أخبار الآن – الصومال – مقديشو – (حصري)
مع ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري يوم السبت الماضي في العاصمة الصومالية مقديشو إلى 300 شخص، و إصابة المئات خرجت مظاهرات منددة بالهجوم الارهابي و لم تخرج جماعة الشباب الصومالية عن صمتها هذه المرة و لم تتبن الهجوم، في وقت يؤكد مراقبون أن جماعة الشباب تقف وراء التفجير لكن بشاعة و دموية التفجير منعتها من الاعتراف به .
يقول الصحفي عبد القاسم معلم أن هذا الانفجار يختلف كثيرا عن غيره من التفجيرات الإرهابية السابقة في الصومال من حيث الخسائر سواء كانت في الأرواح والممتلكات،قرابة٣٠٠ شخص قتلوا في هذه العملية الانتحارية وحدها، بينما أصيب آخرون ، والشيء الثاني الذي يميزهذه الهجوم الارهابي عن غيره أن الشارع الصومالي خرج عن صمته للمرة الأولى منددا بهذا الفعل الشنيع الذي استهدف المدنيين الأبرياء في العاصمة، فهناك مظاهرات شعبية منددة بجماعة الشباب في أرجاء البلاد يقودها نساء وأطفال، بينما تستخدم الشباب الصومالية شبكات التواصل الاجتماعي لإنكار جرائمهما التي ترتكبها بحق الشعب الصومالي، و هذا مؤشر مهم أن حاجز الخوف من الجماعات الإرهابية قد إنهار تماما.
لو نظرنا لحجم الخسائر مقارنة بجرأة داعش لارتكاب جرائم كهذه أكثر من غيرها كجماعة الشباب المتطرفة والقاعدة عموما، أعتقد أن داعش كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجير ، لتمثل لها أكبر إنجازٍتاريخي تنفذها جماعة إرهابية في الصومال لكنها لم تفعل .
هذا الهجوم الذي استهدفت مقديشو هو حدث سيذكره التاريخ طويلا، وتختلف عن غيرها من الهجمات الإرهابية من حيث المساحة التي تأثرت بالتفجير ، والخسائر التي نتجت عنها، وأيضا عن المكان الذي تم استهدافه وطبعا التوقيت الذي وقع فيه، كل هذه العوامل ساهمت أن يكون مختلفا تماما عن كل الهجمات الارهابية التي شهدتها مقديشو.
لو نظرنا كيف وقع الهجوم ، وكيف نفذ ؟ سنلاحظ أن هذا الهجوم يحمل بصمات جماعة الشباب وأنها مشابهة تماما عن هجمات انتحارية سابقة تبنتها الجماعة الإرهابية، بالرغم من ذلك جماعة الشباب لم تعلن مسؤوليتها بعد، والسؤال الذي يبادر في الذهن هو، لما الصمت حتى الآن ؟ حتى لو أن جماعة الشباب ليست المدبر في هذا الهجوم لماذا لا تبرؤ نفسها منه ؟ او على الأقل تكشف النقاب عن الجهة المسؤولة في هذا الانفجار؟ في مرات سابقة اتهمت الجماعة أياد خارجية بأنها تقف وراء هجمات مماثلة حدثت في الصومال. صحيح أن جماعة الشباب لا تبالي بأحد بارتكابها جرائم متعددة الأوجه ضد المدنيين، لكن أعتقد أن هذه المرة خجلوا من تمني هذه الجريمة والتي وصفت من أكثر الجرائم بشاعة في القرن الإفريقي.
إقرأ أيضاً