أخبار الآن | سحم الجولان – درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
في درعا جنوب سوريا أنشأ عدد من الشباب مركزا لرعاية الأطفال الأيتام ممن فقدوا أسرهم إثر قصف نظام الأسد للبلدات المحررة، مركز أمل لرعاية الأيتام يستقبل الأطفال صباحا، ويقدم لهم كافة الوسائل من الدعم النفسي والتعليمي ومن ثم تتم إعادتهم مساءا إلى مساكن اقربائهم.
بعد أن قتلت الطائرات الروسية أسرتهما .. صفا ومروة وجدوا من يحتضنهم.
لم تعلم صفا ومروة حتى الآن لِما حَلَّقتِ الطائِراتُ الروسيةُ فوقَ مَنزلهما في درعا, ولِما انقضَّت بصواريخها لِتَحصدَ أرواحَ أُسرتهِما.
كل ما تعلمانِهِ أن والديهِما قد رحلا إلى غيرِ عَودةٍ, وهما هنا في مدرسةٍ تتعلمانِ الكتابةَ وتلعَبانِ مَعَ الأَطفالِ كأنما شيئا لم يكن.
تَخرُجُ الأُختان التَوأم صَبَاحَ كُلِ يومٍ من منزلِ أقَاربَ لهما إلى هذهِ الدارِ الخاصةِ, لتعودا في المساءِ بعد أن تتلقيا بعض الدروسِ وتُمارسا عدةَ نشاطاتٍ ترفيهيةٍ يُقدِمها ثُلة من الشباب السوري ممن ارتأوا في ذلك وسيلةً لتقديم شيءٍ يخففُ عن ذويهم الجدد تداعياتِ استنجاد الأسد بحلفاءِه والمليشيات.
يقول أبو زياد الحراكي وهو مدير مركز أمل "وقت يلي بيطلعوا من عندنا على المدارس بنضل مهتمين فيهم, والطفل يلي بحاجة لعلاج أو عملية نحنا مستعدين إنو نتكفل بالمصاريف كاملة, بيقدم المركز وجبتين طعام يوميا ,وعندنا أخصائيين للدعم النفسي لإخراج الأطفال من جو الحرب يلي إحنا فيو هون".
دارُ الامل لرعاية الايتام هي واحدةٌ منَ المبادراتِ التي إستَقطَبت ما يقاربُ مئةَ يتيمٍ ممن تتراوح أعمارهم بين ثلاث وستِ سنوات، يتم جلبُهم يوميا من منازلِ أقربائِهم الذين رفضوا التخلي عنهم كما هي عاداتُ البيتِ الحوراني.
أما وسام الناصري وهو أستاذ متطوع في المركز فيتحدث قائلا" نحن في مركز أمل لرعاية الأيتام نقوم على تعليم وتدرس اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات ويتم تقديم حصص في الرياضة والدعم النفسي"
تقدر إحصاءاتُ غير رسميةٍ عددَ الأطفالِ الأيتامِ في سوريا بما يتجاوزُ ثمانَمئة ألف طفلٍ، ومثلُ هذهِ التجارب، في خلقِ أجواءٍ تعليميةٍ وترفيهية للأطفال تسهمُ كثيرًا في إبعادِهم عن الحربِ وآثارَها، إذ تعملُ على تخفيفِ العبءِ النفسي الذي أُجبروا على العيشِ معَهُ في سنٍ صغيرة.