أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
مع ازدياد الأسعار وانخفاض المستوى المعيشي للسوريين في مخيمات الداخل, ابتكر أحد النازحين في مخيم زيزون بريف درعا الغربي وسيلة لصناعة الخيم للوافدين الجدد قوامها أعواد القصب والبطانيات ليساهم بذلك في تخفيف الأعباء المادية على الأُسر المنكوبة.
مع أكوام من القصب إنتهى المطاف بمحمد إبراهيم في مخيم زيزون للنازحين بريف درعـا الغربي , وذلك عقب سيطرة تنظيم داعش على بلدته " جلين " مطلع شهر فبراير من العام الجاري.
يجمع محمد أعواد القصب , يثنيها ويوثق زواياها لتصبح ركائز لخيم بدائية هي أقل تكلفة وأكثر صلابة من تلك التي إعتاد عليها السكان المهجرون عن منازلهم جنوب سوريا.
يقول محمد ابراهيم عن طبيعة عمله " بداية العمل تبعي هي كانت هواية وأني بريعان الشباب, ها ها صارت تطور حتى صارت مصدر رزق إلي, وصرت أعمل قصور كثير حتى صرت آخذ حدائق, يعني هون استخدمت هالخبرة هي ببناء المعرشات لهالناس هون لهالمهجرين ومساعدتهم"
تنتشر أعواد القصب بكثرة على جنبات الأودية الجارية ومصباتِ المياه المؤدية إلى منطقة حوض اليرموك, محمد وجد في إستخدامها مع قطع من القماش وسيلةً لتخفيف الأعباء المادية عن النازحين الجدد ومصدر رزق يسير له , فالخيمة التقليدية يناهزُ سعرها مئتي دولار , في حين لا تتجاوز قيمة الخيمة المصنوعة من هذه الأعواد ثلاثين دولارً فقط, مما لقي رواجاً كبيراً لدى الأهالي هنا.
أما أبو همام وهو نازح في مخيم زيزون جنوب سوريا يقول " بدي يفصلي سقف مشان بتعرف إنت سقفية وجدران السندية مشان هالمطر والرياح لأن كل ما نملك هو شادر وبطانية , والزلمة خدمني قبل هالمرة بهالخبرة هذي وكان بيتي مقاوم للرياح, طريقة زرعه بالأرض كانت طريقة فنية تقاوم نوعاً ما, طبعاً هي ما تقاوم برد الشتاء بس يعني نوع من الستيرة".
لا يحبذ القاطنون في هذا المخيم البقاء هنا , كما لا يفضلون العيش تحت سقف خيمة ولو كانت مزينة بأعواد القصب,فجل ما يتمنونه هو العودة إلى بلداتهم محررةً, وأن تغدو هذه الإبتكارات البسيطة جزءاً من ذاكرتهم الحافلة بالآلام.
المزيد:
"سحر" رضيعة سورية هزت مواقع التواصل الإجتماعي