أخبار الآن | ريف درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
يحتل تنظيم داعش على منطقة حوض اليرموك في ريف درعا، والتي تعد من أغنى المناطق بالثروة المائية ومصباً للسيول والأنهار كافة في الجنوب السوري. احتلال هذا الحوض وإستغلال داعش خيراته، أوقف ضخ المياه لقرى الجنوب وأجبر المجالس المحالية والأهالي على حفر آلاف الآبار التي أسهمت بخفض منسوب المياه الجوفية في جنوب البلاد.
تتدفق هذه المياه من منابعها في الهضاب والجبال المحيطة بسهل حوران عبر ستة أودية كانت تغذي شتى البقاع الجغرافية لدرعا والقنيطرة.
تخزن التجمعات المائية في عدد من السدود التي شيدت سابقاً بهدف الري والزراعة وينتهي مجراها ضمن ما يسمى "حوض اليرموك" لتبلغ منتهاها في سد الوحدة على الحدود السورية الأردنية ليتم ضخها مجدداً إلى عشرات القرى والبلدات عبر محطات آلية في منطقة الأشعري المتاخمة لمناطق احتلال تنظيم داعش.
يقول أبو أحمد وهو أحد المسؤولين عن محطات ضخ المياه " 75% من محافظة درعـا وريفها كانت تتغذى على خط مشروع مياه الأشعري أي ما يقارب ستمئة ألف نسمة كانوا يشربون من هذا الخط , وتم توقف هذا الخط بسبب المعارك الدائرة في المنبع, مما اضطر المجالس المحلية والأهالي إلى حفر آبار عشوائية كثيرة جدا، السنة الماضية ما يقارب ثلاثة آلاف بئر".
لم يكن إختيار داعش لأماكن احتلاله أقصى الجنوب السوري أمراً عبثياً , فتواجد مقاتليه هنا مكنه من التحكم نوعاً ما بالثروة المائية مما إنعكس سلباً على الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر وقوات النظام على حد سواء، فوصول مياه الحوض إليهم لم يعد ممكناً منذ إحتلال قرى تسيل وجلين وتل الجموع بالقرب من مدينة نوى.
أما المهندس أبو عمر كرمان المسؤول عن مشروع ضخ المياه من محطة الأشعري تحدث بأن "هذا المشروع يضخ إلى محطة موجودة بجانب الطريق العام ما بين نوى وتسيل، هذه المحطة تضخ المياه إلى سفح تل جموع ومنها بالإسالة إلى نوى، توقف هذا المشروع عن العمل بتاريخ 21-2-2017, وذلك بسبب الحرب التي مازالت دائرة بين المنطقة وبين ما يسمى داعش".
وقد استعاضت المجالس المحلية عن ذلك بالحفر الجائر لآلاف الآبار الإرتوازية التي تهدد منسوب المياه الجوفية بالنفاذ على مدى السنوات القليلة القادمة.
أما القاضي الشرعي أبو البراء الجلم يقول: "المياه متوفرة بشكل جيد ولكن العمل الإجرامي الذي قام به دواعش الحوض بإستغلال هذا السلاح , هذه النعمة وهذا الوجود المتوفر للمياه يدان ضمن الشرائع الدولية ويدان ضمن شريعة الله عز وجل".
إن احتلال مصب المياه الرئيسي في حوران وعدم القدرة على الإستفادة بشكل كامل من مخزون المنطقة الإستراتيجي يتعدى خطره حد الإستنزف، فتأثيرذلك يمتد إلى قطاع الزراعة الذي تراجع بشكل مرعب خلال الأعوام الثلاث السابقة.
إقرأ أيضا