فادي دلوع
أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا (عماد كركص)
اقترب سعر صرف الدولار من 700 ليرة سورية، بعدما كان في حدود المئة ليرة، منذرا بانهيار الليرة السورية، وسط تحذيرات من إستمرار ارتفاع سعر الدولار، في ظل استمرار تهريب رؤوس الأموال السورية إلى الخارج، خاصة من قبل أصحاب الأموال المقربين من الأسد.
إلى أين.. ولماذا تُهرب أموال الشعب السوري، وهل يمكن لنظام الأسد أن يستعيد ولو جزءا من قيمة الليرة السورية.
التفاصيل في تقرير مراسلنا عماد كركص.
أرقام مرعبة وصلت إليها الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، منهارة للمرة الأولى على هذا النحو، لتصل إلى أكثر من ستمئة ليرة سورية.
وإن كان البعض يرى في أسباب الانهيار هو انخفاض احتياطي مصرف سوريا المركزي في البنك الدولي من 20 مليار دولار إلى 700 مليون دولار حسب ما أعلن البنك الدولي بداية العام الحالي، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن أسباب هذا الانهيار يعود إلى تهريب حجم كبير من الأموال، خارج البلاد وخاصة من قبل اصحاب رؤوس الأموال الذين يعدون ضمن الدائرة الضيقة القريبة من الأسد .
يرى تمام بارودي رئيس المنتدي الاقتصادي السوري " أنه وأثناء الثورة خرجت أموال كانت أحجامها قليلة بالنسبة للبعض لكن مجموعها كان كبيراً يقدر من 70 إلى 100 مليار دولار، وهذا رقم كبير " وأضاف : "أما بالنسبة للصرف فالليرة متدهورة ومن المتوقع أن تصل إلى ما فوق 1000 ليرة مقابل الدولار وربما أكثر ".
وتتوجه هنا أصابع الاتهام إلى رامي مخلوف ابن خالة رئيس النظام بشار الأسد، الذي يعد صاحب سابقة خطيرة بتهريبه حوالي 14.5 مليار دولار خارج البلاد عام 2006 وفقا لوثائق مسربه، ويرى مراقبون أنه ربما يكون أضعاف هذا الرقم قد نقل إلى الخارج من قبل مخلوف وغيره من المحسوبين على النظام، منذ اندلاع الثورة السورية.
أما مرشد النايف وهو صحفي اقتصادي فعلق على هذا الموضوع بالقول :" الحلقة الضيقة من رؤوس الأموال وحتى الطبقة الاقتصادية المتوسطة ستنفض عن الأسد كون السوق السورية لم تعد مغرية لأحد للإستثمار فيها، وحتى الناس في المناطق المؤيدة أو الخاضعة لسيطرة النظام، لم تعد قادرة على تحمل الأعباء المالية الناتجة عن انفاض سعر الليرة، لذلك أتوقع انهيار النظام اقتصاديا أمراً محتماً ".
وأضاف : "معظم الأموال التي هرب ولاسيما من السيولات الدولارية، توجهت إلى بيروت ( 17 – 18 ) مليار دولار، ، ومصر وصلها من ( 8 – 10 ) مليارات دولار ".
ويبدو النظام عاجزا عن إعادة حتى جزء من قيمة الليرة السورية، بسبب انعدام الناتج المحلي الذي يعود من خلال صادراته بقطع أجنبي على البلاد، والذي لم يعد بالمقدور تدوير عجلته من جديد، ولا حتى عن طريق حلفائه منهم إيران وروسيا اللتان تعانيان مشاكل اقتصادية، ما يجعل انهيار النظام اقتصاديا أمرا وشيكا .
كل ذلك يجعل كبار الإقتصاديين السوريين يقصدون أسواقاً أخرى للاستثمار وتهريب أموالهم، وفي مقدمتهم الحلقة المقربة من الأسد التي ستتخلى عنه في سبيل الحفاظ على أموالها ومصالحها.
المزيد من الاخبار: