أخبار الآن | باريس – فرنسا (هاني الملاذي)
يواصل ناشطون سوريون ومتضامنون فرنسيون اعتصاماتهم في ساحة الجمهورية وسط العاصمة باريس، ساعين عبر هتافاتهم باللغات الأجنبية إلى لفت نظر الشارع الغربي إلى خطورة سياسة التهجير القسري التي يمارسها نظام الأسد بحق سكان البلدات المعارضة له، بعد تدميرها ومحاصرة سكانها. ومنتقدين السياستين الروسية والإيرانية الداعمة. ومطالبين عواصم القرار الغربي بالتحرك لنجدة السوريين من مخاطر سياسة التهجير الديموغرافي المتعمّدة.
وأفادت رنا الجندي إحدى منظمات الاعتصامات السورية في باريس إن حملة لا للتهجير القسري هي حملة عالمية أطلقها ناشطون من مختلف الدول، وقالت إن التهجير القسري في سوريا هو تهجير طائفي ينصب على المناطق الثائرة داخل سوريا. وقد دعينا إلى الاعتصامات أيضاً الفرنسيين المتعاطفين معنا.
وكشفت الجندي أن الهتافات هي باللغة الفرنسية للفت نظر الشارع الفرنسي حول الجرائم التي يرتكبها بوتين والأسد وإيران، والفرنسيون ينشدون إليها فيتواصلون معنا للاستفسار عما يحدث داخل سوريا وأفعال النظام السوري وداعش وروسيا وإيران وكل صنوف الإرهاب التي تحدث داخل سوريا.
وحسب الحملة فإن المحاصرين بحاجة إلى أدنى مقومات الحياة في مناطق الحصار. وإن الظروف السيئة التي تشهدها المناطق المحاصرة، من "انتشار الأوبئة بسبب فقدان الدواء، وتعرض الجميع لأمراض بسبب الجوع وسوء التغذية وفقدان الأدوية ودمار العيادات والمشافي والتلوث البيئي جراء القصف بأسلحة كيمائية، ومن أشهرها الكلور، ومن أخطر ما تعانيه مناطق الحصار توقف التعليم، ما سيجعل جيلا قادما حرم من التعلم أميا في القرن الحادي والعشرين"، بحسب الحملة.
ودعا الناشطون السوريون في الخارج بشكل خاص، إلى "القيام بتظاهرات واعتصامات ووضع خطط إعلامية للتواصل مع شعوب العالم، وفضح ممارسات النظام والضغط على المنظمات الدولية وتجمعات المجتمعات المدنية، لدفع الحكومات إلى العمل على إيقاف هذه الجرائم".
وحسب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات د.رياض نعسان آغا فإن "النظام السوري يعمل على تهجير السكان الأصليين للمدن والقرى التي يحاصرها ويقصفها ويهدم منازلها ويقتل أهلها منذ نحو خمس سنوات حتى تضطر أن تخضع وتذعن لما يسميه المصالحات، كما حدث مؤخراً في داريا، وكما يحدث في المعضمية وحي الوعر الحمصي، وقد جرت عملية التهجير سابقاً في حمص وفي الزبداني وفي العديد من المناطق السورية التي تعرضت لحصار شديد شاركت فيه قوى الاحتلال الإيراني وميليشيات طائفية لبنانية وعراقية وأفغانية. …… واليوم يفسر أكثر السوريين ما يحدث بأنه خطة للنظام تهدف إلى طرد سكان المناطق المحيطة بدمشق ليحل محلهم مستوطنون شيعة يأتون من إيران والعراق وأفغانستان ليتملكوا أراضي وبيوتاً وممتلكات ليست لهم، على غرار ما فعلته إسرائيل حين هجرت السكان الأصليين من الفلسطينيين".
مضيفاً بأن "الهجرة الأكبر التي تشكل عمق المأساة السورية هي هجرة ما قد يزيد على اثني عشر مليون سوري، أكثرهم من أهل السنة الذين سيصبحون أقلية في سوريا إذا استمر هذا النزوح. أما عمق المأساة فهو هجرة الكفاءات العلمية والتقنية والصناعية وفراغ سوريا من طاقاتها الأكاديمية ومن علمائها وأطبائها ومهندسيها من مختلف الشرائح والأديان والمذاهب، وقد هُجّروا رغماً عنهم خوفاً من الاعتقالات العشوائية ومن براميل الموت الجماعي".
إقرأ أيضاً
نيوزيلندا تسعى لإنهاء جمود الموقف بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي
روسيا تقول إن سفارتها في دمشق استهدفت في هجوم بقذائف مورتر ولا إصابات