أخبار الآن | سوريا – مدينة الباب ( مصطفى جمعة )
بعد شهر من تحرير مدينة الباب شرق حلب من قبضة تنظيم داعش، بدأت الحياة بالعودة إليها تدريجيا، بالتزامن مع جهود المجلس المحلي و غيره من الفعاليات و الورشات، لإعادة تفعيل الخدمات و على رأسها الماء و الكهرباء، فقد بلغ عدد السكان العائدين إليها عقب تحريرها، 14 ألفاً، و العدد بإزدياد في كل يوم، غير آبهين بما تركه تنظيم داعش من ألغام على مداخل المدينة، يعود نازحو الباب إليها بلهفة كبيرة، حاملين ما تيسر من حاجيات و أمتعة، تقودهم الخطا إلى الموطن و ذكرياته.
أبو نديم الذي نزح عن مدينته فترة الشتاء كلها، يقف على أطلال منزله الذي لم تستثنه الحرب من لظاها، حاله كحال جيرانه، فمن سلم من القصف و الرصاص، لم يكن بمنأى عن ضرر مفخخات التنظيم.
أبو نديم-أحد سكان الباب: بدأ التنظيم يضايق الناس و يسعى لتهجيرهم من الباب، يختلقون الأعذار لإخراجنا، فتارةً يفخخون و تارة أخرى يزرعون عبواتٍ ناسفة، و أنا كنت أتجنب الصدام معهم لحد كبير، فإذا كانوا في هذا الشارع، أبتعد عنهم و أسلك طريقاً أخرى.
في مدينة الباب و بالرغم مما يسودها من دمار و ركام، يتنقل العائدون إليها بين الشوراع والساحات، يسترجعون ما علق في ذاكرتهم أحداث ومواقف و مشاهد لإجرام التنظيم، ليتبادلوها فيما بينهم، و في مكان آخر، ينتظر هؤلاء عودة أحبتهم من رحلة النزوح الشاقة.
أحمد عثمان-مقاتل بالجيش الحر: الحمد لله بعد يومين من تحرير الباب إستقدمت أهلي من تركيا بالرغم من أن بيتي مدمر و حينا كذلك، فقم بإزالة المخلفات منه و جلسنا فيه، و هنا جيراننا و سكان الحي، قصوا علينا ما لا يصدقه عاقل، فهنا في هذه الساحة المعروفة بساحة الكراج، كانوا يقطعوا رؤوس المدنيين، و يعذبونهم.
و بالتزامن مع بدء عودة السكان إلى الباب غداة تحريرها من تنظيم داعش، يعمل المجلس المحلي و الفعاليات الأخرى، على إصلاح و ترميم شبكتي المياه و الكهرباء، و المراكز الخدمية، التي تعرضت للتخريب من قبل التنظيم، الذي كان يتخذ منها مقرات لعناصره.
اقرا ايضا:
قوات سوريا الديموقراطية تقطع طريق الامداد الرئيسي لداعش بين الرقة ودير الزور