أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)
تسعى الشابة السورية شذى عرعار، إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال، من خلال تحويلها رسوم هؤلاء الأطفال إلى لوحاتٍ ودمى، مؤكدةً أن هذا الجانب مهم جداً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه.. نتابع قصتها.
تسعى الشابة السورية شذى عرعار إلى إضافة البسمة إلى وجوه الأطفال، من خلال ما تصنعه من دمى مليئة بالحب والتفاؤل.. شذى السورية المقيمة في اسطنبول منذ عام ونصف، تخرجت من معهد الفنون التطبيقية في دمشق، وتعمل حالياً مدَّرِسة فنون في إحدى المدارس بإسطنبول، وتؤكد أن دراستها وتخصصها كان في قسم الخزف، والرسم، ولكن العمل في الصوف، كان مجرد هواية تطور مع الأيام.
وأشارت عرعار أن فكرة الألعاب والدمى شاهدتها أولاً في الانترنت، وتابعت: "أحببت الفكرة، وبدأت أبحث عن كيفية عمل هذه الدمى حتى تعلمت، وبدأت بتطوير مهارتي شيئاً فشيئاً"، لافتة إلى أنها تتقدم كل يوم خطوة في هذا المجال.. وفي كل دمية أضافت شذى لاصقةً لتدل على هويتها، وتثبت ملكيتها للدمية، وحتى يكون عملها متقن كما تشير وتبقى بصمتها في أي مكان تذهب إليه الدمية.
وأشارت شذى أن ألعابها تجد قابلية كبيرة لدى الاطفال، نتيجةً للأشكال والألوان التي تختارها، وأضافت: "الألعاب ليست مخصصة للأطفال، هناك أشخاص كبار ينجذبون بشكل كبير إلى هذه الدمى"، وهي تختار الألوان المفعمة بالحياة التي تجذب نظر الطفل، والكبار على حد السواء، منوهة أنها لا تحب الألوان القاتمة.
فنانة مؤثرات خاصة عراقية تكتسب شعبية على الإنترنت
وتوضح شذى أنها تسعى من خلال أعمالها الفنية إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال تحويل رسوماتهم إلى لوحات مشغولة أو دمى، مؤكدةً أن هذا الجانب مهم جداً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه. وقالت: "دائماً نحبط الأطفال ونخبرهم أن رسمهم ليس جيداً، ولكن عندما يرى الطفل أن الشجرة التي رسمها أصبحت دمية، سوف يثق بنفسه أولاً، وبالتالي أعمالي الفنية تصبح أعمالاً إنسانية تخدم قضية وهي تحسين نفسية الأطفال".
وتحتاج كل دمية من الدمى التي تصنعها شذى إلى أوقات تختلف باختلاف تفاصيل كل دمية، وتشير شذى إلى أنها تصمم أيضاً أشكالاً تعليمية للأطفال دون سن السادسة، تتضمن على أشكال الأحرف الأبجدية وكل حرف بأشكاله الأربعة يقابله تصميم شيء معين بطريقة الأحجية.
إبداع أطفال اللاجئين يطبع على قمصان تباع في الأردن
وعن التحديات، التي يمكن أن تواجه أي مشروع، قالت شذى أن التحديات بالنسبة لها غير موجودة لأنها لا تعرف معنى اليأس وتبذل جهوداً مضاعفة للوصول إلى هدفها، وتابعت: "ربما كان عائق اللغة التحدي الأكبر بالنسبة لي، ولكن مع الأيام وبمساعدة أخي استطعت تجاوز هذا العائق".
وخلال تواجدها في اسطنبول، أشارت شذى إلى أن إحدى منظمات دعم الأطفال نفسياً تواصلت معها وذلك للمشاركة قريباً في عمل سيدعم الأطفال ويعزز الأمل لديهم. وفي سياق آخر، أوضحت شذى أنها شاركت في معارض عدة بألعابها، من بينها مهرجان شكراً تركيا، وبيهانس اسطنبول والذي حصلت من خلاله على جائزة تقديراً لأعمالها، وتتمنى شذى للمستقبل أن تساعد في رسم البسمة على وجوه أطفال بشكل أكبر، وأن يكون عملها بصمةً يعطي لمحة عن السوريين وما يمتلكونه من إبداع وأمل.