أخبار الآن| ريف حلب – سوريا (همام أبو الزين)
لا يقتصر الضرر الذي يسببه داعش على القتل والتعذيب في سوريا، بل يتعداه ليخلف آثاراً في البنى الاسياسية والمباني في المناطق التي يحتلها. ففي مدينة الباب تضررت أجزاء كبيرة من المدينة خلال الإشتباكات التي أدت إلى طرد مسحلي التنظيم منها. تلك المباني المدمرة كانت المأوى الوحيد للهاربين من داعش في الرقة، لتلاحقهم آثاره حتى بعد خلاصهم من قبضته الأمنية، فهذه المباني باتت مهددة بالإنهيار، ذلك فضلا عن ظروفهم المعيشية الصعبة مع اقتراب فصل الشتاء.
يتراءى لك مشهدُ المنازلِ المدمرةِ في مدينة الباب شرقَ حلب، و كل ما يدور في خاطرك أن هذه الأبنيةَ لا سكانَ فيها، لكن؛ ماذا لو لم تكن هكذا.
ففي هذه البيوتِ المدمرة جزئياً جراءَ المعاركِ مع تنظيم داعش، تعيش عشراتُ الأسرِ الهاربة من مناطق إحتلال تنظيم داعش في كلٍ من الرقة و ديرِ الزور و تدمر… حيث أتخذ عبدُ الرزاق من هذا المكان منزلاً لأسرتِه، متحملاً عواقبَ ما قد ينتج من تضرر البناء، لكنه في الوقت نفسه يَأمَن على أسرته بعدما فر من مدينته تدمر.
يقول عبد الرزاق النازح من الرقة : قصف كل يوم ولم نعد نستطيع الدخول والخروج بسبب الدواعش، كل ما اردنا ان نأتي الى هنا يقومون بإعادتنا، على اطلق لحيتك وقصّر ثوبك، اقترب موعد الشتاء، والشتاء قاسٍ هنا، يوجد أطفال ورضع، الحليب غير موجود هنا.
في هذا المكان تعيش أكثرُ من مئة و أربعين أسرةْ في ظروف أقلُ ما يقال عنها قاسية، إذ يقطع الطفلُ محمد ستةَ كيلو متراتٍ خمسَ مراتٍ يومياً لجلب الماء لأسرته، في حين يرتاد أبناءُ جيلِه المدرسة.
يقول محمد النازح من الرقة : قاعدين بمنازل مهدمة، بأي لحظة ممكن أن تسقط علينا، نريد ان تجدوا لنا حلاً لهذا الأمر، لايوجد بداخلها خزانات ولا اسفنجات ولا أيّ شيء.
جلُ من نزح إلى هنا يعلم أن ثمةَ تحدياتٍ لا تقتصر على تأمين المأوى.. و هذا ما دفع عمر للتفكير في حلول تخرجه من هذا الواقع، خاصةً بعدما نجا وشقيقتُهُ من قصف جوي على مدينة دير الزور، و فقد على إثره أسرتَه بإستثناءِ غزل، التي تعرضت لإصابة بالغةٍ في يدها.
يقول عمر وهو شقيق غزل: نحاول الذهاب إلى تركيا لمعالجتها ولكن يقولون لنا أن الدخول صعب ولكننا نحاول من أجل أن تعالج يدها وتدخل إلى المدرسة مثل باقي الأطفال، في يدها العصب مقطوع ويوجد كسر، وضعها صعب.
و في الوقت الذي يعاني فيه النازحون ضنكَ المعيشة هنا، لا تزال مئاتُ الأسر قابعةً في ظروف، لا شكَ بأن الموتَ محيطٌ بها من كل جانب.
مرارة النزوح كانت و لا تزال تلاحقُ هؤلاءِ اينما ذهبوا، فمن تراهم عينكَ الان قد اختاروا هذه المباني المدمرة والخيم المرقعة ملاذا لهم هرباً من جحيم الحرب والقصف، في ظلِ غيابٍ شبه كامل لأبسط مقوماتِ الحياة.
إقرأ أيضاً
الجيش الحر يبدأ عملية عسكرية في إدلب لطرد النصرة
مصدر بالجيش السوري: الجيش يطوق داعش في مدينة الميادين