أخبار الآن | الموصل – العراق (حسام الأحبابي)
بعد الأزمات المالية المتلاحقة التي تعرض إليها داعش في الموصل على خلفية خسارته مواقع نفطية مهمة ومخازن ضمت ملايين قبيل إشتداد المعارك داخل معقله بهذه المدينة، قام داعش برفع مستوى الجبايات القسرية التي فرضها على الموصليين بذرائع مختلفة مثل جمع ضرائب على ملكية المنازل فضلا عن الإستحواذ على إيجارات مبان سكنية وتوزيعها بين قادة التنظيم.
أموال طائلة جمعها داعش من سرقته أهالي الموصل ومصادرةِ أملاكهم بينها أموالُ ضرائبٍ مفروضة قسراً على الموصليين، لكن في حقيقة الأمر هي غنائمُ قام قادةُ التنظيم بإقتسام معظمِها، بينما وزعوا الأموالَ الأخرى كرواتب على مسلحين أجانب تجنباً لهروبهم من الموصل, إلا أن مصادر إستخبارية عراقية أكدت "لأخبار الآن" ان الأمر تعدى ذلك ليشمل تهريبَ أموال كبيرة الى وجهات مجهولة خارج العراق.
الوثيقة الأولى تكشف أن داعش قام بجمع أموال ممن يسميهم "الرعية"، وهو يقصد المواطنين الذين يسكنون مباني إستحوذ عليها عدد من قادةِ التنظيم وأخذوا يجمعون الإيجارات من مواطني هذه البنايات بدلاً من أصحابها الأصليين بسبب رفضهم تمويل داعش , مستثنياً ذوي قتلاه والمنتمين إليه من هذه الضرائب.
وتشير الوثيقة وهي عبارة عن خطاب بين ما يسمى بديوان "الجند" وديوان "العقارات والخراج" التابعين لداعش تشير الى نسب مئوية تخص عملية توزيع كامل أموال الإيجارات بين دواوين التنظيم , لكن الحقيقة فإنها تذهب الى جيب أمير كل ديوان وهو ما يفند إدعاءات داعش بإستخدامها في توفير الخدمات للناس.
أما الوثيقة الثانية فتتضمن تحذير داعش قادته ومسلحيه من التصرف بالأموال دون الرجوع لما يسمى بديوان "الغنائم والفيء" , وهو أمرٌ يؤكد المعلومات الواردة "لأخبار الآن" من داخل الموصل التي أفادت بأن داعش يعاني من تهريب وسرقةٍ لأموال دواوينه مع تقدم القوات العراقية داخل الموصل , وكانت آخر حادثة عندما تمكن مسؤولٌ بما يسمى ديوان الحسبة ويلقب "بأبي معتز الجزراوي" من الهرب مع مسؤولة تجنيد المقاتلات الأجنبيات وبحوزتهما أموالٌ تـُقدر بملايين الدولارات.
الوثيقة المهمة الأخرى التي حصلت عليها "أخبارُ الآن" تؤكد أن داعش يعاني أزمةً ماليةً حادة , هذه الوثيقة عبارةٌ عن خطاب رسمي يوعز فيها داعش لما يسمى بديوان الجند بإيقاف صرف مبالغ الإيجارات لمسلحي داعش الذين إستأجروا منازل من الناس أو ممن يسميهم "بالرعية".
داعش إدعى باستقطاعه قسراً مبالغَ طائلة من الموصليين عبر دواوينه المنتشرة في المدينة أنه يخصصها لما يسميه بناء دولة الخلافة المزعومة وتوفير الخدمات للأهالي , إلا أن سكانَ الموصل أكدوا مراراً أن الضرائب التي دفعوها بشكل قسري كانت لقاء خدمات الكهرباء والإتصالات الأرضية وأعمال النظافة التي لم يلمسونها من داعش مطلقاً.