أخبار الآن | بابل – العراق – (أحمد الحسناوي)
دفعت الإنتهاكات التي مارسها داعش على الأهالي في المناطق الخاضعة لإحتلاله، إلى الهروب بحثا عن الأمان، وبعيدا عن سطوة مسلحي التنظيم. أبو محمد أحد أهالي الموصل الذين قرروا النجاة بحياتهم عقب اعتقاله وتعذبيه بسبب انخراط اخوته ضمن القوات العراقية، فلحق بزوجته وأطفاله الذين سبقوه إلى محافظة بابل حيث التقاه مراسلنا أحمد الحسناوي. نتابع قصة أبو محمد الذي فضل إخفاء هويته خوفا على أقاربه الذين لم يتمكنوا من الهرب من الموصل.
في تقريرٍ سابق إنفردت أخبار الأن في عرضه بشأن أم محمد الموصلية النازحة من مدينة الموصل والمعيلة لإسرتها من خلال ماكنة الخياطة، أم محمد تحدثت في وقتها عن معاناتها حال دخول داعش للموصل وكيف تم قتل زوجها كما أشيع الخبر لها، لكن المفاجأة بالنسبة لها قد حصلت وهي رجوع زوجها أبو محمد الذي وقع أسيرا لدى تنظيم داعش لشهور عديدة ومن هنا تبدأ الحكاية.
إعتاد التنظيم المتطرف على إجراء عمليات التحقيق والإستجواب مع معارضيه داخل المحكمة الشرعية كما تسمى، والتي تتأخذ من الإعتبارات المذهبية والعرقية منهجية لها، وهذا ما حدث بالفعل لأبي محمد الذي نقل بصدق وألم ما تعرض إليه من تعذيب وترويع وتنكيل وإضطهاد نفسي مرير.
خمسة أشهر مليئة بالمعاناة الشديدة قضاها أبو محمد في ظل المصير المجهول له، لكن الأقدار شاءت أن يفرج عنه، إذ حصل على كتاب إفراجه من المحكمة الشرعية بتوقيع الوالي كما يسمى، تلك الوثيقة كانت متنفسا لأبي محمد في حركته وتحركه داخل الموصل ومن ثم هروبه منها في رحلة شاقة وقاسية.
أشهر عديدة عاشها أبو محمد في معتقلات تنظيم داعش، تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب والتنكيل ومشاهد القتل لعشرات من كانوا معه، ذكريات أليمة ممزوجة برائحة الموت ما زالت عالقة في ذهنه، حتى وإن عاد الى أحضان عائلته من جديد.
إقرأ أيضاً
داعش يقتل 30 شخصا بينهم أطفال في ولاية غور الأفغانية