أخبار الآن | سوريا – كفرزيتا (أحمد أمين)
في ريف حماه تتعرض مدينة كفرزيتا للقصف الجوي و المدفعي بشكل مستمر، حيث وصل عدد الغارات الجوية عليها في الأسبوع الاخير إلى 32 غارة جوية، فراغية و عنقودية، فضلاً عن غارات النابالم الحارق، و هذا ما يفاقم معاناة من تبقى هناك، خاصة بعد تدمير النقطة الطبية الرئيسية في ريف حماه الشمالي.
لدمارُ و لا شيء غيرَ الدمارِ يعم مدينةَ كفرزيتا بريف حماه الشمالي، الشوراعُ معظمُها مقطوعٌ، و الحياةُ في إنعدام شبه تام، و القصفُ يكاد لا يتوقف.
إنتظرنا مدةً طويلة ريثما تنتهي المقاتلةُ من الإغارة على المدينة، و كان علينا أن ننجز المهمةَ بأسرع ما أمكن،.. لم نبحث طويلا حتى وجدنا أبا أسامة، الذي آثر البقاءَ مع قلة من المدنيين، على العيش في المخيمات.
أبو أسامة-أحد أهالي المدينة: تعداد سكان كفرزيتا نحو 40 ألف نسمة، و لا يتواجد فيها حالياً سوى 700 شخص فقط، و نحن صامدون بإذن الله، و مقومات الحياة شحيحة، و تأمينها صعب للغاية، بالنسبة القصف المكثف فهو ليلاً نهاراً، أما عن سبب هذا التكثيف، فلا نعلم.
اقرأ أيضا: مقاتلات الأسد تقصف مدينة كفرزيتا بريف حماه الشمالي بتسع غارات متتالية
يعم الهدوءُ شوراع المدينة الخاليةِ لمدة قصيرة، و من ثم تباغتنا المقاتلةُ بغارة على أحد المباني، توجهنا بعدها إلى النقطة الطبية في المدينة، و التي تخدم ريفَ حماه الشمالي بأكمله، و كانت قد تعرضت للدمار بشكل كامل قبل يومين، جراء قصفها بأربع غارات جوية متتالية، فبغضون 72 ساعة قصفت كفرزيتا بـ31 غارةً جويةً، سبعةٌ منها عنقوديةٌ و فوسفوريةٌ، نفذتها المقاتلاتُ الروسية على المدينة، هذا فضلاً عن 26 قذيفةً مدفعيةً و 35 لغماُ متفجراً من الطيران المروحي.
حسن الأعرج-مكتب الإعلام و التوثيق في كفرزيتا: أنا أحاول توثيق كل حالات القصف التي تتعرض لها المدينة، فنحن حتى أثناء الهدن الدولية المزعومة لم نُستَثنى من القصف، الغارات لا تتوقف على مدينة كفرزيتا أو ريف حماه الشمالي بشكل عام، و المناطق المحررة هنا، و الأضرار و الخسائر على المستوى البشري الحمد لله طفيفة، أما بالنسبة للبنى التحتية فهي كبيرة جداً و المدينة شبه مدمرة تماماً، و آخر نقطة بالمدينة تعرض للتدمير نهائياً قبل يومين، و هي كانت تتعرض للقصف بشكل متتالي خلال الشهر الماضي.
حال هذه المدينة يشبه حال العشرات من البلدات و القرى المنسية التي تتعرض للتدمير الممنهج في ريف حماه الشمالي، و لسانُ حال من تبقى في هذه المناطق أو هجرها حرصاً على حياته يقول، ألم ننتهي من دفع فاتورة الحرب بعدُ؟
كانت هذه آخر نقطة طبية في ريف حماه الشمالي، يأوي إليها المتضررون من قصف النظام لتضميد جراحهم في كفرزيتا و غير من المناطق هنا، و ها هي اليوم غدت ركاماً لتبقى متحسرةً على جراح أهلها الباقين تحت القصف في ظل الهدنة.
اقرأ أيضا:
غارات النظام تصعب مهام رجال الدفاع المدني في حي تشرين الدمشقي