أخبار الآن | حلب – سوريا – (يمان الخطيب)
لم تعد الأسرّة في مشفى عمر بن عبد العزيز في حلب، صالحة لاستقبال المرضى والجرحى، وأضحت جدران وأسقف غرف الإنعاش والإسعاف مهددة بالسقوط فوق رؤوس من أتى طالباً العلاج، بسبب القصف الجوي المتكرر.
وراء حادثة قصف مشفى عمر بن عبد العزيز وما رافقها من أهوال، تكمن قصة معاناة من نوع آخر، قصة أحد أعضاء الكادر الطبي "عبد عزيزي" الذي تعرض لإصابة خطيرة أثناء تقديمه الإسعافات الأولية للجرحى.
الطبيب "أبو إسلام" المشرف على علاج زميله "عبد عزيزي" يقول في تصريح لأخبار الآن " طائرات النظام كثفت استهداف المشافي بحلب في الآونة الأخيرة، وأصيب عدد من الكوادر الطبية بجروح، كان آخرها إصابة الزميل "عبد عزيزي" أثناء أداء واجبه الإنساني"، وأضاف " الزميل عبد عزيزي بحاجة لعمل جراحي والقصف المستمر يعيق عملنا بشكل كبير بل يهدد حياة من تبقى من الأطباء والممرضين، كل ما نتمناه أن تحيد المنشئات الطبية عن المعارك والقصف".
تجنباً لما حصل في مشفى عمر بن عبد العزيز وغيره من المنشئات الطبية، استبدل القائمون على بنك الدم المركزي عملية القطف، بإطلاق حملات داخل الأحياء تدعو من يرغب بالتبرع عبر عيادة متنقلة، وقال أبو زيد مسؤول في بنك الدم لأخبار الآن " سابقاً كنا نلجأ للأرياف لسد احتياجاتنا من كافة الزمر، لكن الآن انقطاع شريان حلب الوحيد إلى العالم الخارجي، حال دون ذلك، وخشية منا على حياة المدنيين الذين يتوافدون إلى مركز بنك الدم للتبرع، استبدلنا عملية القطف، وشكلنا فرق ميدانية تتجول في الأحياء بحثاً عن متبرعين".
وفيما يسعى بنك الدم لتغطية احتياجاته من الزمر عبر وسائل بديلة، لم تجد الأطقم الطبية حلاً لمشكلة النقص في الكوادر، لا سيما الأطباء أصحاب الاختصاصات النادرة، الحصار الذي يفرضه النظام على أحياء حلب يحول دون قدوم أطباء من خارج المدينة.
"أبو وسيم" طبيب في مشفى بحلب قال لأخبار الآن "في ظل الحصار ونقص في الكوادر الطبية من جهة، ونتيجة كثرة أعداد المصابين، جراء تصاعد وتيرة القصف من جهة أخرى، اضطررت أنا وكثير من الأطباء أن نجري عمليات جراحية ليست من اختصاصنا، حتى أننا نشارك أحياناً في تقديم الإسعافات وهي من اختصاص الممرضين".
ويضيف الطبيب أبو وسيم " أنا طبيب مختص في الجراحة التجميلية، أجريت عشرات العمليات الجراحية العامة والوعائية، حلب بحاجة ماسة للأطباء من مختلف الاختصاصات بالسرعة القصوى".
الواقع الطبي في حلب يسير نحو الأسوأ، تعمد النظام السوري إعاقة عمل المشافي وتدمير ما تبقى من المنشئات الطبية وإخراجها عن الخدمة، فضلاً عن نقص حاد في المعدات والمستلزمات نتيجة الحصار.
المزيد من الاخبار:
قصف جوي يستهدف اربعة مشاف ميدانية في حلب بشمال سوريا
قوات النظام تشن غارات على حلب وسقوط قتلى للنظام