أخبار الآن |​ اسطنبول – تركيا (عمر الفاروق)

طرق الإعلامي السوري عبد المعين عبد المجيد، باب الفن بعد أن اعتزل الشاشة الصغيرة، وتقديم برنامجه الجماهيري "التلفزيون والناس"، ليقدم معرضه الأخير في مكتبة صفحات في اسطنبول، تحت عنوان "ألف لوحة وكارد فيزيت"، مؤكداً أن هذه اللوحات رسائلُ بصرية ونتاجٌ ينعكس على الحالة السورية التي يعيشها أي مواطن.

يؤكد الإعلامي السوري عبد المعين عبد المجيد، أن فكرة دخوله إلى مجال الفن التشكيلي بدأت منذ نحو خمس سنوات، بعد أن تقاعد وخفت أضواء برنامجه "التلفزيون والناس"، الذي بثت أولى حلقاته عام 1987 واستمر 23 عاماً، مؤكداً أنه لم يدرس الفن بطريقة أكاديمية، وتابع: "هذه المرة الأولى التي أرسم، بعد التقاعد كنت أفكر في أمر لا يحتاج إلى مواصلات ومجاملات، فبدأت بعمل بعض الأعمال اليدوية، واستخدام الألوان، وعندما كان يزورني الناس كانوا يشجعوني على متابعة ما بدأت به".. ونوه عبد المجيد إلى أن أحد الأشخاص من حمص أهداه قبل 25 عاماً نحو 1500 كرت فيزيت ولكنه لم يستعملهم، وأضاف: "بدأت أرسم على خلفية هذه الكروت، عوضاً عن رميها ومن باب تدوير الورق والحفاظ على البيئة أيضاً". 

وأوضح عبد المجيد أن اللوحات التي ضمها معرضه هي انعكاس على المشهد السوري بكل تجلياته، وقال: "لا يمكن أن تعتبر أن كل لوحة فكرة، يمكن أن يكون هناك عدة لوحات في نفس الإطار، ولكن منذ أن بدأت الرسم في عام 2012، كنت أرسم ما تختزنه الذاكرة من مشاهد مؤلمة، فجاءت اللوحات تعبر عن الحرب والمجاعة والكيماوي، والقصف والشحوب الموجود على وجوه الأشخاص، وهذه الحالة بالتأكيد ليست ممتعة ولكنه نوع من أنواع التفريغ العاطفي". 

ويؤكد عبد المعين أنه لا يستخدم أدوات الرسم الاعتيادية من الريشة والأقلام، وأضاف: "أدواتي من البيئة التي أعيش فيها، عندي على طاولتي دائماً أغطية أقلام، سكين، خشبة مكسورة، وأشياء أقوم بصقلها لتعطيني شكلاً معيناً"، منوهاً إلى أنه كان يعتزم أن يوثق كل لوحة بالأداة التي رسمها ولكن الوقت لم يسعفه. 

يمتلك عبد المعين خبرة طويلة في المجال الإعلامي بدأها في عام 1977، وتنوعت هذه المسيرة بين الإعداد والتحرير إلى إخراج البرامج التلفزيونية، إلى جانب أنه معد ومقدم لبرنامج "التلفزيون والناس" الذي استمر في الظهور لمدة 23 عاماً، وحصل خلال مسيرته المهنية على عدة جوائز عربية من بينها جائزة أفضل برنامج كوميدي في مهرجان القاهرة الدولي عن برنامج "منكم وإليكم والسلام عليكم" عام 1993.

اقرأ ايضا:

محمد فداء.. تخرج من الجامعة فوجد بندقية الثورة أمامه

معاناة أهالي المرج بريف دمشق.. النزوح داخل الحصار

غازية .. قصة معتقلة تكشف المعاناة والألم داخل سجون نظام الأسد