أخبار الآن | دمشق – سوريا – (عبد السلام حاج بكري)
أفاد ناشطون من دمشق بأن إيران اشترت مئات الشقق السكنية الفاخرة بمشروع دمّر شمالي دمشق، وهو تمدد شيعي جديد بالعاصمة بعد انتشار كبير في أحياء السيدة زينب والحميدية ودمشق القديمة وداريا وبساتين الرازي.
تشير المعلومات الواردة من العاصمة أن إيران تعتمد على مواطنين شيعة من الجنسين يسكنون حي زين العابدين لشراء العقارات في مشروع دمر، حيث يدفعون أثمانا باهظة تزيد عن سعرها الحقيقي.
السفارة الإيرانية
الناشط الإعلامي أبو مهند الشامي لفت إلى أن حركة دؤوبة يقوم بها شيعيون على مكاتب العقارات في المنطقة من أجل شراء أي منزل يعرض للبيع، ويعرضون على السماسرة عمولات كبيرة من أجل إغراء أصحاب المنازل على بيعها، الأمر الذي دفع الأسعار إلى الصعود كثيرا.
وأكد الشامي أن موظفا في السفارة الإيرانية اشترى خمس شقق في بناء واحد بمبلغ مليار ليرة سورية أي ما يعادل 2 ميلون دولار أمريكي، وهو ما يعادل ضعف سعرها الحقيقي في مثل مواصفات البناء.
ونقل عن أحد أصحاب المكاتب العقارية قوله أن محاولات الشيعة اقتناء المنازل في الحي تعود إلى أربع سنوات مضت، وتزامنت مع دخول الميليشيات الشيعية إلى سورية للقتال إلى جانب النظام، لكنها لم تكن على هذا القدر من النشاط، وتصاعد إقبال شيعة دمشق ومن ورائهم إيران لشراء أي منزل يعرض للبيع منذ منتصف العام الماضي، ليصل ذروته مع الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات.
ويرجع مراقبون الإقبال الشيعي الكبير على الشراء لثقة تولدت لدى إيران أن النظام آيل للسقوط، وستضطر الميليشيات الشيعية التي تدعمه للمغادرة، لا سيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة صرحت مرات عدة بنيتها إنهاء الوجود الإيراني في سورية، وهو ما دفع إيران إلى تمليك أتباعها العقارات التي تضمن بقاءهم في سورية.
الأسد يدعم
وكان لافتا إشارة كثير من الناشطين الإعلاميين إلى مرافقة ضباط من نظام الأسد للشيعة الراغبين بالشراء في جولاتهم على المكاتب العقارية بهدف الضغط على السماسرة وأصحاب المنازل في عمليات التفاوض والبيع، وأشار الشامي إلى أن الضباط يشاركون أصحاب المكاتب العقارية العمولات التي يقبضونها.
عمليات البيع تجري بتشجيع من النظام وهو على معرفة تامة بتفاصيلها، حيث أنه فرض قبل ثلاث سنوات الحصول على الموافقة الأمنية قبل شراء أو بيع أي عقار في المناطق الخاضعة لسيطرته.
كما قدّم النظام تسهيلات لتملّك الأجانب في سورية، عدا عن أنه منح الجنسية لأعداد كبيرة من الشيعة الإيرانيين، وبذلك بات بإمكانهم الشراء دون عقبات.
التمدد الشيعي في دمشق بات ظاهرا للعيان، يثير قلق أبناء المدينة وخصوصا أنه تركز على أحياء مهمة فيها مثل الأسواق الأثرية القديمة والمراقد الدينية والتلال المرتفعة التي تطل على العاصمة كما في مشروع دمّر، وكلها من المعالم السياحية التي تميزها وتمنحها هويتها.
خوف من التشيّيع
لم يكن القلق من تمدد شيعة دمشق، "فهم جزء أصيل من نسيج العاصمة، ولكنه الخوف من تملّك الإيرانيين لغايات سياسية وتوسعية تهدف لتشييع سكان المدينة" حسب قول (م خالدي) أحد رجال الأعمال في دمشق.
وكانت عمليات التمدد الشيعي الإيراني في دمشق اتخذت منحا طائفيا من خلال توظيف السفارة الإيرانية مبالغ مالية هائلة وأعداد كبيرة من رجال الدين لتشييع أكبر عدد ممكن من الدمشقيين، وتحظى هذه العملية بدعم من النظام السوري الذي سهّلها وروّج لها في مدن أخرى كاللاذقية وطرطوس.