أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)
يحمل كل شخص في سره أحلاماً كبيرة، وأهدافاً يسعى خلال مسيرة حياته إلى تحقيقها، مهما كانت التحديات والعوائق، في قصتنا التالية اختار الشاب السوري محمد طالب زمزم وزوجه فاطمة الشيخ علي، أن يكون الأمل الدافع لهما نحو العلم والتفوق. نتابع قصتهما.
يؤكد الطالب السوري محمد طالب زمزم أنه اختار العلم طريقاً له في الحياة، ويأمل أن يتابع في المجال الأكاديمي والعمل في مجال الأبحاث والتطوير، حتى يكون مساهماً في إنشاء أبحاث علمية تثري المحتوى العربي العلمي، ويشير زمزم أن أكبر مثال حي على الأمل هي زوجته فاطمة الشيخ علي، التي انقطعت عن الحياة والدراسة لمدة عامين ونصف بسبب وفاة والدها، ولكنها استطاعت تحقيق طموحها بالأمل والجهد والعمل.
وتقول فاطمة، وهي من محافظة إدلب، أن تفوقها في الشهادة الإعدادية وحصولها على معدل يزيد عن 98% ، أهلها لتدخل المركز الوطني للمتميزين بعد اجتياز ثلاثة اختبارات متعلقة بالذكاء والمعلومات العامة والشخصية، لتكون من ضمن 75 طالباً من بين آلاف الطلاب المتقدمين على المركز، وتابعت: "بدأت عامي الأول في المركز، في الصف العاشر ضمن بيئة مثالية وبإشراف خبراء ومختصين عرب وأجانب، ولكن لم أكمل عامي الأول، بسبب استشهاد والدي الذي عطل الحياة بشكل كامل بالنسبة لي".
وأضافت: "بريق الأمل جاء مع زيارة محمد ووالده الغير متوقعة، الذي أقنع والدتي بالخروج إلى تركيا"، موضحة أنها التحقت بالدراسة في مدرسة المخيم بالفصل الثاني في الصف الثالث الثانوي، وتابعت: "لم تخل الحياة في المخيم من المعاناة وخاصة مرحلة ما قبل الدخول إليه، وصلت متأخرة لمدرسة المخيم، فقد كان الفصل الثاني على وشك البدء وأنا لم أدرس منذ سنتين ونصف، إلى جانب أنني لم أدرس منهاج الحادي عشر، ومنهاج العاشر الذي تلقيته كان بمنهاج مختلف عن المناهج العادية، رغم ذلك فقد حققت المرتبة الأولى على المخيم بمعدل 96%".
وفي ذات السياق، يشير محمد إلى أن الظروف الصعبة التي عاشها في إحدى الفترات لم تدفعه نحو اليأس ولكنه اختار الأمل لوضوح الهدف أمامه، يقول: "كنت في مخيم، تحت الصفر، رغم أنه كانت لدي مكانة علمية في سوريا سابقاً، ولكن بسبب الأمل تعلمت اللغة التركية لوحدي، والكتاب لم يتوفر لدي درسته ورقياً من الصور المصورة بالهاتف، ودرست امتحان القبول الجامعي Yös بدون أستاذ أو معهد، خلال مدة قياسية، وكانت النتيجة أن كنت أول سوري يحصل على 100% في جامعة مرمرة 2013، من بين 3000 طالب"، لافتاً إلى أن هذه النتيجة مهدت له دخول فرع الطب البشري باللغة الانكليزية في جامعة مرمرة بقبول صالح لعامين ولكنه رفض واختار حلمه في دراسة هندسة الميكاترونيكس باللغة الانكليزية في أفضل جامعة حكومية في تركيا تدرسه وهي جامعة "يلدز التقنية".
من جانبها، تشير فاطمة أنها قدمت إلى اسطنبول لمتابعة دراستها، بمساعدة زوجها محمد زمزم، وحصلت على 100% في امتحان جامعة اسطنبول الذي خولها لدخول فرع الطب البشري في الجامعة وتصبح أول طالبة سورية مستجدة في أول دفعة سوريين تدخل الطب البشري في إحدى أعرق الجامعات التركية.. وأضافت: "هدفي في الحياة أن أكون إنسانة فاعلة ومؤثرة وطريقي لتحقيق هذا الهدف هو دراسة الطب البشري، وتحديداً في مجال الأبحاث".
وعلى الصعيد الاجتماعي، أوضح محمد أنه أسس مع زوجته وثلاثة من أصدقائهم مشروع علمي شبابي مستقل، تحت عنوان "الملتقى العلمي في تركيا" في عام 2014، وهو مشروع موجه للطلاب الناطقين باللغة العربية في كل الجامعات من أجل تحسين مستواهم وأدائهم وأن يكونوا منتجين علمياً بعد التخرج، والمشروع مستمر حتى الآن بعشرات النشاطات سواء المخصصة لأعضائه أو الموجهة للعامة، ويضم فريق العمل اليوم نحو 80 طالباً.
ومن أبرز نشاطات الملتقى كما يوضح محمد مشروع السيمنار العلمي الذي قدمت فكرته زوجته فاطمة، وضم فريق العمل 54 شخصاً وكان محمد المحاضر في هذا السيمنار الذي حضره نحو 650 شخصاً، وعن أهداف السينمار تقول فاطمة: "المشروع يهدف إلى تقوية الطلاب ودعمهم، وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم انتاجهم العلمي أمام جمهور واسع لتحقيق أهدافهم".
ويشير محمد زمزم إلى أنه حالياً في فصل التخرج، وبسبب تفوقه خلال السنوات الماضية وكونه الأول على الجامعة بمعدل تقريبي 98%، اختير ليكون ممثلاً لفئة الطلاب السوريين في القمة الانسانية العالمية التي أقامتها الأمم المتحدة في اسطنبول مايو الماضي، إلى جانب دعوته من قبل منصة "ديت" ليكون أول محاضر لها بعنوان "تجارب شبابية ناجحة"، وحالياً هو عضو في المشروع كما يشير.
ويوضح محمد أن الأمل سيلازمه دائماً، ويقول: "النظرية والتجربة أثبتت أن الأمل مع الإرادة قادر أن يوصلني إلى هدفي، أطمح بالاستمرار في المجال الأكاديمي ولدي خطط أكبر للمستقبل البعيد"، من جانبها تضيف فاطمة: "الأمل هو وقود الإنسان، الذي لا يمكن أن يستمر دون وجود الأمل، وهذا الأمر طبيعي، ولكن في حالة السوريين اليوم نحتاج أن يكون الأمل مضاعفاً، بسبب ما نعانيه وما نشاهده، لذلك الحاجة عندنا مضاعفة وبالتالي لابد أن يكون الأمل عندنا أكبر".
أخبار سوريا:
بترت قدمي وأُعدم أبنائي ولا زلت أبحث عن طرف إصطناعي لأمشي مجددا
حرق الأطفال.. انتهاك جديد في سجل نظام الأسد
غارات للنظام وروسيا توقع قتلى بحلب وإدلب