أخبار الآن | سوريا – ريف الرقة (مصطفى جمعة – جمال بَلي)
تواكب أخبار الآن أحداث الرقة، وترافق النازحين أو الهاربين من بطش تنظيم داعش، وترصد معاناتهم، حيث إلتقت كاميرا أخبار بنازحات من الرقة، إحداهن فقدت إثنين من أبناءها على يد التنظيم، الذي جاهر بقتله، والثانية دفعت بأولادها للهرب على تركيا، وتحمل ضنك المعيشة لوحدها، خوفاً من أن يسلكوا طرق التنظيم، الذي يقوم بغسل أدمغتهم بحسب قولها.
تقول أم خلف وهي التي قتل داعش إبناها ظلماً: "أولادي ليس لهم ذنب أو علاقة قتلوهم، أخذوهم من بيتنا إلى تل أبيض، ومنها إلى الرقة، وبعدها بفترة أرسلو لنا أنهم قتلوهم، كيف قتلتموهم؟ يجيبون بكل سهولة، لقد تم القصاص منهم و فلان من الناس قتلهم، ولداي فرج وخلف قتلوهم عند دوار النعيم بالرقة، قتلوا أيضاً شقيقة جارنا، و لديها أطفال خرسان، لقد إعتقلوها هي و إبنها أيضاً أخرس، هذه القصة لا أحد يعرفها، ووضعوها بسجن وإبنها بسجن آخر، وكل فترة يخيفونها بعد قليل سوف يتم القصاص منك، وبعد ذلك فكوا أسرها بعد 45 يوم، وعندما خرجت أُصيبت بمرض يشبه ( أبو صفار )، ولم تكمل الشهر بعد خروجها حتى ماتت، وأنا أقول لك ما تهمتها، أنها كانت تقوم بصنع الخبز للواء، ومرة ذهبت لإبتياع حاجياتي من البقالية، وإذ برجل مقتول ومصلوب بالساحة على العامود يا قلبي، نظرت إليه وبقيت فترة وأنا أمشي بغير إتزان، بقيت بعدها ساعة بغيبوبة".
إقرأ: قوات سوريا الديمقراطية تقترب أكثر من حصار داعش في مدينة الرقة
من جهتها عائشة حمد النازحة من الرقة تقول: "لم أرَ مثلهم قط أبداً يا بني، معاملتهم مع النساء عندما يشاهدون إمرأة ترتدي جراباً شفافاً إعتقلوها ووضعوها بالباص، إما يجلدونها أو تدفع لهم أربع أو خمس آلاف ليرة، هذا جزء من معاملتهم للنساء، وأنا أتكلم الصحيح والله العظيم، أن الذي رأيناه وعانيناه منهم لم نره بالقطر والكون، وهم كذابون يدخنون ويسكرون ويمارسون كل شيء ويظهرون أنفسهم شيوخ، الذي لم يكن له قيمة أصبح اليوم أمير، يقول أنا أمير بإفتخار، الذي لم يبلغ 15 عشرة عاماً صار أمير، ويتأمرون علينا ولا يحترمون كبيراً أو صغيراً، بل يعتبرون جميع المدنيين ليس لهم قيمة".
وتضيف عائشة: "في الرقة شعب لا يهابهم، لكن الناس تَعي أن الذي يحمل سلاح غير الذي يحمل عصاة ماذا يفعل؟ شعب الرقة محكوم بالقوة والبطش، وأنا أحب كل إنسان يغار على عرضه وناموسه ووطنه، الرجل الكبير والمرأة والطفل ليس لديهم كرامة عندهم، وهم يضحكون على أطفالنا ويأخذونهم إلى دورات ويعطوهم دروس لمدة 15 يوماً حتى يتم غسل الدماغ بالكامل، وتأتي لتكلم أبنك تتفاجئ، لدرجة تظن أنه لم يكن يوماً إبنك لأنهم يقومون بغسل الدماغ عندهم، لقد هجرنا وأبعدنا أبناءنا إلى تركيا لألّا يصبحوا معهم، عندي ولدان أرسلتهم منذ 5 سنوات إلى تركيا، قلت لهم إذهبوا وأنا هنا أعمل وأكد وأرسل لكم إن لم تعملوا هناك، فقط لا تسلكوا هذه الطرقات، وإبعدوا عن هؤلاء الذي ليس بإسلام".
إقرأ أيضاً: