أخبار الآن | الأتارب – ريف حلب – سوريا – (مصطفى جمعة)
تتعرض أرياف حلب الغربية و الجنوبية, لحملة قصف ممنهجة غير مسبوقة, من قبل طائرات النظام وروسيا، وأحياناً بصواريخ "أرض أرض" بعيدة المدى، وذلك بعد إعلان فصائل المعارضة السورية المسلحة، معركة كسر حصار حلب.
وما مدينة الأتارب بريف حلب الغربي, إلا مثالٌ مشابهٌ لكل المناطق التي يطالها القصف, غير أنها من أكثر المناطق المتضررة.
مراسلنا مصطفى جمعة رصد الدمار في هذه المدينة وأعد التقرير التالي.
مشاهد واسعة من الدمار في مدينة الأتارب غربي حلب, التي تفصلها عن نقاط الإشتباك بين فصائل المعارضة المسلحة و النظام, مسافة تقدر بنحو عشرة كيلو مترات.
فالقصف الممنهج و المتواصل للمقاتلات الحربية عليها منذ عشرين يوما, حول سوقها الرئيسي إلى ركام متجمع, تنبعث رائحة الموت من تحته.
يقول خالد عرَّاب وهو شاهد على مجزرة السوق: لقد قصفت الطائرات ليلاً منطقة السوق بثمان و عشرين غارةً, و أُستُشهِد على إثرها أكثر من إثنين و عشرين شخصاً, و جُرِح العشرات, لا تكاد تمضي ليلةٌ إلا و نُقصَف بتسع أو عشر غارات, و الحمد لله, الوضع تراه بعينك.
المدينة التي تعد واحدة من أهم المناطق التجارية في ريف حلب الغربي, تسود شوارعها حالة من الحذر, فكل شيء فيها بات عرضةً لقصف طائرات النظام و روسيا, التي لا تبرح السماء بحثاً عن أهداف, لا تستثنى المقدسات منها.
يقول محمد شاهين المواطن سوري: هذا المسجد كان بداخله أطفال صغار يتعلمون القرآن الكريم, إنصرفوا قبل قصفه بخمس دقائق, لو أن الطيران جاء قبل خمس دقائق لحصلت مجزرة, لكن الله نجاهم, هذا ما حدث, و هنا منطقة صناعية, إنظر لا يوجد أحد فيها, صَوِّر المحال التجارية, الناس جميعها تعيش هنا و تقول يالله, ماذا يوجد بالأتارب حتى يقصفها بهذا الشكل, ما هو سبب قصف الأتارب؟.
و بالتزامن مع تقدم فصائل المعارضة المسلحة على حساب النظام في معارك حلب, يزداد الوضع الإنساني تعقيداً في هذه المدينة و ما حولها, في ظل إستمرار القصف الجوي الذي دفع بالسكان للنزوح, إلى وجهات ليست أحسن حالاً منها.
ما من ذنب أرتكبه قاطنوا هذه المدينة من سكان أصليين و نازحين إليها, سوى أنهم يعيشون في مدينة قريبة من خط المواجهات بريف حلب الجنوبي الغربي, و هذا جدة كافية عند الطائرات النظامية و حليفتها الروسية, بأن تقصفها بعشرات الصواريخ الفراغية و العنقودية, صباحً مساء.
إقرأ أيضاً