أخبار الآن | معرة النعمان – ريف إدلب – سوريا (معاذ الشامي)
هم أشخاص لهم حياة وأهل وأقارب، تنفطر مشاعرهم إثر فقدهم أو إصابتهم، ذلك هو حال الضحايا السوريين وأهلهم، الذين أصبحوا أقرب إلى ما يشبه الأرقام الصماء في نشرات الأخبار والإحصائيات، بعد نحو خمس سنوات من عمر الثورة السورية التي أشعل وقودها آلافٌ وآلافٌ من الضحايا.
لم يعد عصام يحلم بمنزل تملؤه تلك الابتسامة التي كانت تجعله مفعما بالأمل فاليوم لا منزل ولا أطفال ولا زوجة !
فقد عصام أطفاله الأربعة الذين لم يبلغو من العمر العاشرة، وزوجته في غارة لطائرات النظام على مدينة معرة النعمان، حولت أسرته إلى أشلاء متناثرة بين أنقاض منزله المدمر.
صرخات صاخبة تنبع من قلوب أنهكتها الآلام والنكبات .. تصدح من رحم واقع مرير أتعب البشر والحجر _ مشهد أبي محمد المكلوم الذي فقد طفله الوحيد لم يكن بعيدا عن المشهد المأساوي الذي مر به صديقه عصام في نفس الغارة، التي أرهبت الصائمين قبل ساعات قليلة من موعد افطارهم, لتفتك في منازلهم وتحول اطفالهم البريئة لذكريات يصعب نسيانها.
عشرات القتلى كانت حصيلة يوم دام في ادلب، إثر الغارات التي لم تعرف الرحمة، حتى في شهر رمضان.
اقرأ ايضا: