أخبار الآن | سوريا – ريف الرقة (تصوير جمال بالي )
قَصَّ أبو محمد وهو هارب من داعش في الموصل لأخبار الآن، معاناته من بطش التنظيم و كيف أن التنظيم يختلق الأسباب لإضطهاد المدنيين و تعذيبهم و قتلهم، والإساءة إليهم من دون إحترام فارق السن، و قال أبو محمد الذي قُتِل إثنان من أبناءه و خمسة من عشيرته على يد التنظبم، انه دفع كل ما يملك للهروب من التنظيم.
يقول أبو محمد: أنا عمري 74 سنة، فعندما يأتي من هو بعمر حفيدك، و يجبرك و يسحبك من لحيتك لكي يجلدك، فأجيبه أن لدي حساسية من إطالة الذقن، لا أتحملها على وجهي، تصبح لدي حكة بوجهي، فتُغرَّم بدفع 10000 دينار عراقي بالإضافة لعقوبة الجلد، أو يتهمك بأنك مرتد، مرتد يعني أنك لست متعازن معهم، أنت تقوم بإعطاء معلومات، ولكن نحن لسنا مع أحد، نحن عائلة فقيرة نبحث عن العيش بأمان فقط، هذا ما نبحث عنه.
وعندما أعلنوا حظرَ النجوال و أمرونا بألَّا نخرج من منازلنا، فيأتي أحدهم ليطرق عليك الباب، و هو ملثم بقطعة قماش، و عندما تفتح باب المنزل يطلق النار عليك، لقد قتلوا ولداي، و خمسة من عشيرتي، سبعة أشخاص قتلوهم بليلة واحد، و لا أعرف مالسبب، فقط يطرق عليك الباب و يقول لك أريد أن أسألك سؤال، و ما أن تخرج حتى يفتح عليك النار، و عمر الذي يطلق النار لا يتجاوز 18 عام، أكرر، عندما تخرج رأسا يطلق النار عليك.
ويسحبك من أذنك، و يقول تعال تكلم لنا، تسأله عن ماذا؟ أنا هنا في منزلي لا أتحرك، أُشهِد الله أنهم رموه و قتلوه، و نحن نتوسل إليهم بجاه الله، إذ أن الإنسان لديه إنسانية مهما كان، فأفعالهم لا يتركبها اليهود أو المسيحيون، و نحن دائماً نقول لهم لماذا تعذبوننا و تقتلوننا، أسألوني و أجيب، إما أن تقدم أسرار أو يعدمك.
وعن الطريقة التي خرج بها و أسرته من الموصل قال أبو محمد: إضطررنا لبيع 3 سيارات كانت لدينا، لأننا بحاجة المال للطعام و الأجور و غيرهما، و قالوا لنا أنه ثمة رجل يعمل بتهريب البشر يدعى أبا عمر، فسألنا و توصلنا إليه، و حلف لنا بالله أنه سيخرجنا من مناطق داعش و هذا ما نرجوه، فذهبنا و بدأنا بالخروج، و طلب لقاءَ تهريب كل فرد مبلغ 850 ألف ليرة سورية، و نحن 7 أشخاص و إحسب كم من المال دفعنا، دفعنا ثمن سيارتين بعناهما سابقاً.
إقرأ أيضا:
مقتل مراسلة قناة روداو بتفجير عبوة ناسفة في الموصل