أخبار الآن | ماردين – تركيا – (عماد كركص)
فاتن رمضان .. طبيبة من مدينة الزبداني اعتقلتها قوات الأسد وجميعَ أفراد ِ أسرتها بعد أن رفضت التعاون معهم بالتجسيس على الثوار. كانت فاتن شاهدة على انتهاكات كثيرة بحق النساء المعتقلات تنوعت بين الإغتصاب والضرب وإفتقار السجون لاسباب الحياة. كما تحكي الطبيبة كيف استهدف النظام منزلها بعد خروجها من السجن، ما أدى لإصابة ابنتها وبقائها تحت الأنقاض لساعات من دون أن يتمكن أحد من انقاذها، لتموت أمام عينيها.
فاتن رمضان – طبيبة ومعتقلة سابقة من مدينة الزبداني تقول لأخبار الآن: "عندما بدأت قوات الأمن تستهدف المظاهرات في مدينتي، كان لابد من اسعاف المصابين فشكلنا أما وزملاء لي فرقاً مع معدات بسيطة (حقائب طبية) في سبيل ذلك، إلى أن تطور الأمر مع ازداد حج الإجرام إلى أن أسسنا مركز طبي موحد في الزبداني".
وتضيف د. فاتن: "هنا بدأت المضايقات لي من قبل قوات الأمن، العديد من المداهمات تعرض لها منزلي، ومن ثم بدأوا باعتقال زوجي أكثر من مرة إلى أن اضطر في إحدى المرات أن يقول بأنه طلقني ليفلت من ملاحقتهم، وتطور الأمر تقريباً في حملة الإعتقالات النتي بدأت في شباط من 2012 ، حيث فاعتلوا والدتي ووالدي وأخي وأعادوا اعتقال زوجي مرة أخرى، ومن ثم اعتقلوني مجدداً خلال كمين،واعتقلوا شقيقتي أيضاً، وكان عمي لديهم، فكنا أنا وأمي وأبي وأخي وأختي وعمي كلنا بفرع واحد وكل واحد منا في زنزانة!".
وتتابع في سرد قصتها: "بدأوا الضغط علي من خلال اعتقال أهلي، وطلبوا من أن أطلب من "المسلحين" أن يسلموا أنفسهم وينصاعوا للمصالحات على أساس أنني مصدر ثقة بالنسبة لهم، ورفضت ، لذلك تحولت إلى محكمة الإرهاب ومن ثم إلى سجن عدرا ومررت بخمسة أفرع أمنية تعرضت خلالها أنا ومن معي إلى حجم كبير من التعذيب والإذلال، وانا في سجن عدرا تلقيت خبر استشهاد زوجي المقاتل في الجيش الحر ، وعندما خرجت كان قد مضى على استشهاده 40 يوم".
أنا عن الممارسات بحق المعتقلات داخل السجن فتقول الدكتورة فاتن : "أكثر من مرة اقتادوني لأشرف على حالة فتيات تعرضن للإغتصاب، وأجراء عمليات إجهاض التي كنت أرفض أجرائها، وبالنسبة للنساء اللواتي دخلن إلى المعتقل وهن حوامل فكنت أولدهن بظروف سيئة وكانوا يأخذون أطفالهن منهن ويذهبون بهم إلى دور الأيتام، وعندما كانت إحدانا تشتكي من مرض كان يعطوننا حقن تحت الجلد نتعرض فورا على أثرها لارتفاع في شديد الحرارة، وأدت الحقنة وارتفاع الحرارة عند بعض الحالات للموت، ولم نعرف ما هي نوع الحقنة إلى الآن، لكن أحياناً كان يحقنون بعض المعتقلات بمادة المازوت".
وتختم: "تعرضنا جميعاً للتعذيب، لكن التعذيب النفسي كان أصعب من التعذيب الجسدي، حينا توضع في زنزانة لا يتجاوز حجمها 1 متر مربع وأصوات التعذيب من حولك ويسب دينك وأهلك فهذا أقسى من التعذيب الجسدي".
تقول الدكتورة فاتن لأخبار الآن: "بعد خروجي من السجن كان أطفالي عند أصدقائي في الزبداني كون زوجي استشهد وأهلي معظمهم معتقلين، فكان من الطبيعي أن ألم شمل أطفالي معي في منزل وفعلت ذلك لأجلس في منزل وأقضي "عدّة" الوفاة لزوجي، وهنا بدأ يتصل بي ضابط برتبة عقيد في المنطقة ودائما كان يهددني بأن أسلم نفسي وأقدم نفسي للمصالحة مع النظام وأن أنصح المسلحين بأن يفعلوا ذلك ويتركوا السلاح، وإن لم أفعل هددني بقصف منزلي وملاحقتي أنا وأولادي وكان ردي قاسياً عليه، وبالفعل، قصف منزلي البعيد نوعاً ما عن مركز المدينة، واستشهدت ابنتي (9 أعوام)،وصديقتي كانت عندي وأبن عمي جاء ليخبرني بأن هناك قصف وعلي أن أخلي المنزل، وكان استهداف المنزل بوشاية من عملاء النظام في المنطقة عندنا، وعندها كثف ذلك الضابط القصف حول منزلي حيث أصيبت ابنتي بحدود الساعة التاسعة ليلاً وبقيت تنزف حتى السابعة صباحاً، وكل من كان يهم بالاقتراب من المنزل لإنقاذها كانوا يستهدفونه وأصيب خمسة شبان حاولوا الوصول إلى المنزل حتى فارقت الطفلة الحياة".
وتضيف بعد أن جففت دموعها:"ذهب أحد وجهاء الزبداني وسأل الضابط عن ذنب الطفلة التي قتلت؟ وصديقتي التي كانت ضيفة فقط عندي، فأجابه أن من يزور "إرهابياً" فله جزائه وأن الطفلة لها صور على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل عبارة معارضة لذلك فأنها تستحق الموت!".
وعن خروجها والأيام التي عاشتها وسط الحصار في الزبداني قات الدكتورة فاتن: "خرجت في عملية تبادل بعد أن قطع الثوار الماء عن دمشق، وعدت إلى الزبداني وعشنا هناك أسوأ الأيام مع الجوع والنقص في كل مستلزمات الحياة، وأحياناً من شدة الجوع كنا نضطر لأكل العشب من الأرض، بالإضافة لمعاناة الجرحى الذين لايزال أغلبهم يعاني وسط الحصار في الزبداني".
وتختم: "في عمليات تبادل الجرحى ( كفريا الفوعة – الزبداني) وذهبنا إلى لبنان ومنها إلى تركيا ومن تركيا دخلنا إدلب، وتسلمت ملف جرحى الزبداني هناك في إدلب ومتابعة أوضاعهم، وعندما انتهى هذا الملف، قدت إلى تركيا أنا وعائلتي".
المزيد من الاخبار:
محمد ابو عساكر لأخبار الآن: العام 2017 ينذر بكارثة انسانية غير مسبوقة
مجلس منبج العسكري: قطعنا صلة داعش في سوريا مع العالم بحصار منبج