أخبار الأن | سنجار – العراق ( خاص )

بعد أن إحتل تنظيم داعش المناطق المجاورة لنا لم يكن لدينا أي سبيل للخروج أو الهرب، بقينا محاصرين خمسة عشر يوما تقريباً كان وجهاء القرية يجرون إجتماعات ومشاورات لتأمين المدنيين وحمايتهم، لكن كل ذلك باء بالفشل عندما وصل تنظيم داعش قام بطردنا من منازلنا وقتل رجالنا وأسر النساء، حدثت مشادة كلامية بين رجال معنا والأمير الداعشي أبو حمزة الخاتوني، تم وضعنا في مدرسة وفرقوا النساء عن الأطفال وعن الرجال.

تروي الناجية سهام رشيد ذات الاربعة عشر ربيعا، صورا مروعة قد راتها وشاهدة تفاصيل اعدام ذويها واقاربها في مجزرة كوجو.

وتقول: في بداية الامر سقطت القرى التي تحيطنا حتى قبل وصول داعش لنا من خلال الخلايا النائمة لداعش في القرى العربية المحيطة لنا، لذا بقينا محاطين من كل الجهات ولم يكن امامنا سبيل للخروج، خلال هذه الفترة بقينا محاصرين مدة خمسة عشرة يوما والخوف والقلق يخيمان على اجواء القرية المشحونة اجتماعات واتصالات ومشاورات يجريها مختار القرية ووجهائها مع جيراننا من العرب حول مصيرنا، قالوا لنا لا تخرجوا وليس لداعش مشكلة معكم بل جاءا داعش لمحاربة الحكومة وتغير النظام، ابقوا في بيوتكم ولا تتحركوا من اماكنهم، واثقوا الناس بيهم وبكلامهم.

وذات يوم جاءوا الى القرية وقاموا بإخراج الناس بالقوة من بيوتها وتم تجميعنا في مدرسة القرية، وطلبوا من النساء والشابات والاطفال الصعود الى الطابق الاعلى للمدرسة، وابقوا الرجال في الطابق الاسفل بعد اخذ اسلحتهم وموبايلاتهم ونقودهم، وحدثت مشادات كلامية بين رجالنا وبين الامير الداعشي ابو حمزة الخاتوني الذي طالبنا بإشهار اسلامنا او يكون مصيرنا القتل، لم نقبل بكلامه هذا بتاتا ورفضنا طلبه واعاد طلبه عدة مرات الا انه رفض، ومن ثم طلبوا من النساء والبنات النزول وتم اخذ الموبايلات والذهب والنقود منهن، وتم فرز البنات الباكرات عن النساء الاطفال في الحديقة، وتم اخذ الرجال الى منطقة تسمى (الصولاغ) وكنا نسمع اصوات اطلاقات نارية لم نكن نعلم سببها، ومن ثم جاءوا لأخذ الفتيات من اعمار (6 – 11) سنة مرة اخرى وكانوا بالقوة والاكراه والضرب يأخذونهم من امهاتهم، هربت واختبت عند امي، وبقينا للمساء ومن ثم جلبوا باصات واخذونا وفي الطريق رأيت الجثث اقاربي وابناء قريتي وهم مرميون على الشوارع وفي الطرقات او كانوا مجموعات تم اعدامهم بشكل جماعي، وهنا بكى وصرخ الجميع وخيم الحزن علينا، وتم اخذنا الى جهة مجهولة لم نكن نعلم الى اين نحن ذاهبون؟، وتم اخذ الفتيات الصغيرات الى الموصل ، ونحن اخذونا الى تلعفر وفي الساعة (11) صباحا نقلونا الى الموصل ايضا، جاؤوا الدواعش ليشترونا فكانوا يرفضون ويقولون بان لديهم اطفال لا يمكن ان نشتريهم، خلال هذه المدة لم يعطونا لا الاكل ولا اي شيء سوى الماء الحار، وكانت تفوح من الدواعش روائح كريهة وكانت النساء تبكي وترثي حالها وحال اطفالهم وما وصل بيهم الحال نتيجة المعاملة السيئة ولا انسانية من قبل الدواعش لهن ولأطفالهن.

لم يكن لدينا معلومات عن باقي افراد عوائلنا، وذات مرة كانت احدى الفتيات الصغيرات لديها موبايل اتصلت على رقم ابي لم يرد بكيت وحزنت كثيرا وقلت بانه ايضا لابد وانه قد اعدام مع رجال القرية، خلال فترة مكوثنا في المدرسة كانوا يضربوننا ويعملوننا بقسوة ويسخرون منا ومن ديننا ، ومن ثم اخذونا مرة اخرى الى تلعفر وكنا حوالي (47) فتات الى بيت فارغ وكنا بدون اي شيء لا طعام ولا ماء ولا منام، وذات يوم جاؤوا الساعة (12) ليلا لأخذ الفتيات وتم اختيار البعض واخذوهم معهم. وفي احد الايام جاؤوا ابو خليفة وابو علي المسؤولين عن بيع وشراء الفتيات وقفوا امامي وقالوا لي ولفتات اخرى حضروا انفسكن غدا سوف نأتي لأخذكم، وفي صباح اليوم التالي جاؤوا وحاولوا اخذنا بالقوة الا انا وتلك الفتات بقينا متمسكين ببعضنا ولم نذهب معهم ضربوا بقوة وسحبونا من شعرنا وغلطوا علينا، واستطاعوا تفريقنا وتم اغتصابنا وتركنا، وبعدها اخذونا الى الموصل واخذوا يسالوننا اسئلة كثيرة وفي الطريق تم انزالنا من السيارة واغتصبونا ايضا وضربونا بحيث غطت الدماء وجهي وتورم جسدي واحمر من الضرب.

واخذونا الى مقر كبير للدواعش كانت هناك فتيات اخريات من قريتي. طلبوا اختيار احد الدواعش لأخذنا معه رفضنا ولم نختار تم اخذنا الى بيت في اطراف الموصل لمزرعة وبعدها عرفت بان الرجل اشتراني بمبلغ (2500) $ وبقيت لدي سبعة ايام وذات مرة سرقت موبايل احد افراد العائلة وارسلت رسالة الى رقم ابن عمي لعلى اتلقى اجابة وفعلا اتصل بي وقلت له عن مكان تواجدي، وبعدها تم بيعي الى عدة اشخاص واحدهم باعني الى عائلتي واخذني الى اطراف كركوك واطلق سراحي، ومازال (17) فرد من عائلتي مفقودين لديهم وليس لدي اي معلومات عنهم.

إقرأ أيضاً: 
ترامب يرفض الكشف عن خططه للقضاء على داعش

إشتباكات عنيفة بين القوات العراقية وداعش في حي القادسية في الموصل