أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
تنتشر مواقع إحتلال تنظيم داعش في أقصى الجنوب السوري ضمن منطقة جغرافية في الريف الغربي لمحافظة درعـا تدعى "حوض اليرموك " وهي تقع على مثلث الحدود السورية الأردنية مع الجولان المحتل، وتتميز هذه المساحة بكونها المصب الرئيس لمياه الأنهار والأودية مما يجعلها الأغنى بالثروة المائية على الإطلاق.
إن إحتلال داعش لهذه المنطقة لم يكن أمراً عبثياً منذ نشأته نهاية العام 2014 فاحتلاله قرى الشجرة وعابدين وتسيل ونافعة وسحم الجولان التي تتسم بالتربة الخصبة والثروة الحيوانية أعطى التنظيم القدرة على تأمين الإكتفاء الذاتي من الموارد الطبيعية التي مكنته من الصمود لعدة سنوات على الرغم من حصاره من قبل فصائل الجيش الحر.
إقرأ أيضا: "مخيم قانا".. مكان جديد قرب الحسكة للفارين من بطش داعش
حوض اليرموك والثروة المائية
يستمد اسم الحوض من نهر اليرموك الذي ينبع من بحيرة المزيريب ثم يسير ليشكل جزءاً من الحدود السورية الأردنية، وتشمل أراضي الحوض الجزء الغربي لسهل حوران وقسم من هضبة الجولان. يرفد نهر اليرموك مجموعة من المجاري المائية الموسمية أهمها (وادي الزيدي والذهب والهرير والعلان والرقاد) وتصب كلها في نهر اليرموك الدائم الجريان.
أُقيم في حوض اليرموك 41 سداً، إضافة لسد الوحدة الذي يقع على الحدود بين سورية والأردن كانت الغاية من هذه السدود تأمين مياه الشرب وسقاية الثروة الحيوانية وتربية الأسماك والري.
تخزن هذه السدود كمية من المياه تقدر بنحو 224.6 مليون متر مكعب، عدا سد الوحدة الذي يخزن لوحده 225 مليون متر مكعب، تروي هذه السدود مساحة من الأراضي تصل إلى 13.640 ألف هكتار، إضافة لري وادي اليرموك من مياه سد الوحدة بدءاً من قاع الوادي وحتى ارتفاع 200م فوق مستوى سطح البحر وتقدر هذه المساحة بنحو 21.226 ألف هكتار.
تبعات احتلال حوض اليرموك
تتنوع الأضرار الناجمة عن احتلال داعش للمثلث المائي في الجنوب السوري , فإن إحتكار التنظيم لأهم الموارد المائية بداية، حَرَمَ الأهالي في القرى التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر من الإستفادة من شبكات المياه التي كان تعمل عبر مضخات كهربائية تنقل المياه الصالحة للشرب إلى قراهم، ومن أبرز تلك الشبكات "خط الثورة" الذي يمتد من حوض اليرموك إلى مدينة درعـا فريفها الشرقي وصولاً إلى ريف السويداء.
إقرأ أيضا: مقاتل من داعش: كرهنا الموصليون والآن إنتهى كل شيء
توقف معظم شبكات المياه عن العمل دعا المجالس المحلية في المناطق المحررة إضافة لمناطق سيطرة قوات النظام إلى حفر عشرات الآبار الإرتوازية وربطها بشبكات المياه وهو ما أسفر عن انخفاض منسوب المياه الجوفية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، وفي المقابل تذهب مياه السدود والأنهار والأودية التي تكفي لتغذية مليون ونص المليون نسمة هدراً.
ومن جهة أخرى تشكل المعارك المتواصلة على أطراف حوض اليرموك عائقاً أمام المزارعين أصحاب الحقول الزراعية عن العمل في أراضيهم، ومنع إرهابيي داعش للأهالي داخل مناطق إحتلاله من إخراج محاصيلهم من الخضراوات إلى المناطق الأخرى وهو ما أدى إلى إرتفاع اسعارها أضعافاً مضاعفة.
أما على الصعيد الإقليمي يشكل الامن الخاص بسد الوحدة المائي هاجساً ومؤشر رعب أردني وسوري فصعوبة تخيل او توقع مسار الاحداث لما يمكن لتنظيم داعش أن يقوم به في حال قرر الاقتراب أكثر من السد ونهر اليرموك فهو يملك القدرة على تسميم مياهه التي يذهب قسم منها للأراضي الأردنية كما أنه يستطيع تفجيره مما قد يشكل كارثة طبيعية ومائية على حد سواء.
إقرأ أيضا: كيف قطع داعش أوصال الموصل وأي جسر إستخدم للهروب