أخبار الآن | إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة)
على بعد يوم واحد من مجزرة إرتكبتها الطائرات النظامية، ورديفتها الروسية، الشريكة لها في القتل و التدمير، تعيش مدينة إدلب ساعات هادئةً، لا يعكر صفوها القصف الجوي على الأحياء السكنية، و هذا ما يتيح للبعض ترميم منزله الذي نال منه القصف، في إستجابة واضحة للحياة.
أما في هذا الحي، الذي قصف بأربعة صواريخ فراغية، ينتهز الناس الفرصة ليقفوا على أطلال منزل أبي عبدو، الذي قضى مع عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص، بعد أن إستغرقت عملية إخراجهم من تحت الركام، نحو خمس ساعات.
يقول محمود وهو أحد أهالي إدلب: "الضربة الأولى كانت بالكراج، و النيران إشتعلت، و ذهبت الناس إلى هناك، و أنا أكملت مسيري، فرأيت إمرأة تركض و تنادي، فسارعت إليها فأشارت لي أن ثمة مكان آخر قد قصف، فدخلنا و شاهدنا الغبار، و هذا الحي يشبه بيوت الشام القديمة، فرأينا شهداء، أطفال و من بينهم رجل مسن، و كان هنالك جرحى، فأسعفنا الجرحى، و بدأت فرق الإسعاف و الدفاع المدني بالتوافد".
وما أن تبدأ الحياة بالعودة إلى شوراع المدينة بشكل جزئي، حتى تحلق طائرة نقل عسكرية، فتخيم حالة من الخوف و الخلو التام للشوراع، فسرعان ما يتبين أنها عابرة سبيل، هنا يبدأ الناس بالتنقل بحذر، فمجرد التواجد بالشوارع دون الضرورة لذلك، يعتبر تهلكة حقيقية.
يضيف أبو نايف الفاعوري النازح إلى إدلب: "نحن نزحنا إلى إدلب من البوكمال إلى حمص فإدلب، و الطائرات لا تفارق السماء، و نحن ننزح إلى المزارع المحيطة، و الآن الطائرة بالأجواء، نسأل الله اللطف".
مرة أخرى تقاطعنا الطائرة، لتنقض على المزارع المحيطة بالمدينة، التي أعلنتها المنظمات الإنسانية، مدينة منكوبة، بعد أن عاشت أسبوعاً دامياً، حصدت فيه أرواح أربعين مدنياً تقريباُ، و جرح أكثر من مئتين آخرين، فيما لا وقت لإحصاء عدد المنازل المدمرة.
إدلب الخضراء اصبحت حمراء بفعل نيران الأسد وروسيا