروسي لدعم نظام الأسد في تقرير مراسلنا معاذ الشامي من ريف حلب.
الأسدْ أو نُحرقُ البلد، لم تكنْ هذهِ العِبارةُ مُجردَ كتابة خطها شَبيحَتُهُ على الجدران، بل وعدًا من الأسدِ نفسه، بسحق معارضيه في سوريا.
فبعدَ أن عجزت قبضتُهُ الأمنيةُ عن اسكاتِ أصواتِ الثائرين عليه، وخسارتِهِ أجزاءً واسعةً ضمن تغييرٍ ديموغرافي واضح، بدأ باستجلابِ الميلشياتِ الطائفيةِ في نيسان 2013 حينَ دخل َ حزبُ الله سوريا، معلنًا كما يدعي حَربَهُ المقدسةَ فيها. ليتوالى من بعدِهِ قدومُ الميليشاتِ المساندةِ للنظام من ايرانَ والعراقِ وروسيا، وتكونَ سلطة ُ الأسدِ مجردَ أداةٍ بيدِ الحلفاءْ.. مسلوبةَ القرارْ منقوصةَ السيادة.
تشيرُ المفاوضاتُ الأخيرةُ في سوريا والتي أجراها الثوارُ في الفوعة ومضايا، مع الوفد الإيراني على ارتهانِ القرار السوري المسلوب أصلا من قبل طهران.
باتتْ سوريا اليوم مسلوبةَ القرارِ ومرتهنةً للحلفاء، لا سيما بعدَ أن دخلتْها ميليشياتٌ ومقاتلونَ من جنسياتٍ مختلفة استجلَبَها الاسدُ للدفاعِ عن مناطقِ سيطرته، بعد أن وفرَ لها سُبُلَ التَصرفِ في الجمهورية ِ المغتصبةِ ايرانيًا وروسيا، لتُصبح الأرضُ السوريةُ مرتعا للمُرتزقةِ والميليشياتِ التي تدعي حمايةَ المراقدْ، وتصبحَ سوريا ساحةَ حربٍ دوليةٍ واقليميةْ، لتصفيةِ حساباتِ بين المتصارعين.
ولربما يكون ُ رحيلُ الأسدِ اليومَ بدايةً لإنقاذ ِ ما يُمكن ُ إنقاذهُ في سوريا، لأنَهُ ومنذُ اشتعالِ جَذوةِ الثورة حاولَ إخمادَها بوسائلَ شتى، وإن على حسابِ تقسيمِ أرضِها وإبادةِ شعبِها موالينَ كانوا لهُ.. أم معارضين.