أخبار الآن | حلب – سوريا (يمان الخطيب)
للشهر الكريم عادات اختص بها السوريون، إلا أنه ومنذ إندلاع الثورة السورية، بات شهر رمضان المبارك يحمل مع قدومه هموما أخرى زاد منها القصف المتواصل على مدنهم وقراهم وغلاء الأسعار الناجم عن الحصار، وبالرغم من كل ذلك، يأبى السوريون إلا الإبتهاج بفرحة الشهر الكريم، حتى في حلب، أخطر مدن العالم.
رمضان آخر يحل على الحاجة أم وحيد، الوحيدة بين جدران هذا المنزل، فأولادها لجأوا إلى دول الجوار، بسبب تردي الأوضاع المعيشية.
انتشار ظاهرة عمالة النساء في دمشق بسبب غياب المعيل
أم وحيد تختصر بقصتها حال أهالي مدينة حلب، حجم المأساة والأهوال في المدينة، لن يكون سبباً يمنعها من إعداد الوجبات الرمضانية والاحتفال بغصة بحلول الشهر الفضيل.
وتقول الحاجة أم وحيد " بهجة رمضان حاضرة في هذه السنة، لكن ما ينغص علينا هو كثافة القصف من جهة والغلاء الفاحش في الأسعار من جهة أخرى"، وتضيف أم وحيد " أصريت على تحضير مأكولات رمضان منذ اليوم الأول، وحضرت المأكولات التقليدية مثل "بابا غنوج، المحمرة، فتوش، سامبوسك" فهي زينة موائد رمضان المبارك".
مثلما تحضر أم وحيد المأكولات الخاصة برمضان، لا زالت محال الحلويات أيضاً تقدم أفضل ما لديها من أصناف الحلوى، مع أنها لم تعد تلقَ إقبالاً كالسابق، الغلاء الفاحش بات عائقاً يحول دون تدفق الزبائن إليها.
موسم الكرز الدامي في القلمون.. مخاطر وانتكاسات في ظل الحرب
وفي حديثه لأخبار الآن يقول أبو نجيب " نقدم في محلنا أصنافاً عديدة من الحلويات، لكن نجد صعوبة بالغة في تأمين المواد الأساسية اللازمة لتحضير تلك المأكولات، لا سيما السكر والطحين، شهر رمضان الحالي بات شهراً عادياً مثل باقي الشهور، بسبب ما تشهده مدينة حلب".
بهجة شهر رمضان باتت واضحة في هذا السوق، وربما لن تشعر أنك تسير في أخطر مدن العالم، هنا يرى الجميع أن الاحتفال بحلول الشهر الكريم فرصة لا يمكن تفويتها.
خالد يملك محل لبيع المعجنات في سوق الفردوس الشعبي قال في حديثه لأخبار الآن "نصرّ هنا في هذا السوق على الاستمرار بالعمل ولسنا خائفين من القصف، ورغم تهديدنا بالحصار وإغلاق طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لمدينة حلب، سنحتفل بحلول شهر رمضان المبارك".
احتفال أهالي حلب بحلول الشهر الفضيل، تصحبه الخشية من القصف والموت الذي يلاحقهم من كل جانب، فضلاً عن حصار يهدد مدينة، تجاهل أبناؤها كل ما سبق، في سبيل التمسك بالحياة.