أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جنان موسى)
داعش يطور سيارات مفخخة والغاما يمكن التحكم بها عن بعد وفق ملف مسرب
أحمل هنا بين يدي المِلفَ الذي تمكنت قناةُ الآن من العثور عليه في مقر سابقٍ لداعش في مدينة مَنبِج السورية. الكلماتُ الرئيسةُ التي لفتت نظري هي تلك التي تدلُ على تطوير داعش سياراتٍ وألغامًا ومركباتٍ مفخخخةً يمكنُ التحكمُ بها من بعد. المِلفُ أُعِدَّ في قسم البحوث والتطويرِ الخاص بداعش في ما تُعرفُ ب "ولاية حلب".
الوثيقةُ تشرحُ بالتفصيل ما تمكن داعش من تطويره وإعدادِه، تسعَ عشْرةَ محاولةَ تطويرٍ وهي التي يمكنُ أن تساعدَ التنظيمَ في معاركِه الميدانية وأعمالِه الإرهابية. تحوي الوثيقةُ أيضًا على قائمة بثمانية أهدافٍ يسعى داعش إلى بلوغها وتطويرِها في مختبراتِه مستقبلا.
الفقرة الأولى في الوثيقة تتحدثُ عن أهم ما طوَّره قسمُ البحوثِ والتطويرِ وهو السياراتُ المفخخةُ الذي يمكنُ التحكمُ بها من بعد.
– التحكمُ بسيارة (أتوماتيك)من بعد وقيادتُها حتى وصولِها إلى الهدف ثم إعطاءُ أمرِ التفجير.
– تصلُ المسافةُ حتى ثلاثة كيلو متراتٍ وأكثرَ وذلك يعودُ إلى طبيعة التضاريس التي تسيرُ فيها السيارة , فكلما كانت المِنطقةُ خاليةً من المرتفعات كان مدى التحكم أبعدَ حتى يصلَ إلى عشرين كيلومترا.
باختصار يعترفُ داعش أن بإمكان التنظيم التحكمَ بسيارة من بعد، وتعديلَ سرعة السيارة من بعد والتحكمَ بغيارات السيارة من بعد لقيادتها إلى الأمام وكذلك إلى الخلف ضمن مسافة تتراوحُ بين 3 ثلاثة كيلومتراتٍ وعشرين كيلومترا، فضلا عن استطاعتِهم تصويرَ ذلك كلِّه مباشرة.
– السيارةُ مزودةٌ بكاميرة فيديو بث مباشر لرؤية الطريق والهدفِ المتجهةِ نحوَه.
– أمكانُ تسجيل العمليةِ كاملة .
– السيارةُ مزودةٌ بنظام تفجير ذاتي يعملُ عند الحاجة إليه.
لا يتوقفُ الأمرُ عند تطوير سياراتٍ مفخخة يمكنُ التحكمُ بها من بعد، بل يمتدُ أيضا إلى تصنيع مركباتٍ مصفحة ذاتِ مهامَّ متعددة:
– تصنيعُ مركبةٍ صغيرة مصفحة حجمُها ثمانيةُ ميلمتراتٍ ذاتِ مهامَّ استطلاعية، وتضم كاميرة ليليةً متحركةً , و يمكنُ تفجيرُها في حال وقوع خطرٍ معين لكي لا تقعَ بيد العدو، ( الجهة المقاتلة), وتتولى المركبةُ توصيلَ الصاعق ذاتيا.
– تصنيعُ مركبةٍ صغيرةٍ مصفحةٍ انفجارية , تنفجرُ عند الوصول إلى الهدف المطلوب وهي قادرةٌ على حمل مئةٍ وخمسين كيلو غرامًا من المتفجرات.
– تصنيعُ مركبة صغيرة تزرعُ ألغامًا وهي أيضًا مزودةٌ بكاميرة متحركةٍ وكشافاتٍ تعمل بالأشعة تحتَ الحمراءِ لرؤية ليلية بمدىً أطول.
اقرأ أيضاً
جنان موسى: مقابلتي مع الداعشي أبو أحمد تعدت الـ 100 ساعة
عنصر من قلب داعش يبوح بأسرار التنظيم لجنان موسى
يهتمُ قسمُ البحوث والتطويرِ بالنوعية وكذلك بالتكلِفةِ العامةِ في هذه المشاريع.
– التحكمُ بحقل ألغامٍ كاملٍ ومراقبتُه من بعد بالكاميرات واختيارُ كلِّ لَغَم على حده وتفجيرُه، ولا تتجاوزُ تكلِفةُ تجهيزِ اللَّغمِ الواحد عشرين دولارًا ، والمتحكمةِ الرئيسةِ مئةً وخمسةً وسبعين دولارًا.
ما نعرفُه حتى الآن عن خُطط داعش هو استخدامُ التنظيم مقاتلاً في كل هجومٍ انتحاريٍ يتبناه. وَفقًا للأرقام التي نُشرت عبر وكالةِ أعماق الخاصةِ بداعش فإن التنظيمَ نفذَ قُرابةَ ألفٍ وخمسين هجوما انتحاريا في سورية، والعراق وليبيا من بداية سنةِ ستَّ عشْرةَ وألفين وحتى نوفيمبر من هذه السنة . هذا طبعًا يعني أنهم خسروا ألفًا وخمسين انتحاريًا .
اللافتُ في هذا المِلف الجديدِ هو أنه يبرهنُ أن داعش يحاولُ أن يكونَ أكثرَ فعالية. إن تمكن التنظيمُ بالفعل من تسيير سياراتٍ مفخخةٍ يستطيعُ التحكمَ بها من بعد فإن هذا يعني أن المقاتلَ الواحدَ يمكنُ أن يسيرَ عشراتِ المفخخاتِ قبل قتله وهذا يعني حكمًا أن التنظيمَ لن يخسرَ مقاتلا مقابل كلِّ هجومٍ انتحاري يقومُ به.
صحيحٌ أن التنظيمَ خسِرَ مؤخرًا كثيرًا من الأراضي التي كانت تحت سيطرتِه في سورية والعراق وكذلك ليبيا إلا أن هذه الوثيقةَ التي تتحدثُ عن تسعَ عشَرَ تطويرًا عسكريًا تُبينُ مدى الخطورة التي يشكلُها داعش لسنواتٍ مقبلةٍ ليس فقط في المِنطقة وإنما على الدول الغربية إن لم يُقضَ عليه فعلا.
في نهاية المِلفِ، يحددُ مركزُ البحوثِ والتطوير أهمَ الأهدافِ التي يسعى إلى إنجازها وأهمُها:
– تصنيعُ صواريخَ تعملُ بالوَقود السائلِ ومنه الهيدروجين والأكسجين والتي تتميزُ بطول مداها وتعددِ استخداماتِها .
لو تمكن داعش من تطوير صواريخَ بعيدةِ المدى والتحكمَ بها من بعد، فلكم أن تتخيلوا حجمَ الدمارِ الذي التي نتحدثُ عنه؟