أخبار الآن -اسلام اباد – باكستان (حصري)

نحن في أخبار الان توجهنا الى المواطنين في باكستان واستمعنا اليهم حول ما عانوه من جرائم وارهاب بحقهم وبحق جيرانهم من الافغانيين الذين اجمعوا على التشابه بين سياسات القتل والاجرام لطالبان ودمجموعة حقاني وداعش والذين وصفوهم بالارهابيين الذين لا يعرفون شيئا عن الاسلام يقتلون الناسَ بغير حق . وهم يقتلون بهدف جمع المال. وينشرون الخوف والرعب في العالم

 
لو نظرنا إلى الأعمال التي يتبناها داعش وطالبان لرأينا أن الأبرياءَ هم الضحية، وهم يفقدون حياتَهم يوميا، أما المهاجمون فهم يربطون أفعالَهم البشعة بالإسلام، والإسلامُ بريء من مثل هذه الأعمال، الإسلامُ يدعو دائما إلي التعايش والحياة الكريمة، وهو يؤكدُ أن إنقاذَ شخصٍ واحد كإنقاذ البشرية كلِها ، لذلك وجهةُ نظري الشخصية هي أن أولئكَ الناسَ لا علاقَة بالإسلام.
 
كان لي صديقٌ اسمُه عمران وهو من مِنطقة بانو، كان شخصًا يتصفُ بحيويةٍ ونشاط. وكان محترمًا لدى زملائه، اعتاد أن يكونَ في غاية السعادة في كل وقت. أصيب في انفجار تبنتهُ طالبان، نجا من الانفجار بأعجوبة لكنه أصيب بحروق شديدةٍ في جسده، سببتْ له آلامًا نفسيةً، ولا يزالُ يعيشُ في الخوف الذي أصابه.  

اشتباكات عنيفة بأفغانستان بين الشرطة ومقاتلي طالبان

هل يعرفُ الدواعش وعِصاباتُ حقاني عن الإسلام شيئًا؟ وهل حاولوا فهمَه أصلا؟ كلَّ يومٍ يفجرون قنبلةً، ويقتلون الأطفالَ، هل تعتقدُ أن هذا يسمحُ به الإسلام؟ هل يجوزُ قتلُ الأطفال في الإسلام؟ وهو الذي يمنع ضربَ  المرأةِ في المنزل، إنهم لا يمتونَ إلى الإسلام بصلة. داعش وحقاني يتبعون سياساتِ قتلٍ ممنهج . هناك آثارٌ واردةٌ في السنة وهي أنه سيخرجُ في آخر الزمان أناسٌ يشوهون صورةَ المسلمين ، هم أناس لا يعرفون ما هو الإسلامُ الصحيح، أعتقد أن طالبان وداعش وشبكةَ حقاني يتصفون بهذه الصفاتِ هم إرهابيون يقتلون الصغيرَ والكبير، الإسلامُ لا يسمحُ بقتل الأطفال والنساءِ، أما الإرهابيون فهم يقتلون الناسَ بغير الحقِّ .

أعمالُهم البشعةُ أضَرَّت بنا  نفسيًا، أطفالُنا الصغارُ يخافون من الذهاب إلى المدرسة، وعندما نخرجُ للعمل لا نعلم ما سوفُ يحدث في الطريق، هل سنعودُ آمنين وهل سنبقى على قيد الحياة، أمهاتُنا وأخواتُنا يعيشون بقلق حتى نعودَ إلىي المنزل. يجبُ أن يتصدى قادتُنا لهذا الأمرَ بجدية، ويفعلوا شيئًا لطرد أعداءِ الإسلام من باكستان.

نرى في الإسلام أن قتلَ الناس بغير الحق جريمةٌ لا تغتفر، أما طالبان وداعش فإن حياةَ البشر أرخصُ ما لديهم، على سبيل المثال، قتلوا مئةً وواحدًا وأربعين طفلًا في مدرسة في بيشاور، أيُّ عقلٍ وأيُّ دينٍ يسمحُ ذلك؟

 الشيءُ الوحيدُ الذي يدفع داعشَ، وشبكةَ حقاني وطالبان إلى قتل الناس هو المال. إنهم يحملون السلاحَ للحصول على أكثر مبلغ ممكن من الأموال، والشيءُ الثاني هو نشرُ الخوفِ والرعبِ في العالم. أما لو نظرنا  في الأعمالِ الأخيرة لتلك الجماعاتِ الإرهابية فإننا نرى أنهم يهاجمون الأهدافَ الضعيفةَ والسهلةَ من الأبرياء كالأطفال والفتياتِ والنساء والأقلياتِ التي تسكنُ في البلدان التي يعملون فيها ولا يستطيعون مجابهةَ أيِّ قوةٍ عسكرية.

امعان داعش "خراسان" بالاجرام فتت التنظيم ودفع به الى الانهيار

خاض الجيشُ الباكستانيُ على مدى السنوات الثلاثِ أو الأربعِ الأخيرة معاركَ مختلفةً معَ الإرهابيين، وخلصَ باكستان من تسعين في المئة من البؤر الإرهابية، لكنَّ بعضَ هذه البؤر لا تزالُ نشطةً في المناطق البعيدة، بعد أن فر أكثرُ الإرهابيين من تلك المناطق..

أتذكرُ آخرَ انفجارٍ وقع قربَ ميلودي في إسلام أباد حيث قُتل كثيرٌ من قوة حرسِ الحدود وكان بين الضحايا بعض أصدقاء طفولتي.  كما أن هناك انفجارًا آخرَ وقع في وسَط إسلامَ أباد قبل بضع سنواتٍ، فقدتُ كثيرًا من رفقائي وكان معظمُهم من الباعة المتجولين وعامةِ الناس.